«سان لوران» تعيد افتتاح محلها في لندن بديكور من وحي التوكسيدو

إعادة افتتاح «سان لوران» محلها الرئيس، الواقع في «سلوان ستريت» بلندن، ما هو إلا إشارة واضحة إلى أن الدار الفرنسية تعيش ما يشبه النهضة أو عهدا جديدا يقوده مصممها الشاب هادي سليمان بقوة ورؤية جريئة. رؤية قد لا يفهمها البعض للوهلة الأولى، لكنها ما إن تتجسد على أرض الواقع حتى تقنع وتبهر. 

وهذا ما يمكن قوله على هذا المحل بمساحته الشاسعة وديكوره المتميز. فالمعروف عن المصمم أنه يحرص على الإشراف على كل صغيرة وكبيرة، بما في ذلك ديكورات كل المحلات العالمية التي غيرها ووضع عليها بصمته. 

ولم يخرج المحل، الواقع في «سلوان ستريت»، عن هذه القاعدة، فقد جاء مطبوعا بلمسات آرت ديكو جد عصرية، تصورها المصمم بالأبيض والأسود والصلب، ونفذها فريق من المهندسين التابعين للدار الفرنسية العريقة.

عندما ستدخله ستشعر لا محالة بالفخامة والفنية تنبعث من كل ركن فيه، والسبب يعود إلى ذلك التناقض الساحر بين الأسود المطفي والأسود اللامع الذي خلق شبه نقوشات، أرادها المصمم أن تستحضر فن الآرت ديكو الذي كان يحبه الراحل إيف سان لوران، ويغلب على ديكورات بيته الخاص بشارع بابيلون بباريس. 

لكن، لا يجب اعتقاد أن إيدي سليمان قام بترجمة حرفية لهذا الفن، بل العكس تماما، فقد قدمه بأسلوب شبه حداثي لا يترك أدنى شك في أنه يصوب أنظاره نحو المستقبل من دون أن يتنصل من الماضي أو يتنكر لجمالياته. ويبدو هذا واضحا من خلال التقنيات المتطورة التي استعملها والخامات المترفة والألوان الأحادية التي تلعب على الأسود والأبيض والإكسسوارات الفضية إلى حد كبير. 

بيد أن هناك معلومة مثيرة توصلنا لها، وهي أن إيدي سليمان استوحى أيضا بعض التفاصيل من التوكسيدو الذي كان الراحل إيف سان لوران أول من أنثه وأهداه للمرأة في عام 1966 ليصبح لصيقا باسمه لحد الآن، وهو ما يفسر التلاعب بدرجات الأسود اللامع والمطفي والخطوط المستقيمة والمحسوبة. 

وهي عناصر تغلب على المحل بطوابقه الثلاثة، الذي رغم مساحته، نجحت الألوان والخامات مثل الرخام والصلب إلى جانب المرايا المؤطرة بالذهبي والفضي والجلد الداكن، أن تجعله متآلفا، بإضفائها على المكان نوعا من الهدوء والسكينة يصعب وصفهما إلا بمعاينة المحل من قرب وتنفس أجوائه.