فيروس الورم الحليمي البشري يصيب الذكور والإناث
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الفيروسات شيوعاً عند البالغين في كثير من دول العالم، حيث يقدر عدد المصابين بهذا الفيروس في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، قرابة 20 مليون وعدد الحالات الجديدة 6 مليون شخص سنوياً، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
وهناك اكثر من 40 نوعا من هذا الفيروس يمكنها ان تصيب المناطق التناسلية للرجال (جلد القضيب)، وللنساء (منطقة خارج المهبل، الشرج، الغشاء المبطن للمهبل، عنق الرحم، والمستقيم).
وفيروس الورم الحليمي البشري (Human PapillomaVirus (HPV ينتقل في معظم الحالات عن طريق الاتصال الجنسي ويصيب كلا الجنسين، الذكر والأنثى، وأن استخدام الواقي عند الاتصال الجنسي لا يعطى وقاية كاملة من الإصابة بهذا الفيروس وذلك لأن الواقي لا يغطي بشكل تام العضو التناسلي.
ولا ينتقل الفيروس بمجرد لمس أغراض الشخص المصاب كاستخدام الموسى أو الحمام وغيره، كما يدعي البعض.
الأعراض
معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض محددة، ويتخلص حوالي 90 من المصابين من هذا الفيروس خلال سنة إلى سنتين من بداية العدوى بفضل عمل جهاز المناعة. ولكن أحياناً قد يتسبب الفيروس في حالات مرضية خطيرة.
وتظهر البثور عادة على الاعضاء التناسلية على شكل مجموعات، قد تكون مرتفعة او مستوية، مفردة او متعددة، صغيرة كانت ام كبيرة، وقد تأخذ في بعض الاحيان شكل القرنبيط، وقد تظهر علي الفرج أو في جميع انحاء المهبل او الشرج، أو على عنق الرحم، أو على القضيب أو كيس الصفن أو المنطقة الإربية، أو الفخذ.
وقد تظهر البثور في غضون اسابيع أو أشهر بعد الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، وقد لا تظهر على الاطلاق.
واذا تركت البثور من دون علاج، فقد تزول تلقائيا، أو تبقى على حالها، او تزداد في الحجم او العدد. كما انها لن تتحول الى مرض السرطان.
أما عن سرطان عنق الرحم فلا تظهر له أعراض الى ان يصبح مرضا متقدما جدا.
ولهذا السبب تنصح النساء بعمل فحص دوري منتظم للكشف عن سرطان عنق الرحم.
انواع الفيروسات
أنواع الفيروس تنقسم إلى نوعين رئيسين، هما:
1. فيروسات منخفضة الخطورة (Low Risk)
وهي المسببة لحالات الثآليل التناسلية، وهي أنواع حميدة لا تتحول إلى سرطان.
2. فيروسات عالية الخطورة (High Risk)
وهي المسببة لحالات سرطان عنق الرحم وإلى حد أقل سرطان المهبل، والقضيب عند الرجل.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 250 ألف من النساء لقوا حتفهن جراء الإصابة بسرطان عنق الرحم في عام 2005 وكانت الغالبية الكبيرة منهن من سكان الدول النامية.
ويعتبر هذا السرطان ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الوفيات بنحو 25% في السنوات العشر القادمة.
وتشير تقديرات جمعية السرطان الأميركية أنه تم تشخيص حوالي 11070 حالة سرطان عنق الرحم في عام 2008 الحالي في الولايات المتحدة.
سرطانات اخرى
وهناك أنواع اخرى ذات صلة بفيروس الورم الحليمي البشري ولكنها اقل شيوعا من سرطان عنق الرحم، وبحسب تقديرات جمعية السرطان الاميركية فقد تم تشخيص الآتي منها حتى تاريخه من عام 2008 بالولايات المتحدة: 3.460 امرأة شخصت بسرطان الفرج. 2210 امرأة شخصت بسرطان المهبل وغيره من انواع السرطان.
1250 رجلا شخص بسرطان القضيب مع غيره من انواع السرطان. 3050 امرأة و 2020 رجلا شخصوا بسرطان الشرج.
وتشير الدراسات الى أن هناك فئات من السكان لديهم مخاطر أكبر للاصابة بالسرطانات ذات الصلة بفيروس الورم الحليمي البشري، مثل المثليين جنسيا gay والمخنثين من الرجال bisexual men، والافراد ذوى اجهزة المناعة الضعيفة (بما فيهم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / متلازمة نقص المناعة المكتسب).
الوقاية
لقاح فيروس (HPV): في عام 2006 تم الترخيص بإنتاج لقاح يحمي من الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وبالتالي من الأمراض الناجمة عنه وبالأخص سرطان عنق الرحم.
يوجد الآن لقاحان ضد فيروس (HPV)
- لقاح جارداسيل Gardasil:
وهو يحمي من الاصابة بأربعة أنواع من الفيروس وخاصة تلك التي تعتبر المسببة لـ 70% من حالات سرطان عنق الرحم، ولـ 90% من حالات الثآليل التناسلية الحميدة.
- لقاح سيرفاريكس Cervarix:
وهو يحمي ضد نوعين آخرين من الفيروسات المسببة أيضاً لسرطان عنق الرحم.
لمن يعطى اللقاح ؟
ينصح بإعطاء لقاح Gardasil لكل النساء بين 9 – 26 سنة، ومن المهم إعطاء اللقاح قبل سن الممارسة الجنسية، حيث أن اللقاح لا يعالج الفيروس بعد الإصابة به. وفي أميركا يعطى هذا اللقاح بشكل روتيني للفتيات في عمر 11 – 12 سنة وتتم الجرعات على النحو الآتي:
الجرعة الأولى: الآن (في أي وقت من عمر 11 – 12 سنة).
الجرعة الثانية: بعد شهرين من الجرعة الأولى.
الجرعة الثالثة: بعد 6 أشهر من الجرعة الأولى.
وهو لا يتعارض مع لقاحات أخرى ولا يحتاج إلى جرعات إضافية.
اما مدة الحماية فهي غير معروفة بشكل دقيق ولكن من المتوقع أن تكون طويلة الأمد بانتظار نتائج البحوث والمتابعة الجارية حالياً.
إن هذا اللقاح لا يغني وليس بديلا عن فحص سرطان عنق الرحم الوقائي (Pap Smear) حيث أن التطعيم لا يحمي ضد كل الأنواع المسببة للسرطان.
الأعراض الجانبية للقاح HPV: لا يوجد إلى الآن أعراض جانبية خطيرة، ولكن مثل أي علاج لا يجب إعطاؤه للأشخاص اللذين تعرضوا لحساسية شديدة من هذا اللقاح.
أما الأعراض الجانبية الأخرى فهي بسيطة مثل ألم واحمرار في موقع الحقن وأحياناً حرارة طفيفة تتلاشى وحدها.
وضع اللقاح في السعودية
إلى الساعة، لا يوجد هذا اللقاح في السوق السعودية ولم يُرخص له إلى الآن، ولكن من المتوقع أن يطرح في القريب المنظور حيث أن اللقاح بدأ في الانتشار في أنحاء عديدة من العالم.
العلاجات المتاحة
لا يوجد علاج للفيروس في حد ذاته، ولكن وجود جهاز مناعة قوي وسليم يمكن في العادة أن يتغلب على الفيروس ويقضي عليه. بالنسبة للبثور التناسلية الظاهرية فيمكن ازالتها بواسطة تطبيق أدوية معينة.
أما سرطان عنق الرحم فهو الاكثر علاجا ناجحا عندما يتم التشخيص في وقت مبكر.
وهناك طرق حديثة للجراحة، والعلاج بالاشعاع، والعلاج الكيميائي للمرضى.
الحالات الاخرى ذات الصلة بهذا الفيروس، ايضا، هي من اكثر انواع السرطانات التي يمكن علاجها عندما تشخص مبكرا.