عروض جادة لشراء موقع «FaceBook» بعشرة مليارات دولار

ضحك بعض الناس على مارك زوكربيرغ عندما اشارت تقارير الى أنه رفض عرضا بقيمة 900 مليون دولار العام الماضي لشراء فيس بوك، شبكة الانترنت الاجتماعية التي اسسها قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.


ولكن مايكروسوفت وغوغل وعددا من الشركات الأخرى تدرس موضوع الاستثمارات في الموقع السريع النمو، وفقا لأشخاص على اطلاع على المحادثات التي يمكن أن تعطي المشروع قيمة تزيد على 10 مليارات دولار.

وبينما كانت المناقشات ما تزال في مراحلها الأولى قال هؤلاء الأشخاص ان مايكروسوفت تفكر باستثمار بقيمة تتراوح بين 300 مليون الى 500 مليون دولار للحصول على حصة 5 في المائة من الشركة. كما يقال ان غوغل مهتمة بالاستثمار.

ويمكن ن ترتفع قيمة فيس بوك بصورة اعلى، ذلك ان الشركتين المتنافستين يمكن أن تخلقا وضعا تنافسيا في العرض الذي دفع في الفترة الأخيرة اسعار الاستيلاء على المشاريع الأخرى الى اعلى مستوياته. ورفض ممثلو فيس بوك ومايكروسوفت وغوغل جميعهم التعليق على المحادثات.

وتعتبر نقاشات الاستثمار من جانب فيس بوك جزءا من مساعيها للحصول على جولة اضافية من رأس المال من أجل تحقيق زيادة في نمو الشركة والتحرك قدما اعتمادا على الزخم الحالي. وسعت الشركة الى الحصول على فائدة ليس فقط من شركات الانترنت وانما ايضا من طائفة من اللاعبين الماليين بمن فيهم رأسماليو المشاريع، وصناديق التغطية وشركات الأسهم الخاصة وفقا لأشخاص على معرفة بخططها.

وتسعى فيس بوك الى قيمة لا تقل عن 10 مليارات دولار، ولكن مقدمي العروض عبروا عن استعدادهم لتقييمها بما يصل الى 13 مليار دولار، على اساس الافتراض بأن فيس بوك ستصبح، في المستقبل، لاعبا قويا في عالم الانترنت. وقد لا يكون هناك اساس كبير لهذه الأرقام في الايرادات أو الأرباح الفعلية. وفيس بوك شركة خاصة ولا تكشف عن مداخيلها. ولكن في وقت مبكر من العام الحالي قدر ريتشارد غرينفيلد، المحلل في مؤسسة بالي للأبحاث، بأن الشركة حققت ايرادات سنوية تتراوح بين 60 الى 96 مليون دولار بدون ارباح فعلية. ويأتي الكثير من ذلك الايراد من علاقة اعلان أمدها سنة واحدة مع مايكروسوفت التي تعرض اعلانات على الموقع.

وقال غرينفيلد ان سعر الاستثمار الذي تفكر به مايكروسوفت قد يكون ذا علاقة أكبر بابعاد المنافسين الأقوياء. وقال «انه قد توجد اسباب تنافسية مرتبطة مع هذا الموجود خارج القيمة المحددة اليوم. وقد يدفع المرء علاوة لابعاد الآخرين».

وقد يكون الافتقار الى سجل لمسار فيس بوك سببا لدفع السعر الى اعلى في الواقع. وقال غرينفيلد ان «محاولة تحديد قيمة اليوم لما كان صناعة جديدة قبل خمس سنوات أمر يدخل في باب التحدي في الوقت الحالي».

وفي سبتمبر (ايلول) الماضي كانت ياهو في محادثات استيلاء مع فيس بوك. وأشارت تقارير الى انها عرضت 900 مليون دولار لشراء الموقع في الحال، وقد رفض العرض من جانب زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة البالغ 23 عاما، والذي قال انه عازم على ابقاء الشركة مستقلة وطرح أسهمها في السوق. وتناور غوغل ومايكروسوفت من أجل الحصول على حصة في هذه الشبكة الاجتماعية التي يقال انها خلقت طريقة جديدة بالنسبة لمستخدمي الانترنت من اجل اللقاء بأشخاص والتفاعل مع اصدقاء عبر الشبكة.

وفي مايو (أيار) الماضي اعادت فيس بوك تعريف نفسها، مما وفر للشركات الأخرى أن تخلق منتجات مثل الألعاب ووسائل التصوير المشترك واجهزة تشغيل الموسيقى التي تعمل في فيس بوك.

وهذه الاستراتيجية، التي بُدئ بتطبيقها قبل حوالي اربعة شهور، أثارت اهتماما واسعا في الشركة أوجد آلاف المصممين وأنواعا من البرامج للخدمة. وقال كلارنس لي، المحلل في «فوريستر ريسيرش» ان أي مطور برامج متفوق في سيليكون فالي يعمل فيما يبدو في برامج خاص بـ«فيس بوك». ويعج فيس بوك بالنشاطات، من السخيفة مثل «عض» الأصدقاء بمصاص دم افتراضي الى نشاطات اخرى مثل الاطلاع على الحفلات والمناسبات التي يعتزم اصدقاء فيس بوك حضورها.

وقالت الشركة ان هناك ما يزيد على 4000 استمارة طرف ثالث عن فيس بوك. واجتذبت الاستراتيجية اهتماما واسعا ومستخدمين جدد للموقع. لدى فيس بوك 40 مليون عضو، بزيادة ملايين مقارنة بالعام الماضي. وقال شخص على معرفة بالمسؤولين التنفيذيين للشركة انه ربما تكون هناك اسباب شخصية تدفع فيس بوك الى الائتلاف مع مايكروسوفت. زوكربيرغ له صداقة شخصية مع راي اوزي، مهندس برامج مايكروسوفت والمقرب من بيل غيتس، احد المؤسسين الذي بدأ يتخلى عن مسؤولياته اليومية في الشركة. هناك ايضا جيم براير، المدير المشارك في «آكسيل بارتنرز» وواحد من ثلاثة أعضاء في مجلس فيس بوك، من المستثمرين في «غروف نيتويركس»، وهي شركة اوزي التي اشترتها مايكروسوفت عام 2005.

من ناحية اخرى قال آندرو كومو، المدعي العام لنيويورك ان مكتبه كان يجري تحقيقا حول ما اذا تقدمت فيس بوك بأي ادعاءات كاذبة حول سلامة شبكتها الاجتماعية. وأصدر كومو اوامر حضور أمام المحكمة بغرض جمع المزيد من المعلومات حول سياسات شركة باولو آلتو والاجراءات المتبعة بعد ان توصل تحقيق سري الى ان فيس بوك دوت كوم كانت بطيئة في ردها على الشكاوى حول الايحاءات الجنسية للذين تقل أعمارهم عن السن القانونية التي يسمح لهم فيها بالتعامل مع مثل هذه المواد.

وقال كومو انها لا تملك الحق في ان تظهر موقعها وكأنه سليم ويمكن تصفحه والرد الفوري على الشكاوى بشأن عدم دقة التصريحات التي صدرت بهذا الشأن. المخاوف بشأن المحتوى ربما تؤثر سلبا على فيس بوك التي احتلت المرتبة الثانية كشبكة اجتماعية. وكانت فيس بوك قد اصبحت واحدة من أبرز شركات سيليكون فالي، واجتذبت عاملين حتى من شركات مثل غوغل، كما اجتذبت معلنين حريصين على الحصول على مساحة إعلانية في الصفحة الاولى في هذا الموقع الذي يجتذب 42 مليون مستخدم مسجل.

المتحدث باسم فيس بوك، براندي باركر، أصدر من جانبه بيانا قال فيه ان الشركة تنظر في هذه المخاوف «بصورة غاية في الجدية»، وتعهد بالعمل مع كومو ومع المدعين العامين الآخرين. إلا ان شركة وايارد سيفتي دوت اورغ، التي تعتبر واحدة من أبرز الشركات المهتمة بسلامة مواقع شبكة الانترنت، دافعت عن فيس بوك وقالت مديرتها التنفيذية باري افتاب ان فيس بوك ظلت نموذجا ايجابيا منذ ان بدأت عملها في الموقع .