فيلم وثائقي أثار جدلا .. متى نحدث الأطفال عن الجنس والإيدز ؟

ما هو السن المناسب للطفل كي نتحدث معه عن الجنس والإيدز؟ هل هو سن العاشرة؟ هل هو أقل من ذلك؟ هل هو أكبر من ذلك؟ فقد أثار فيلم تلفزيوني وثائقي، عرضت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا عنه عنوانه تكلم إلى الأطفال عن الإيدز، هذه القضية بطريقة حادة وغير مريحة.


في وقت قريب، كان يعرض في مهرجانات الأفلام وفي بعض المدارس في الولايات المتحدة. وأصبح الفيلم متاحًا بعد ذلك على موقعه ويمكن للجميع مشاهدته بمجرد ضغطة على مفاتيح الكمبيوتر. وقد ظهرت في الفيلم، أختان لطيفتان صغيرتان في السن، هما فينيتا وسيفيليا هينيسي، وكان عمرهما 6 و 4 سنوات، حيث كانتا بصحبة والديهما، صناع الفيلم، في المؤتمر الدولي عن الإيدز عام 2006، المنعقد في تورن

تو بكندا. وقد قابلا خبراء مشهورين في مرض الإيدز، ونشطاء من الشواذ، وشاهدا الواقي الذكري، ووكلاء توزيع الأدوات الجنسية، وامرأة تبيع الأدوات الجنسية، وامرأة تقوم بدور الملكة إليزابيث الثانية، وامرأة مغايرة في الجنس تسمى هجرة ترتدي الساري الهندي.

وقد كان المظهر الغريب في الفيلم هو الأسئلة الطفولية مثل: كيف يدخل الإيدز إلى الجسم؟ وكيف يمارس الناس الجنس مع بعضهم البعض؟ وكما قال أحد المراسلين، لقد كانت متعة غير مريحة أن ترى بعض علماء العالم العظماء وهم يتملصون أو لا يتملصون من أسئلة الأطفال.

و كان الدكتور أنتوني إس فوسي، المشرف الحالي والمشهور في كل ما له علاقة بالفيروسات، يبدو مستريحًا وهو يتكلم على التلفزيون أو أمام الكونغرس وهو يجيب: يصاب الناس بالإيدز من بعضهم البعض. فعندما ينغمس رجل وامرأة في علاقات جنسية، فإن أحدهما المصاب يصيب الآخر. كما أن الإصابة تحدث من خلال استخدام إبرة حقنة ملوثة بفيروس الإيدز.

ولكن، مع الأطفال كما مع أعضاء مجلس الشيوخ، يمر الدكتور فوسي سريعًا من متابعة الموضوع إلى القول: هل تعرف ما هو الفيروس؟ وعلى النقيض من ذلك، فإن الدكتور مارك  وينبرج، مساعد رئيس المؤتمر، ينفجر في ضحك هستيري وهو يجيب على السؤال قائلا: " يدخل الإيدز إلى الجسم بطرق معقدة يصعب شرحها للبنات الصغار، وبالطريقة نفسها التي يمارس بها الأب والأم علاقتهما، تلك العلاقة التي أدت إلى وجودنا في هذا العالم. ولكنكم سألتم سؤالاً عظيمًا. وأشك في أنني مؤهل للإجابة عليه...!

وقد حصلت الفتاتان على إجابات صريحة عن الأسئلة، من كريج ماكلور، مدير جمعية الإيدز، وعن تجارة الجنس من أجل المال من ناشط ينادي بحقوق الدعارة. ولكن الفيلم يعد بصعوبة محاضرة طبية. حيث أن المشاهد التمثيلية والأعلام والعرائس، والرقص، يعطي المؤتمر الشعور الترفيهي. وفي الحقيقة، قد كانت هناك وقفة غير مخططة عن مشروع العازل الذكري قدمها صناع الفيلم، بريان هينيسي وراضيا داوسي، كي يركز الفيلم على بناتهما.

لقد اعتقدت الطفلة سيفيلا أن العبوات البراقة عبارة عن حلوى وأحبت ألوان أوعية الواقي الذكري الزرقاء والقرمزية. وقد سألت عنها ولكن أحد المتطوعين حاول أن يقدم شرحًا سريعًا مستخدمًا كلمات بسيطة غير بذيئة لكي يجعل الطفلة البريئة تجري مقابلات جيدة.

ولكن البراءة لم تكن موجودة. وفي نقطة معينة، سحبت فينيتا أمام الكاميرا صورة لشخصين في السرير. قائلة... ها هو الواقي الذكري، الذي نضع فيه عضو الرجل، لهذا لا تصاب المرأة أو الرجل بالإيدز. ويمكن أن يمارس الرجل هذا مع رجل إذا أحب. وكانت هناك بعض اللقطات التي تجعلك تتأكد أن المنتج والمصور هما الأم والأب.

وتقول السيدة داوسي بأنه لا يوجد سن معين يمكن فيه مناقشة الموضوع مع الأطفال، فقط يمكن التحدث في ذلك مع الأطفال عندما يكونون جاهزين. إنها مشكلتنا نحن وليست مشكلة الأطفال فهم لا يعرفون المحرمات. فمن الممكن أن تدفع بأطفال صغار قدرتهم على الفهم بسيطة حيث يتخيلون مخاوفهم وكأنها واقع، إلى معلومات قد تخيفهم، وتجعلهم ينامون يقظين ويقلقون من الجنس وكأنه سيقتلهم.

وقد قالت الطفلة سيفيلا بأنها تعرضت للخوف مرتين، المرة الأولى خافت من غوريلا أفريقية في مسرحية هزلية على المسرح تصور مذبحة في قرية فيها فتاة يتيمة أكرهت على الانغماس في علاقة جنسية، والمرة الأخرى التي خافت فيها كانت مما يفعله الممارس للجنس. وقالت أعلم أنها وظيفة ولكنها وظيفة غريبة. ولكن الفيلم لا يمكن اعتباره معدًا للأطفال في شكله الحالي كما يعترف بذلك صناع الفيلم. بالنسبة إلى الأب، فإن مشاهدة طفل صغير يقتحم هذا الموضوع يعتبر حث قوي على كيفية البدء في التفكير مع الذات حول هذا الموضوع.


لمشاهدة الفيلم أضغط علي الرابط التالي

http://www.eztakes.com/store/streaming/watch.jsp?pid=0530001