عائلات محافظة .. وبناتهن الفنانات أكثر ابتذالا!
عندما أطلت المغنية دانا الوافدة حديثا إلى عالم الفن بتلك الصورة المبتذلة، لم تثر أي اهتمام يذكر، خصوصا أن المشاهد اعتاد على هذه النوعية من المغنيات مع وجود قنوات جاهزة لعرض أعمالهن على مدار الساعة، غير أن المفاجىء كان أن كلمات الأغنية التي تحمل إيحاءات جنسية كتبها شخص غير معروف لنا، لكنه معروف لها لأنه ببساطة وللمصادفة "والد دانا".
غير أن حال دانا لا تنطبق على معظم الفنانات خصوصا أولئك اللواتي ولدن في بيئات محافظة، قبل أن يخطفهن عالم الشهرة والأضواء، ويصبحن منبوذات من مجتمعاتهن، فغالبية ما يعرف اليوم بفنانات الإثارة ولدن في بيئات محافظة ومتدينة، ومعظمهن تزوج باكرا، قبل أن ينقلب على تلك الحياة التقليدية، ليتركن مجتمعهن وخلفهن عائلة تنبذهن كما يشير تقرير لصحيفة القبس الكويتية الخميس.
هيفاء وهبي، مي حريري، أمل حجازي، دانا، ميليسا، مروى، كلهن فنانات ولدن في بيئات متدينة ومحافظة، قدمن فنا مثيرا قائما على الصورة، بحيث إن ما يجمع بينهن هو تواضع الإمكانات الصوتية، فكيف كانت بدايتهن وكيف كان تفاعل محيطهن مع ما قدمنه من فن؟
في بيئة محافظة في مدينة النبطية جنوب لبنان، ولدت مي حريري، التي ارتدت الحجاب وتزوجت باكرا برجل سوري، ما لبثت أن تطلقت منه بعد أن أنجبت طفلة وهي لا تزال في الـ13 من عمرها.
طلاقها المبكر جعلها تشعر برغبة في الحرية، فانطلقت في ليالي السهر، لتصبح وجها معروفا على أغلفة المجلات، وما لبثت أن أثارت انتباه الموسيقار ملحم بركات، الذي ترك عائلته وأشهر إسلامه ليتزوج بها، زواجا استمر 10 سنوات انتهت بطلاق مؤلم لكلا الطرفين، بعد أن أنجبا ملحم جونيور الذي احتفظت مي بحق حضانته.
مي التي عرفت كزوجة الموسيقار، اختفت عن الأضواء حيث تزوجت في دبي بالمهندس أسامة شعبان، قبل أن تقرر بعد سنوات من الزواج احتراف الفن، قرار كان مفاجئا لطليقها ملحم بركات، الذي بدا أنه لم يستسغ فكرة احتراف زوجته السابقة وأم ابنه الغناء، لا سيما أنه يعرف قدراتها الصوتية وإمكاناتها.
لكن مي أصرت وأطلقت ألبومها الأول "حسهر عيونو"، ظهرت فيه بشكل يليق بسيدة وأم، قبل أن تشهد مسيرتها الغنائية تحولا جذريا، بعد أن أصبح الإغراء بوابة العبور الوحيدة للفنانات ذوات الإمكانات الفنية المحدودة.
وبعد إنجابها طفلتها زينب تطلقت مي من زوجها أسامة، لتكثف نشاطاتها الفنية، غيرت اللوك الخاص بها، لتظهر بصورة جريئة جدا، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حولها، خصوصا بعد تصوير أغنيتها الأخيرة على شاطىء البحر، تحت إدارة المخرج فادي حداد؛ حيث برزت بصورة أقرب إلى هيفاء، وهي الصورة التي كانت ترفضها عند احترافها الفن قبل سنوات، واللافت أن علاقة مي بوالدتها الحاجة لا تزال قوية؛ إذ تحرص أسبوعيا على زيارتها في النبطية، حيث بنت منزلا لها قريبا من منزل الوالدة.
هيفاء وهبي شقيقة الشهيد
في منطقة فقيرة في ضاحية بيروت الجنوبية ولدت هيفاء وهبي من أب لبناني وأم مصرية، وبعد طلاق والديها انتقلت للعيش مع والدتها، وبدأت العمل باكرا في محل لبيع المجوهرات في الحمرا، قبل أن تلفت إليها الأنظار بعد ترشحها إلى انتخابات "ملكة جمال الجنوب" وفوزها باللقب، حيث كانت لا تزال عروسا.
العريس هو ابن عمتها، التي أصرت على تزويج ابنها بملكة جمال، لكن الزواج سبق التتويج، مما أدى إلى حرمان هيفاء من المشاركة في انتخابات "مس ليبانون"؛ حيث كانت المباراة تجري حينها على صعيد المحافظات، تنتقل بعدها الفائزات إلى المبارة التي تتوج فيها ملكة جمال لبنان، وكان الشرط الأول للترشح أن تكون الفتاة عزباء، لكن هيفاء أخفت الحقيقة التي ما لبثت أن اكتشفت، فطار حلمها بحمل تاج جمال لبنان.
في سنوات زواجها الأولى كانت هيفاء تقيم مع زوجها في قرية جويا الجنوبية، وما لبثت أن سافرت إلى إفريقيا حيث أنجبت طفلتها زينب، غير أن حب الشهرة دفعها إلى المشاركة في كليب "إرضى بالنصيب" مع الفنان جورج وسوف في العام 1994، لتقرر بعدها الانفصال عن زوجها الذي رفض منحها الطلاق سنوات عدة، قبل أن تحصل عليه مقابل منعها من رؤية طفلتها.
وبعد انفصالها عن زوجها تورطت هيفاء في قضية أخلاقية؛ حيث تم استدعاؤها إلى مخفر حبيش مع أكثر من فنان للتحقيق، وكان مفاجئا ظهورها في البرنامج الذي كان قدمه الإعلامي زافين قيومجيان آنذاك عبر تلفزيون لبنان، لتعلن عن براءتها، وتزيد من وقع الفضيحة، خصوصا أنها لم تكن آنذاك فنانة معروفة، وربما أرادت اكتساب الشهرة بهذه الطريقة وكان لها ما أرادت.
قيل إن عائلة هيفاء في الجنوب تبرأت منها، فهي شقيقة شهيد في المقاومة، قتل عام 1982 حين كان يحارب مع مجموعة من المقاومين الاحتلال الإسرائيلي، وعائلة الشهيد رفضت أن تكون ابنتها فنانة، لكن الفنانة خسرت ابنتها وعائلتها مقابل الشهرة، لتكسب في الطرف الآخر والدتها وأخواتها، قبل أن تنقلب إحداهن عليها، في مقابلة صحفية تبرأت فيها من شقيقتها، واصفة إياها بوصمة العار قبل أن تعود وتصالحها بعد الحادثة التي تعرضت لها أخيرا.
الرقابة ضد مروى وعائلتها معها
هي الفنانة الأكثر إثارة للجدل، ففي حي شعبي في بيروت ولدت مروى ابنة العائلة البيروتية الفقيرة، وتزوجت باكرا وأنجبت ثلاثة أولاد قبل أن تقرر الانفصال عن زوجها ودخول عالم الشهرة من بوابة الإغراء، فكانت الفنانة الوحيدة التي تمنع الرقابة اللبنانية أغنية مصورة لها، لما تضمنته من مشاهد جريئة، قبل أن يصدر نقيب الممثلين في مصر قرارا بمنعها من ممارسة مهنة التمثيل بعد أن خطت أولى خطواتها من خلال أفلام جريئة نالت حظها من النقد السلبي.
مروى التي تدافع بشراسة عن نوعية الفن الذي تقدمه، أعلنت في إحدى مقابلاتها أنها قد تتحجب مستقبلا وتعتزل الفن، وإلى أن تعتزل مروى فهي مستمرة بتقديم أعمال فنية أقل ما يقال فيها إنها لا تراعي أبسط أصول الفن، فضلا عن جنوحها نحو الإغراء المبتذل، ما عرضها لمواقف محرجة منذ بدايتها؛ حيث احتجت الممثلة آثار الحكيم بشدة قبل سنوات، عندما علمت أن مروى ستقدم وصلة غنائية في الحلقة التي حلت فيها ضيفة على برنامج "ساعة بقرب الحبيب".
وعلى الرغم من علامات الاستفهام التي تدور حول ما تقدمه من فن، تحافظ مروى على علاقة طيبة بأهلها وخاصة بوالدتها وأختها اللواتي يتوليان أحيانا مهمة الرد على اتصالات المعجبين.
دانا وحكاية والدها
دانا ابنة مدينة طرابلس المحافظة، ولدت في بيئة فقيرة جدا، وكان والدها يصطحبها لإحياء الحفلات في سن الـ14، إلى أن قررت احتراف الغناء، مع أغنية "أنا دانا"، التي ظهرت فيها بملابس النوم، فضلا عما تضمنته الأغنية من كلام مبتذل لا يخلو من إيحاءات جنسية، لتطل دانا وتعلن على الملأ أن والدها ساعدها في كتابة الأغنية.
وكرت مسبحة دانا مع الأغاني التي تصنف في خانة "فوق الثامنة عشر"؛ حيث رفضت معظم المحطات التلفزيونية عرض أغانيها، وقاطعت أخبارها معظم المجلات الفنية، قبل أن تصدر أغنية "أي خدمة يا باشا" التي تتضمن إيحاءات جنسية صريحة، مع مشاهد صورتها تتلوى على السرير، ودائما بمباركة الوالد!
وميليسا هي ميريام شهاب ابنة الجنوب اللبناني، والعائلة المتدينة، شاركت في مباراة جمالية وحصلت على اللقب قبل أن تختفي وتتزوج بشاب سوري، غير أن شبهها الشديد بالفنانة إليسا، دفع بالمنتج الحاقد على إليسا التي انفصلت عنه بعد نجاحها، باستنساخ نجمة تشبهها صوتا وشكلا، فكانت ميليسا وهو الأسم الذي اختاره لها المنتج لتصبح نسخة متطابقة من إليسا.
لكن ميليسا لم تقدم فنا جديدا، بل كل ما قدمته كان أغنيات حصرتها في خانة مغنيات الإثارة، خاصة بعد الديو الأخير الذي قدمته مع الفنان العالمي Dr Alban.
في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته ميليسا في بيروت قبل أشهر عدة، فوجىء الصحافيون بفتاة محجبة شديدة الشبه بميليسا، كانت شقيقتها هدى التي ترافقها في إطلالاتها الإعلامية، بعد قيام زوجها السابق بترويج فضائح عن الفنانة، والترويج أن عائلتها مستاءة من احترافها الفن، خصوصا والداها المتدينان، غير أن ميليسا ردت من خلال حضور شقيقتها معها، أن علاقتها بأهلها على ما يرام، وأن العائلة تبارك احترافها الغناء.