مصممون أزياء فلسطينيون يشقون طريقهم في عالم الموضة
«نظرة من الداخل نحو الخارج» كان عنوانا لعرض أزياء تنافس فيه عشرون شابا فلسطينيا على تصميم تشكيلات تعبر عن احاسيسهم، وما يدور بداخلهم من مشاعر وأفكار.
وترى المصممة والمدرسة الالمانية سوزانا كومبير، التي عملت خلال الشهرين الماضيين على تدريب هؤلاء الشباب المتخرجين من معهد الازياء والنسيج في بيت ساحور خلال السنوات الماضية، أنها نجحت في مهمتها، التي تمثلت في تحفيزهم على إخراج ما بداخلهم من مشاعر وأفكار من خلال تصميمات مثيرة.
وقالت كومبير لوكالة «رويترز»: «إن هؤلاء المصممين الشباب تعلموا كل شيء من الناحية النظرية في مجال التصميم، ودوري اقتصر على تحفيزهم على التفكير في تطبيق ما تعلموه من الناحية النظرية على ارض الواقع، وكانت المفاجأة أني وجدت نفسي امام اعمال متميزة».
وأضافت «عدد من المشاركين اختار البحر وآخرون الليل والورد والاحياء البحرية والطيور، ومنهم من اختار الورد والزجاج كأفكار للتصميمات التي تم عرضها في رام الله على مدى يومين».
وتجدر الإشارة إلى ان هذه الفعالية كانت بتنظيم من معهد جوته الالماني في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بالتعاون مع معهد تصميم الازياء والنسيج في بيت ساحور، وكانت فرصة للمشاركين الشباب للتعريف بقدراتهم وبوجود مصممي أزياء فلسطينيين قادرين على الابداع والمنافسة.
وهذا ما اشار إليه الشاب طاهر الزغير، أحد الخريجين، بقوله انه شارك بثلاثة فساتين للسهرة باللون الاسود اطلق عليها اسم «ما نتمناه في منتصف الليل» مضيفا أن «هذه الورشة والاحتفال بعرض تصاميمنا امام الجمهور تعتبر فرصة للتعريف بأن هناك مصممين في فلسطين، خصوصا أن التصميم من بدايته حتى نهايته من عملنا، بدءا من الرسم الى القص الى الخياطة.
وهذا يحسب لنا، لأن تعلُّمَنا كل هذه المبادئ ميزة تمكن أي مصمم من ادخال أي تغييرات يريدها، وفي اي مرحلة من عمله».
الشيء الوحيد الذي أبدى الزغير انزعاجه منه كان عدم وجود عارضات محترفات، فحسب رأيه «لا يكفي ان تعمل تصميما جيدا، لأنك بحاجة الى عارضة لديها المقاسات المناسبة والخبرة في تقديم مثل هذه العروض حتى يظهر بالشكل الذي تتمناه».
وقالت المصممة الشابة غادة مسلم، فيما كانت تضع لمسات اخيرة على مجموعتها، التي اختارت لها اسم «الوردة»: «هذه الموديلات مناسبة للعرض، لكن ليس كل ما يعرض يمكن ان يلبس ولكنه يشير بكل تأكيد الى قدرات المصمم وإمكانياته.
فلكل مجتمع تقاليده، وما يمكن ان يناسب المرأة في الغرب قد لا يناسب بيئتنا والعكس.. صحيح ان جزءا مما قدمناه كان مسرحيا، لكن الأغلبية يمكن ارتداؤها في مناسبات مختلفة».
أما المصمم الشاب اسماعيل مسالمة، الذي استوحى تشكيلته من برك سليمان، ذلك المكان الاثري الواقع جنب بيت لحم، فقد أعرب عن طموحه للوصول الى العالمية.
وقال «إن العرض قد يكون البداية نحو الانطلاق الى العالمية، فانا أصمم الموديل واشرف على قصه وخياطته بنفسي، واعتمد في هذا على الحرير وعلى العمل اليدوي».
ولم تقتصر المشاركة في هذه الورشة على طلبة وخريجي معهد الازياء والنسيج في بيت ساحور الذي تأسس عام 1994، بل ايضا على المدرسات في المعهد مثل هايدي حنونة خير، التي قالت انها قررت وزميلة لها المشاركة من خلال تصميمات اعتمدتا فيها على التطريز المستخدم في الثوب الفلسطيني التراثي.
واضافت، وهي تشير الى تنورة قصيرة سوداء مطرزة بألوان مستوحاة من تلك المرتبطة بالثوب الفلسطيني القديم: «ما قمنا به هو تحديث الزي التقليدي حتى يتناسب مع العصر بدون ان يشكل ذلك مسا بالتراث الفلسطيني».
ونتيجة لردود الفعل التي قوبلت بها العروض فإن كومبير تطمح لنقل العرض إلى كل من برلين وواشنطن والقاهرة.