توقفي عن نقد الآخرين تجنبا للخسائر التالية

رغم أن النقد شيء إيجابي مطلوب بين الناس خاصة النقد البناء، لكن عندما تستمرين في توجيه الانتقادات لغيرك من أقاربك أو أصدقائك، قد يكلفك هذا الكثير من المشكلات والمعاناة، وهنا أهم الأسباب التي بناء عليها يجب أن تتوقفي تماما عن نقدك للغير.

1- النقد يحرض الجميع ضدك:

تعلمين جيدا أنه لا خير يأتي من التعبير عن رأيك بتعليقات سلبية ضد الآخرين، وهذا سبب كاف لتتوقفي عن توجيه النقد، وإذا رغبت في التأكد ارجعي بالذاكرة للخلف عند أول محاولة قمت خلالها بنقد شخص ما في وجهه، هل توقف ذلك الشخص عن ما يفعل وأقر بأخطائه؟ على الأغلب الإجابة هي لا، لأن من تنقدينه سيكون رده هو الدفاع ومحاولة الظهور بدور البريء حتى لو كان مخطئاً، مثل معركة لا نهاية لها، لذا لا داعى من هذه الحرب.

2- يحدث الكثير من سوء التفاهم:

يؤدي نقد الآخرين إلى إحداث حالة من سوء التفاهم بينهم، خاصة إذا كان الطرفان يتسمان بالعناد، لأنك عندما تحاولين إدانة شخص ما أو تحكمين عليه حكماً معيناً فأنت تقومين بذلك بناء على وجهة نظرك الخاصة وليس بطريقة موضوعية، وبناء عليه يستقبلون نقدك وتعليقاتك على أنها إساءة معتقدين أنك تحاولين التأثير عليهم وتغييرهم.
لكن اعلمي جيدا أن الآخرين لا يشعرون أبدا بالراحة من هذا النقد، لأن العلاقات الجيدة تعتمد على الاحترام وتقبل الآخر بمعنى أن لا يحاول طرف التلاعب ومحاولة السيطرة على الطرف الآخر ليغيره على هواه.

3- يزيد الكراهية:

كلما استمريت في توجيه النقد كلما زاد سوء التفاهم والدفاع السلبي من جانب الآخر، وبالتالي العوامل المساعدة لنمو الكراهية في القلوب، لذا فكري ولو للحظة وضعي نفسك في مكان من تنقدينه، فإذا لاحظت أن هناك إنساناً ينتقدك دائما ويدين ما تفعلين من أخطاء وأنه يتجاهل ما تقولين للدفاع عن نفسك، وهذا إذا صدر من رئيسك في العمل أو زميلك أو غيره سوف تقل إنتاجيتك حتى تثبتي له ما يقول، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سوف يبني بينك وبينه حاجزاً من الكراهية.

4- النقد يحل محل الإيجابية:

ينصح الخبراء بعدم توجيه إلا الحد الأدنى من النقد فقط، لأنه في أغلب الأحيان يتسبب في حالة من السلبية، فمثلا إذا استمر الأب في توجيه اللوم والنقد لابنه على ما يفعل من أخطاء وتصرفات سلبية بطريقة مملة يقود ذلك إلى شعور الابن بالضيق والكفر بكل الإيجابيات وسيزداد في ما يفعله.

5- يبعد الناس عنك وينفرهم منك:

اعلمي أن أفراد الأسرة هم الأشخاص الوحيدون الذين قد يقفون بجانبك بعد كلمات مستمرة من الإساءة لهم، لكن يختلف الحال مع الأصدقاء والمعارف، ولن يتعامل أحد مع شخص يقلل من شأنه باستمرار أو إشعاره بأنه قليل في نظره.
الواجب أن تفكري في مدى تأثير تعليقاتك الناقدة على الآخرين والمحيطين بك قبل توبيخهم بطريقة غير عادلة فقط لأنهم يتصرفون على طبيعتهم.

6- يقلل فرصك للنجاح:

للتفاعل والتواصل مع الناس دور هام في تحقيق النجاح، فكيف يمكنك أن تصبحي امرأة ناجحة في عملك مهما كانت طبيعته إذا لم يرغب أحد في العمل معك ؟ فالنجاح يتطلب مهارات خاصة للتواصل مع الناس وإبقائهم بجانبك وبدون شركاء مخلصين، أهل محبين وأصدقاء مقربين لن يكون بإمكانك طريق للنجاح في حياتك.

7- يتركك إنسانة وحيدة:

تمثل الوحدة النتيجة الحتمية لكل ما سبق من النقاط، فإذا لم تظهري الهدوء نحو الناس وتحاولي كبح جماح غريزة النقد لديك وإدانة الآخرين، سوف تجدين نفسك وحيدة لأن الكل سيبعد عنك، وبدلا من ذلك اجذبي الآخرين لك بمعاملتك اللطيفة لهم وتفهم سماتهم سواء التي ترينها إيجابية أو سلبية من وجهة نظرك.
وفي نهاية كل ما سبق، إنها حقيقة أن كل منا لديه رغبة في توبيخ غيره بسبب أو بدون سبب فهذه طبيعة بشرية، ورغم ذلك لابد من التفكير في عواقب ذلك النقد وما قد يسببه من مشكلات وتدمير للعلاقات الإنسانية مع الغير قبل الإقدام عليه.