توصيات الأطباء المتضاربة حول التمارين الرياضية
س- في العام 1989 اجريت عملية جراحية لاستبدال الصمام الاورطي وكنت في سن الخامسة والاربعين. وفي العام الماضي خضعت لعملية ترميم لانسلاخ الأورطي. وأوصاني الجراح الذي اجرى العملية بعدم القيام بأي تمارين مرهقة للقلب، او تمارين ضغط او مقاومة، كرفع الأثقال، مع الحفاظ على ضربات القلب منخفضة. لكن طبيب القلب يقول ان بمقدوري القيام بتمارين مرهقة ومقاومة، لكن خفيفة، والمهم هو مراقبة ضغط الدم العالي. فمن منهما أصدق؟
ج- اسئلتك الممتازة تصل الى صميم كيفية ممارسة الطب الحديث. اذ يبدو ان «فن ممارسة الطب» شرع يتخلى تدريجيا عن مكانته امام «الدلائل والاثباتات الطبية»، لان الكثير من الاطباء يحاولون الاعتماد على الطب الذي يرتكز على دلائل واثباتات، مما يعني القيام بإجراءات لها دلائل واثباتات علمية مباشرة.
ولسوء الحظ فإن اغلبية الاسئلة التي يثيرها المرضى لم تلق جوابا من قبل الدراسات العلمية الصارمة والقاسية. لذلك يطلق الاطباء افضل احكامهم معتمدين على فهمهم للمرض وخبراتهم الخاصة، وعن طريق الإصغاء الى زملائهم الذين يملكون خبرة اعمق في ما يتعلق بسؤال محدد. ونتيجة لذلك تراوح التوصيات في المناطق الرمادية (أي في مناطق غير واضحة الملامح) هذه، بين طبيب وآخر.
والتمارين الرياضية هي احدى هذ المناطق. فالانواع المعينة من التمارين لم تجر مقارنتها مباشرة، حتى بالنسبة الى المرضى الذين يعانون من اكثر الامراض شيوعا. لذلك ليس من المستغرب ابدا ان يرغب طبيبك الجراح المتناغم اكثر مع الأمور الميكانيكية، مثل تلك التي يمكن فيها للنسيج الاورطي التمزق مرة ثانية، تفادي ممارسة الرياضة العنيفة التي قد تضغط على الاورطة. كما انه من غير المستغرب ان يقوم طبيب القلب المتناغم اكثر مع الأمور الطويلة الامد لتكييف حالة القلب واللياقة البدنية العامة، بأن يكون له توصية مخالفة.
والمهم هنا، وانا آسف ان ابلغك هذا، انه لا احد يدري الجواب الصحيح. ففي ظروف مثل هذه، عليك بموازنة جميع المعلومات التي تحصل عليها، مع الاخذ بعين الاعتبار الشخص الذي يقدم لك المعلومات، وبالتالي اختيار ما تراه مناسبا لصحتك. وعليك ان تعلم ان الجمعية الاميركية للقلب قد مرت بمسائل شبيهة بمثل هذه المسألة التي تسأل عنها.
من يحتاج اي من انواع التمارين الرياضية؟ وكانت نقص المعلومات قد دفع الجمعية هذه، ان تقدم توصيات محافظة جدا. وكانت توجيهاتها قد ادرجت عملية انسلاخ الأورطة كإحدى الحالات التي ينبغي فيها تفادي رياضة الضغط والمقاومة. ومن الملاحظ ان الجمعية الاميركية للقلب لا تتحدث وبعد ترميم مثل هذا الانسلاخ، عن الفترة اللازمة التي ينبغي خلالها تفادي رياضة الضغط والمقاومة.
حاول ان يقوم جراحك بالتحدث الى طبيب القلب الذي يعالجك، فربما يمكنهما الاتفاق على صيغة موحدة تتعلق بنوعية الرياضة السليمة والصحية لك.