مشاكل المراة التى فشل المجتمع فى حلها .. وتأثيرها النفسى
خاص الجمال - شروق عبد الرحيم
إذا كانت المشاكل تملأ حياة المرأة نتيجة أمراض المجتمع فهذا ليس طبيعيا حتى لو تعود الناس على ذلك وأصبحوا ينظرون إلى الأمر على أنه سنة من سنن الحياة.. فمنذ قديم الأزل تواجه المرأة العديد من الصعوبات نتيجة التفرقة العنصرية الجنسية، فكونها امرأة هو السبب الأول وقد يكون الوحيد وراء الكثير من الصعوبات التي قد تواجهها المرأة في حياتها المهنية مهما كانت مهنتها ومهما تغيرت بيئة العمل التي تحيط بها، وقد عمل الأدب العالمي عن طريق العديد من الأديبات على تجسيد بعض من هذه المشاكل.. ومنهم "إيما جولدمان" الأديبة الأمريكية المعروفة التي كتبت منذ ما يزيد عن 100 عاما عن المشاكل التي تواجه المرأة في المجتمع.. ومن المثير للدهشة أن كثير من المشاكل التي كتبت عنها جولدمان في وقتها لازالت قائمة حتى الآن وأهمها:
سيطرة الرجال على أغلب المهن المرموقة وحصولهم على رواتب أعلى من السيدات اللاتي تمتهن نفس المهنة.
فنجد أن جولدمان كتبت: "إن السيدات المدرسات والطبيبات والمحاميات والمهندسات لا يلقين نفس الاحترام المقدم لنظرائهن من الرجال ولا يحظين حتى بنفس الراتب." وعند مقارنة كلمات إيما بواقعنا الحالي نجد أنها تنطبق كثيرا على السيدات في مجالات عديدة وخاصة المناصب القيادية.
كما تقابل السيدات ضغوطًا في العمل أكثر بكثير من الرجال وكتبت جولدمان عن ذلك قائلة: "لكي تنجح المرأة في العمل يجب أن يكون ذلك على حساب صحتها الجسدية والنفسية".
وفي يومنا هذا أثبتت الدراسات أن ضغط العمل له تأثير أكبر بكثير على النساء عن الرجال ففي دراسة نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي هذا العام عن تأثير العمل على صحة الإنسان النفسية والجسدية ثبت أن التأثير السلبي لضغوط العمل على صحة الإنسان أقوي في النساء عن الرجال.
وأيضا قد يكون الراتب الذي يتقاضاه الرجل ضعف الذي تحصل عليه المرأة على الرغم من القيام بنفس المهام وقضاء نفس ساعات العمل وهذه الحقيقة سبب العديد من المشاكل والضغوط النفسية التي تعاني منها المرأة في هذا المجتمع منذ ما يزيد عن 100 عام.
وأخيرا تضطر النساء إلى العمل في وظائفهن وفي البيت مما يضاعف العبء عليهن وفي هذا كتبت إيما جولدمان: "بالإضافة إلى عبء العمل على الكثير من النساء، فعليهن العمل أيضا في البيت بعد يوم شاق." وعند مقارنة ذلك بما يحدث في وقتنا الحالي نجد أن الأمور متشابهة كثيرا فأثبت تقرير نشر 2013 أن 20% فقط من الرجال يساعدون زوجاتهم في أعمال البيت. هذه أمثلة بسيطة من الصعاب التي تواجه المرأة العاملة بسبب نظرة المجتمع لها ولم يستطع أحد القضاء على هذه المشاكل الموجودة منذ أكثر من 100 عام.