" الأيورفيديك " Ayurvedic .. طب هندى قوامه التدليك بالأعشاب والزيوت

يعتبر طب " الأيورفيديك " Ayurvedic جزءاً من الثقافة الهندية، وهو يعود إلى أكثر من ألفين وخمسمئة سنة. وهو يتعلق بالصحة فى مستوياتها كافة الفزيولوجية، والمعنوية والروحانية. وثمة أسباب لا تحصى تدفع المرء لزيارة جنوب غرب الهند حيث يمارس هذا الطب، إذا أن هذه البقعة الجغرافية غنية جداً بالثقافة والتاريخ، وهى مليئة بالجمال إذا غضضنا الطرف عن ذكر المقبلات الشهية المحلية والشواطىء المذهلة.


ينتهج " الأيورفيديك " مبدأ مفاده أن التشجيع على الصحة الجيدة يجب أن يتم قبل معالجة أى مرض، أى هى تتبع المقولة الشعبية " الوقاية خير من العلاج ". فنوعية الطعام هى جوهر هذا المذهب الطبى، وعندما يصاب الإنسان بمرض معين تتم معالجته بدلاً من معالجة المرض. فأطباء " الأيورفيديك " يعتبرون أن كل إنسان يختلف عن الآخر ويجب أن يعالج بطريقة تتوافق مع احتياجاته.

3 مكونات
يعتبر " الأيورفيديك " أن مزاج الإنسان يتألف من ثلاث مكونات تتمثل فى: فاثا (الهواء)، بيتا (النكد)، وكافا (اللامبالاة)، وكلها مرتبطة بالهواء والنار والماء. ويطغى لدى كل فرد عامل من هذه العوامل على الاثنين الباقيين. ومن هنا يرجع متتبعو هذا المذهب سبب كل مشكلة صحية إلى عوامل عدم اتزان هذه العناصر الثلاثة.

واللافت أن استشارة طبيب " الأيورفيديك " لا تخضع المريض لأى فحص جسدى بل تستهل بسلسلة من الأسئلة حول أسلوب حياة المريض ونوعية طعامه وعادات التدخين لديه، إضافة إلى مسكنه وبيئة عمله وحالته الذهنية.

وقد يعزو طبيب " الأيورفيديك " سبب ألم إبهام المريض إلى مشكلة فى معدته! وقد تكون إجابات المريض السلبية حول آماله أو طموحاته فى الحياة متعلقة بحالة جلدية كالإكزيما.

أما أسلوب المعالجة فهو بعيد كل البعد عن أفكار الطب الغربى، ويتحقق بواسطة طب الأعشاب، ويتضمن التدليك بواسطة الزيت الدافىء وحمامات البخار والطين، واتباع نظم غذائية جديدة. كما تستخدم فى هذه العلاجات مجموعة من النباتات والجذور.

حدائق النباتات والبهارات
ورغم أن طب " الأيورفيديك " منتشر فى أرجاء الهند كافة، إلا أن أفضل مكان يمارس فيه هو فى " كيرالا " نظراً لانتشار حدائق النباتات والبهارات فى هذه المقاطعة. وتجدر الإشارة إلى أن الزيوت الأساسية المستخدمة فى هذه العلاجات تصنع من زيت السمسم، الزبدة المصفاة، وزيت جوز الهند. ولكل غرفة فى مستشفى " الأيورفيديك " غرفة متصلة بها خاصة بالتدليك.

وتصنع " الدرونى " (طاولة التدليك) من خشب الصندل الذى يتمتع بخاصية استثارة وتحفيز الأعصاب، ويوضع فى كل جهة منه خرمان ينقط من خلالهما الزيت المتساقط بعد دهن الجسم. ويتم تسخين الزيت لتحفيز تعرق الجسم، اى تنقيته بواسطة التعرق.

والجدير ذكره أن أطباء " الأيورفيديك " يحملون رخصاً ويخضعون لامتحانات كى يعترف بهم قانونياً. وفى كل سنة، يقبل حوالى سبعين طالباً إلى جامعات " الأيورفيديك " وتستمر دراستهم لمدة خمس سنوات ونصف السنة.

نماذج من علاجات " الأيورفيديك "
•" سيرودارا ":
زيت طبى ينقط على جبهة المريض لمعالجة الأرق، الصداع، والحالات العصبية. وهو يستخدم أيضا لتحسين الذاكرة.

•" بيزيتشيل ": قماش مغمس بزيت دافىء، يضغط على الجسم لمدة ساعة. ويستخدم لعلاج " الإكزيما "، السل ، داء المفاصل (الروماتيزم)، الشلل، مشاكل الأعصاب، آلام الظهر، والمشاكل العضلية على أنواعها.

•" سيروفاستى ": رداء يعتمر ويلف حول رأس المريض ويسكب داخله زيت دافىء ويستخدم لمعالجة مشاكل العنق وشلل الوجه.
•" نافارازيكى " : تدليك للجسم عبر استخدام كومة من القماش المليئة بأرز ساخن وبهارات وذلك بعد استخدام الزيوت الطبية. ويستخدم لمعالجة داء المفاصل ومشاكل الأعصاب.

•" أدفارثانام ": تدليك ناشف مع بودرة الأعشاب والجذور الساخنة، يستخدم لعلاج البدانة وتحسين شكل العضلات.

النقاء التام
تتمثل " البانشاكارما" فى الإجراءات الضرورية للحصول على نقاء تام وهى على الشكل التالى:
1.تناول " المارغرين" أو الزيت لثلاثة أو أربعة أيام حتى يصبح لدى الجسم إشباع منها، ما يؤدى إلى دفع السموم إلى خارج الجسم.

2.التدليك وحمامات البخار لأن التعرق يبطل أذى السموم فى الجسم. كذلك يتحسن دوران الدم وتزود الخلايا بالأوكسجين مجدداً.

3.يشرب المريض الماء والحليب إلى درجة عدم القدرة على تناول مزيد من اى منهما، ثم يشرب شراباً يجعله يتقيأ. ويتم هذا العلاج بعد يوم أو يومين من الراحة، ولا يسمح خلاله إلا بتناول طعام خفيف جداً.

4.تناول مطهر على معدة خالية.

5.تناول حقنة شرجية بخلاصات الأعشاب والعسل والملح تثير الجهاز العصبى، شبكات العجز، العصب السكايتى وتساعد فى التغلب على الشلل.