عدد البروتينات الضالعة في الإصابة بفيروس الإيدز
تعتبر تركيبة اتش آي في (HIV)، الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، بسيطة ومعقدة في الوقت ذاته. ويحتوي هذا الفيروس على تسعة آلاف قاعدة للحمض النووي RNA، الذي يحتضن بدوره القاعدة الآزوتية يوراسيل (Uracil)، فضلاً عن احتوائه على واحد على مليون من المادة الوراثية الموجودة في خلية بشرية واحدة.
كما يحوي الفيروس مجموعة من تسعة جينات تعمل على التشفير ل15 بروتين. علاوة على ذلك، ينجح الفيروس في مهاجمة خلايا نظام المناعة المكتسبة بالجسم، دون توقف، الى أن يشل هذا النظام الدفاعي بأكمله. ما يفتح بالتالي الأبواب على مصراعيها أمام سلسة من الإصابات المرضية، القاتلة أحياناً.
كي يتمكن فيروس الإيدز من إلحاق الأذى بالجسم، الى أقصى الحدود، فانه بحاجة الى التكاثر ومهاجمة خلايا الجسم بصورة متكررة. لذلك، يحتاج الفيروس الى مساعدة جسم المصاب!
بفضل تقنية متطورة، اكتشف الباحثون في مستشفى (Brigham and Women’s Hospital) ببوسطن أن فيروس الإيدز "يتكل" على 273 بروتين، في جسم المريض، كي يستطيع إصابته على نحو فاعل. وتدعى هذه البروتينات عامل الاعتماد لدى فيروس "اتش آي في" أي (HDF) لاختصار عبارة (HIV dependency factor).
في السابق، رصد 36 فقط من هذه البروتينات التي تسمح للفيروس بالقيام بعدة عمليات تهدف الى مهاجمة نظام المناعة المكتسبة كما تذويب الغشاء البروتيني لخلايا النظام الدفاعي بالجسم. قد تمثل هذه البروتينات هدفاً للعلاجات المستقبلية بالأدوية.
في الوقت الحاضر، ثمة 20 دواءاً قادر على شل وظائف إنزيم رئيسي بالجسم، يستخدمه فيروس الإيدز. يذكر أن منظمة الأغذية والأدوية الأميركية وافقت مؤخراً على تسويق أول دواء في العالم، يشل بروتينات (HDF)، قادر على إسكات مستقبلة تدعى (CCR5) يستعملها الفيروس للدخول الى الخلية البشرية.