أدوية وأمراض ترفع من احتمالات كسور مفصل الورك
برأت وكالة الغذاء والدواء الأميركية أن يكون تناول أحد أدوية خفض إنتاج المعدة للأحماض، من نوع «مثبطات ضخ البروتونات» proton pump inhibitors ، سببا في ارتفاع الإصابات بالجلطة القلبية أو فشل القلب أو أي اضطرابات مميتة في القلب.
وورد في تقرير الوكالة أن الادعاءات حول كل من علاج بريلوزك Prilosec ، المحتوي على عقار أوميبرازول omeprazole ، وعلاج نيكسيم Nexium ، المحتوي على عقار إيزومبريزول esomeprazole ، والتي سبق أن أثارتها 14 دراسة، ليست صحيحة لأسباب تتعلق بطريقة البحث واستخلاص النتائج. وبالتالي لا يتطلب الأمر وضع تحذيرات على عبوات أي منهما، ولا منع تداولهما.
لكن الجديد في الأمر، هو تصريح الوكالة المذكورة أنها بصدد إجراء تحقيق علمي حول ما يُنسب إلى هذين العقارين في التسبب بارتفاع احتمالات الإصابات بكسور مفصل الورك. وكانت مجلة الرابطة الأميركية للطب الباطني قد نشرت في ديسمبر من العام الماضي دراسة تشير نتائجها إلى ارتفاع الإصابات بكسور مفصل الورك لدى منْ تجاوزوا سن الخمسين من العمر، حال استخدامهم الطويل لأي من أدوية فئة «مثبطات ضخ البروتونات».
ويرى بعض الباحثين الأكاديميين أن الآلية المحتملة لأدوية هذه الفئة، المقللة من كمية إفرازات المعدة للأحماض، في التسبب بهذا النوع من الكسور هو عبر تسببها في خفض امتصاص الأمعاء لعنصر الكالسيوم. ومن الأدوية الأخرى لهذه الفئة دواء بروتونكس Protonix و دواء Aciphex.
ويُعتبر دواء نيكسيم، النوع الأقوى والمطور من بريلوزك، ثاني أفضل دواء مبيعاً في العالم لعام 2006، بأرباح تُقدر بأكثر من 5 مليارات دولار. ودواء بريلوزك هو نفسه دواء لوزك Losec ، إلا أن وكالة الغذاء والدواء الأميركية كانت قد طلبت عام 1990 من شركة أسترازينيكا تغيير اسم لوزك، لتشابهه مع دواء لازكس Lasix المُدرّ للبول. لكن اسم بريلوزك سبب إرباكاً لبعض المرضى لتشابهه مع اسم دواء بروزاك Prozac لمعالجة الاكتئاب! وإلى حين صدور قرار وكالة الغذاء والدواء الأميركية حول أدوية المعدة، فإن ثمة أدوية أخرى معلوم أنها تتسبب بضعف العظم وسهولة كسره، مثل الأدوية المحتوية على الكورتيزون ومشتقاته، وأدوية علاج كسل الغدة الدرقية، وأدوية تخفيف قوة تخثر الدم، وأدوية معالجة الصرع وغيرها. كما أن ثمة أسباباً واضحة ومعلومة لارتفاع الإصابات بكسور عظم مفصل الورك. ومنها دور التقدم في العمر على هذا الأمر، وكذلك ارتفاع الإصابات بين النساء، بسبب ارتفاع الإصابات بهشاشة العظم لديهن. ولذا فإن إصابات الرجال بهشاشة العظم، أو وجود تاريخ عائلي لأحد الوالدين أو الأخوة والأخوات لإصابات بكسور في العظم لا علاقة لهما بحوادث عنيفة، أو صغر حجم الجسم والهيكل العظمي فيه، كلها عوامل ترفع من تلك الإصابات بالكسور المفصلية للورك.
كما أن التدخين وتناول الكحول، عاملان مهمان في هشاشة العظم وسهولة كسره. وتلعب التغذية دوراً حيوياً في سلامة بنية العظم واكتمال قوة مكوناته، خاصة تأمين كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين دي. وثمة حالات مرضية مزمنة، ترفع الإصابة بها احتمالات الإصابة بالكسور، كأنواع من الاضطرابات الهرمونية، ومرض السكري، وأمراض الجهاز الهضمي المعيقة لامتصاص الأمعاء كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين دي، وأمراض المفاصل المعيقة عن الحركة والنشاط البدني، والمضعفة بالتالي من قوة بناء العظم.
وتتسبب أمراض أخرى أو أدوية أخرى في ارتفاع احتمالات كسور عظم مفصل الورك، عبر تسببها باضطرابات في التوازن أثناء الوقوف أو المشي، أو عبر تأثيراتها على مستوى الوعي، أو من خلال إخلالها بقدرات الإبصار لتبين ما حول الإنسان، وغير ذلك من الآليات التي ترفع من احتمالات السقوط ، مثل أدوية معالجة نزلات البرد المحتوية على مواد إفيدرين وأنواع من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم حال زيادة كمياتها عن حاجة الجسم، وتسببها بالدوار جراء ذلك.