5 أشياء تتغير في الزواج بعد الإنجاب

هناك العديد من التغيرات التي تحدث بين الزوجين بعد الإنجاب، فبعد أن كان الزوجان يعيشان الحياة بكامل طاقتهما لأنفسهم فقط، يستمتعان بالذهاب إلى السينما أو المسرح أو ممارسة الهوايات المشتركة بينهما أو السفر لأماكن جديدة لاكتشافها أصبحت حياتهما مُنصبّة على الأبناء والعمل، وأخذ الروتين يتسلل إلى جوانب حياتهما، وأصبحا يدوران في دائرة مغلقة لا يستطيعان الخروج منها، وصار الأمر يقتصر فقط على التحدث لفترات قليلة عن شؤون الأسرة أو زيارة الأقارب.


 
لا أحد ينكر أن الإنجاب هو أعظم نعم الحياة، التي لا يمكن أن يعوضها أي شيء آخر، ولكن مثلما تغير الأبوة في شخصيات الأفراد، فإنها تغير أيضًا في العلاقة بين الأزواج وتترك تأثيرًا واضحًا عليها، فتتغير طبيعة الحياة بشكل عام وتتغير اهتمامات وأولويات الزوجين بشكل خاص.

1- التفاوض
في بداية مرحلة الزواج، غالبًا ما يتوافق الزوجان أو يتشاركان في اتخاذ القرارات المهمة والبسيطة أيضًا، مثل: اختيار مكان قضاء الإجازة الصيفية أو هدية عيد الأم أو تغيير السيارة، وحتى في حالة عدم اقتناع أحدهما بالأمر يحاول الآخر إرضاءه والتحدث معه حتى الوصول إلى القرار المرغوب فيه.

أما بعد الإنجاب ومرور العديد من السنوات، يفقد الزوجان القدرة على التفاوض ويختلفان في معظم الأمور حتى أبسطها، فمثلا التخطيط لقضاء يوم العطلة الأسبوعية يصبح أمرًا عسيرًا لا يتفقان عليه أبدًا، هو يريد شيئًا وهي تريد شيئًا آخر، والأبناء يريدون أمرًا غيرهما. 

2- أوقات الترفيه
دائمًا، ما يبدأ الزوجان حياتهما وكل منهما يسعى إلى إرضاء الطرف الآخر ويبذل جهود كثيرة حتى يجعله سعيدًا، فمثلا يقضي معظم حديثي الزواج يوم العطلة في النوم حتى وقت الظهيرة، ثم يتناولون الغذاء ويشاهدون التليفزيون، وفي المساء يقضون السهرة في المنزل أو خارجه.

وفي أوقات الترفيه، يحاولون دائمًا البحث عن شيء جديد، مثل الذهاب إلى أحد الحفلات أو الخروج مع الأصدقاء، وعادةً ما يكون هؤلاء الأصدقاء دون أطفال أيضًا، لأن من لديهم أطفال لا يجدون الوقت المناسب للخروج ويصعب التنسيق معهم لمقابلتهم.

أما بعد الإنجاب يتغير الأمر، حيث تُقضى أوقات الترفيه في حضور أعياد ميلاد أصدقاء الأطفال، أو تنفيذ نشاط مدرسي خاص بالأطفال أو مشاهدة فيلم من أفلام الكارتون معهم، وهذه الأمور فعلًا ممتعة عندما تجتمع الأسرة عليها، ولكن غالبًا تكون الأم هي العنصر المشارك، أما الأب فيختار وسائل أخرى، بعيدًا عن جو الأسرة للاستمتاع بأوقات الترفيه.

3- الحوار والنقاش
يستمتع الزوجان في بداية الزواج بالتحدث مع بعضهما ومناقشة العديد من الأمور والتحدث في كل شيء، بدءًا من النقاشات السياسية حتى التعليق على أحدث الأغاني الشعبية، كما يتناقشان في مشكلات العمل والمنزل أيضًا.

ولكن بعد الإنجاب، قد يصل الأمر إلى انعدام الحوار من الأساس إلا من بعض الأحاديث عن متطلبات الأبناء والمنزل أو تشتكي الزوجة للزوج من عدم مذاكرة ابنهما بشكل جيد أو يعبر الزوج بغضب عن عدم إحساسه بنظافة المنزل وهكذا.

4- الرومانسية
من أهم ما يجعل الزواج يستمر، الحفاظ على رومانسية العلاقة بين الزوجين، فالعلاقة التي تخلو من الرومانسية واللحظات العاطفية سريعًا ما تنتهي، وفي بداية الزواج، تكون الرومانسية في ذروتها، هما يفضلان أن يقضيا الأوقات معًا في عشاء رومانسي في أحد المطاعم أو السهر طوال الليل على أضواء الشموع.

ومع مرور السنوات، تبقى هناك بعض اللحظات العاطفية القليلة التي تجعل الرومانسية موجودة، مثل تشبيك اليدين للحظات عند مشاهدة أحد الأفلام، وذلك قبل أن يصرخ الأطفال لرغبتهم في الذهاب للحمام، أو تناول أحد الأطباق المفضلة معًا أو سرقة ساعة من الزمن ليصبحا بمفردهما بعد نوم الأطفال.

5- الحب
يتغير مفهوم الحب قبل الإنجاب عن ما هو بعده، فالحب يأخذ شكلًا آخر أو مسارًا جديدًا، ففي الماضي كانت الزوجة تحب زوجها، ولكنها الآن تحب والد أطفالها الذي يشاركها في هذه المغامرة التي تسمى "الأبوة والأمومة"، فهي أصبحت تحبه بشكل مختلف عندما تراه يقبل أطفالهم ويلعب معهم ويهتم بشؤونهم، ويعمل جاهدًا لتوفير سبل المعيشة الجيدة لهم.