4 سلوكيات تربوية خاطئة عن المال تعلمها لأولادك.. احذرها وصحح مفهومها

لا تنكر أنك غالبًا ما تتجنب التحدث عن المال وعن الأمور المادية بشكل عام مع أخيك الصغير، أختك أوطفلك، وقد يرجع ذلك إلى اعتقادكم أنه صغير السن وأنه لن يدرك مغزى ما تقول أو أنه لن يدرك قيمة المال؛ وقد تتصرف معه تصرفًا تبث من خلاله أفكار سلبية بينما تظن أنك ترضيه وتدعمه!.


فيما يلي سنقدم لكم بحثًا مهمًا يشمل أربع تصرفات وسلوكيات تربوية يفعلها الآباء والأمهات وهي شديدة الخطر على بناء شخصية الأطفال والمراهقين وتكوين مفاهيمهم فيما يتعلق بالمال والمعاملات المادية بشكل عام، وذلك للحذر منها وعدم تكرارها، كما سيتضمن البحث المعالجات وكيفية تبسيطها.. للتعرف على المحتوى والإستفادة منه.. فضلاً أكمل قراءة المقال،،

أربع مشكلات تربوية شديدة الخطر على بناء شخصية الطفل يقوم بها أولي الأمر
1- طفلي يريد شراء كل ما تقع عليه عيناه ولا ينفك عن الصراخ

الطفل الذي لا يتوقف عن الصراخ ولا ينفك عن تحطيم كل ما يحيط به في أي مكان يتواجد فيه حتى يرضخ الأهل أو أحد الوالدين لمطلبه ويلبيه، هي ظاهرة يعاني منها الكثير من الأهل، ولا يجد الوالد/ الوالده مفر إلا بالإذعان له، فابنهما لن يكف عن البكاء بعد دقيقة أو اثنتين من تلقاء نفسه إذا لم يلب طلبه، بل أن الطفل لديه المقدرة على مواصلة الصراخ حتى يومين كاملين وتحطيم ما حوله، وإصبعه الصغير لا يتوقف عن الإشارة للعب والحلوى مثلا إذا تواجد في متاجر البقالة.


معالجة التصرف الخاطئ للطفل
عليك أن تعلم عزيزي الوالد/ الوالده أن التربية السليمة لا تنحصر في تلبية مطالب الطفل المادية، ولابد من مواجهته بعدل وحزم في آن واحد دون تعنيف حيث أنه مازال صغيًرًا ولكن في نفس الوقت يمكنه أن يتعلم.

لابد من تعريف الطفل الفرق بين (ما يحتاج وما يريد)، فما يحتاجه هي الضروريات التي لابد من تلبية ولي الأمر لها في نطاق المسموح به.

أما ما يريد فهي الكماليات التي يمكنه الإستغناء عنها بأن يريد منك شراء لعبة هي بالفعل لديه أو أن لديه من اللعب ما يكفيه، أو شراء الحلوى له بصورة متكررة وهي في الأصل تضر بصحته، ولا يُنظر لمنعه منها نظرة حرمانه إياها بل هو ترشيد ووضع حجر أساس لتربية سليمة فيؤسس الطفل على التحكم برغباته ونزواته من وهو صغير. وللعلم أن جميع ذلك له بالغ الأثر على بناء شخصيته.


اقتراح 
عندما يرغب طفلك بالحلوى أخبره أن طعمها ليس لذيذًا ولن يرغب هو في تذوقها حال فتحها، لذا من الأفضل أن تشاركه بأن تشيرا كليكما للحلوى (أي كان ما يرغبه) بإشارة الوداع Bye Bye فتركها في المتجر أفضل.

نصيحة.. لا تيأس من تعليم طفلك حتى ولو لم يسمع لك أول الأمر فكرر المحاولات معه وكن دؤوبًا على تعليمه الإنتقال من الإشتهاء إلى ترك ما لا يحتاج إليه وتوديعه.

2- ابني المراهق لا يستعب عبارة "لا أملك المال الكافي لتلبية مطالبك"
ابنك/ ابنتك المراهق يطلب المال لشراء شيئ ما أو بعض المتعلقات أو حتى لدفع رسم الإشتراك في رحلة مع أصدقاءه وأنت كوالد/ والده لا تملك المال الكافي لتلبية ما يريد فتجيبه " لا يمكنني تحمل تكاليف ما تطلب".

الحقيقة أن المراهق بالرغم من أن جسمه قد كبر إلا أنه لا يزال بعقلية الطفل!، وعندما تجيب على مطالبه بعبارة "لا أملك، لا أستطيع" فإن المراهق سيشعر بالإحباط واليأس من ردك مطلبه، وغالبًا ما سيعقد عقله مقارنة بين تلبيتك لمطلب أخيه المساوي في التكاليف وبين رفضك لمطلبه ولن يمكنه استيعاب أن ميزانيتك المالية لن تسمح أو أنك تقوم بتلبية مطالبهما بالدور, أووفق خطة مالية معينة.

التأثير السلبي لعبارة "لاأملك المال لتلبية مطلبك" على نفسية المراهق
غالبًا عندما يعتاد المراهق سماع العبارة "لا أملك المال" دون أن تدير معه حوار وتفتح مناقشة مبينًا الأسباب، سيؤثر ذلك على نفسية المراهق بالسلب لأن الأطفال يشعرون بالقلق حول ما يتعلق بالمال ويبدأ لديهم التركيز على الإشباع الفوري، فيرسخ في أذهانهم فكرة (أن المال سلعة نادرة)، وأنه ينبغي اقتناصها بسرعة حالما تتوفر لأن بداخله شعور بأنه لن يحصل عليه مرة أخرى.

يمكنك أن تجعل طفلك هو من يتولى الأمر 
بدلاً من أن ترد على مطلبه بالعبارة البائسة "لا أملك المال "، يمكنك إلقاء الكُرة في ملعبه وإشراكه في إدارة الأمور ووضع الميزانيات ولا تستهن بعقله الصغير، واعلم أنك بذلك تمرنه على إدارة الأزمات بشكل إيجابي وألا يقف مكتوف الأيدي بائسًا.
المعالجة

عندما يطلب منك المال وأنت لا تملك، إسئله "كيف ترى الحل وكيف يمكننا أن ندبر لك ما تطلب؟"، ودع طفلك يفكر في استحداث الميزانيات فربما يؤثر شيئًا على آخر ويقترح عليك التدبر منه.

مثلا يمكنه التقليل من مصروفه والإدخار منه، أو التغاضي عن شئ ما كان مسلم بتلبيته واستبداله بالمطلب الجديد.

باختصار .. اجعله يتمرن على إدارة حياته وترتيب أولوياته بنفسه وعاونه في التفكير.


3- ابني المراهق ينظر إليّ باعتباري بنك التسليف
تعطي ابنك المراهق مصروف جيبه بصورة يومية أو ربما أسبوعية حيث يتدبر هو نفقاته وفق الإتفاق بينكما، ولكن ابنك/ ابنتك كثيرًا ما يطلب مصروف الأسبوع القادم (سُلفة) للخروج واالتنزه مع رفاقه أو لقضاء العطلة فتمنحه ما يطلب وتقسم له أنك لن تجبه مرة أخرى، فيكررها ومع ضغطه عليك وضغط عاطفة الأبوة/ الأمومة تمنحه ما يطلب مرة أخرى حتى لا يفوت المتعة مع أصدقائه!!.

حقيقة التصرف، والصواب
العاطفة تجعلك تحل لابنك جميع مشاكلة لأنك تريده أن يعيش حياة رغدة ممتعة وينعم بطفولته وشبابه ولا يقاسي فيها ، وتقول لنفسك إذا لم أحل لابني مشاكله وإذا لم يعتمد عليّ ماديًا فما فائدة وجودي!.

 ربما بعض ما تقول صحيح في دعمك لابنك ولكن عليك أن تعلم أنه إن استمر بك الحال في التطوع لحل جميع مشاكله وإقراضه حينما يطلب المال، فلن يعتمد على نفسه طوال حياته وسيصبح إعتماده على نفسه في حل مشاكله ولاسيما المادية بدرجة صفر.

علاج المشكلة
المشاكل المالية هي أصعب ما قد يواجهه الإنسان على سطح هذا الكوكب المادي والقرارات المتعلقة بشأنه هي الأكثرها تعقيدًا ولابد أن يدرك طفلك خطورة (إنفاق كل ما يملك من مال وعدم مراعاة توقع أي ظرف سيئ/ طارئ قد يحدث)..

دع ابنك يتدبر نفقاته ويقيم ميزانيته وخططه المالية للإنفاق والإدخار وفق ما تمنحه من مصروف، ولا تستصغر سنه ولا تجعله ينظر إليك على أنك بنك التسليف الذي حتمًا سينقذه متى طلب.


4- العمل مُمِل وهو من أجل جمع المال فقط
بعضنا يخطئ خطئًا جسيمًا وهو لا يدرك، وذلك في حديثه عن عمله أمام أطفاله فلا يكف عن الشكوى من إرهاق عمله واحتماله روتين وظيفته التي لا يمكن لأحد احتمالها وعن كرسيه المتعب ومكتبه الذي لا يليق به ومديره المتطلب .. إلى آخرة من شكوى سلبية تبث في نفوس الأبناء كُره العمل، وحينما يسأل الطفل نفسه أو يستغرب لماذا يذهب الوالد/ الوالدة للعمل يوميًا بالرغم من ملاقاته كل هذه المصاعب والسلبيات فلن يجد إلا إجابة واحدة (جمع المال فقط).

الحل
أظهر بعض إمتنانك لعملك أمام أطفالك، قد تخبرهم عن متاعب العمل كي تكون موضوعيًا ولكن باعتدال كأن تحكي لهم أن:  "هذ الأسبوع كان العمل جيدًا بالرغم من مروري بيومين شديدي الضغط، ولكن عملي مهم وأحبه بمميزاته وعيوبه"، حدث أطفالك عن قدسية العمل والإنتاج والإجتهاد رغم الصعوبات وأن الفرد لا يشعر بقيمته إلا من خلال تعبه ومن ثم جني ثمار هذا التعب.


نصائح تربوية مُهمة
- علم أولادك قيمة المال وعلمهم الإدخار وأن ليس كل ما يشتهيه لابد أن يحصل عليه، أو على الأقل ليس في الحال، فللمطالب والرغبات أولويات لابد أيضًا من ترتيبها ووضعها بدقة. 

- علم طفلك أنه ليس من السهل أن يقترض المال من أحد ولو حتى من صديقه المقرب لشراء غرض ما يمكنه الإستغناء عنه والعيش بدونه، إنما يدخر هو ويعتمد على نفسه ولا يستعجل الأمور.

- علم أولادك أن السعي لجلب الرزق ليس أمرًا مملاً إنما هو متعة الحياة رغم المشقة، وأنه لو توفر معه مال يكفيه طوال فلابد أيضًا أن يعمل.

- لا تجعل طفلك الصغير يعتمد عليك في كل أمور حياته، فلابد أن تدعم وتقوي شخصيته باعتماده هو على نفسه والتفكير واتخاذ الخطوات في حل مشكلاته مهما كان عمره صغيرًا.