أتعلمين أن لمساعدة الآخرين فوائد صحية؟
03:21 م - الخميس 19 ديسمبر 2013
خاص الجمال - إيناس مسعود
تمثل الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين واحدة من أكثر الطرق التي يمكنك السير بناء عليها لضمان حياة سعيدة وصحية، وفيما يلي الفوائد الصحية التي تؤكد هذا الكلام.
حياة أطول:
بمراجعة حوالي 40 دراسة تمت عام 2013 واقترحت أن تطوع الإنسان في الأعمال الخيرية يضيف سنوات إلى عمره وقدمت الدراسات بعض الأدلة التي أشارت انخفاض ملحوظ في تعداد الوفيات بنسبة 22%.
فكم من الوقت يجب أن تدخريه؟
كشفت دراسة منفصلة أن كبار السن الذين قدموا من جهدهم 100 ساعة أو أكثر بصفة سنوية كانوا هم الأقل عرضة للوفاة بنسبة 28% عن أقرانهم الأقل في الأعمال الخيرية، لكن رقم المائة ساعة ليس عدداً سحرياً، فيمكن أن يكون 75 ساعة أو 125 ساعة على حسب إمكانيات كل إنسان.. وهذا ما قالته الدكتورة إليزابيث لايتفوت المؤلفة المشاركة في الدراسة وهي أستاذ بجامعة مينيسوتا ومشاركة في العمل الاجتماعي.
وصرحت أن العمل الخيري يؤتي ثماره الإيجابية ويجب أن يمارسه الإنسان بشكل مستمر، وليس من الضروري أن يكون الشخص كبير السن حتى يستفيد من عمله.
وكذلك اكتشفت دراسة جديدة تمت في مؤسسة جاما للأطفال وبها قلت مستويات الكوليسترول لدى طلاب المدارس الثانوية بعد قيامهم بالعمل التطوعي مع الأطفال الصغار مرة واحدة في الأسبوع لمدة شهرين.
مزيد من السعادة:
نقرأ كثيرا عن بعض النصائح التي يقولونها لكبار السن من أن المشي 5 كيلو مفيد للوقاية من السرطان أو حتى الغطس في حمام ساخن للحصول على جائزة يمنحها لك المخ حيث يضخ هرمون الدوبامين الذي يرفع من الروح المعنوية ويحسن الحالة المزاجية، الحقيقة كشفتها دراسة حيث أثبتت أن الناس الذين أكملوا ولو خمس أعمال صغيرة من الخير مثل مساعدة الآخرين، زيارة الأقارب أو كتابة خطابات شكر، مرة واحدة في الأسبوع لمدة 6 أسابيع يلاحظون تحسناً ملحوظاً عاماً في الشعور بالسعادة والرضا.
المثير للاهتمام أن هؤلاء الذين نشروا حسن نواياهم الخيرية على مدار أسبوع لم يظهر عليهم مثل هذا الانتعاش في الحالة المعنوية، والسر هو أن الدراسة أشارت أن هناك مستوى معين يحتاجه صاحب الأعمال الخيرية للوصول إلى تأثير إيجابي جسماني وهذا بناء على ما صرحت به الدكتورة سونيا يوبوميرسكي أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا بريفرسايد.
فلكل عمل تأثير تراكمي لأن الشخص كلما قام بأعمال خيرية كلما ازدادت استجابة الناس نحوه بطريقة إيجابية وكلما ازداد شعوره بالسعادة والرضا.
التحكم وعلاج الألم بشكل أفضل:
عندما يقوم من يعانون بألم حاد ومزمن بمساعدة من هم مثلهم في نفس المرض يقل لديهم الشعور بالألم وهذا وفقا لدراسة أجريت في قسم الرعاية وعلاج الألم والتحكم به.
وبناء على مقياس يتراوح بين 0 و10 لاحظوا انخفاض متوسط ما يشعر به من خضعوا للدراسة من 6 إلى أقل من 4 بعد تدريب المتطوعين و6 أشهر من مجموعات من المناقشات الرائدة لمرضى الألم المزمن وإجراء مكالمات أسبوعية للتحقق على المرضى.
يمكن لمن يشعرون بألم حاد الشعور بحالة من اليأس بسبب ظروفهم المرضية، لكن بإدراك التأثير الإيجابي الذي يحدث لهم عن غيرهم ممن هم في نفس موقفهم أعطاهم شعورا وهدفاً، هذا وفقا لما صرح به المؤلف المشارك في الدراسة بول ارنشتاين وهو أخصائي علاج تخفيف الألم في مستشفى ماساتشوستس العام.
وفي المقابل، يمنحهم العمل الخيري مزيدا من الثقة بالنفس والقدرة على اكتشاف طرق للسيطرة على المشقة التي يعيشونها، كما أن لهذا النوع من العمل الخيري تأثيراً إيجابياً يصلح لحالات مرضية أخرى، والدليل ما كشفته دراسة أخرى نشرت في صحيفة العلم الاجتماعي والطبي وجدت أنه بعد تقديم الدعم العاطفي لأشخاص يعانون من مرض تصلب الأنسجة المتعددة إلى غيرهم من الذين يعانون وهذا عن طريق اتصالات تليفونية شهرية كانت النتائج أن من قدموا المساعدة لغيرهم أصبحوا أقل عرضة للاكتئاب والقلق.
ضغط دم أقل:
في دراسة أجريت عام 2013 في صحيفة الصحة النفسية والتقدم في العمر كشفت أن الكبار الذين يتجاوزون الخمسين من العمر والذين مارسوا أعمالاً خيرية تطوعية على الأقل 200 ساعة في العام الماضي وبشكل خاص لمدة 40 ساعة في الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 40% بعد مرور أربع سنوات عن غيرهم من غير المتطوعين لأعمال الخير.
ورغم عدم تمكن الباحثين من الفهم الكامل عن سبب التأثير الملحوظ لأعمال الخير على ضغط الدم، لكنهم اعتقدوا أن الأمر قد يكون مرتبطاً بآثار الحد من الإجهاد الذي يحصل عليه الشخص عندما يقوم بأعمال نشطة بها نوع من العطاء والإيثار.
فكلما تقدمنا في العمر يقل تواصلنا الاجتماعي وهذا ما قاله المؤلف المساعد في الدراسة الباحث رودليشيا سنيد، وأضاف أن العمل التطوعي الخيري يوفر لنا الفرصة لتحقيق مزيد من العلاقات والتواصل الاجتماعي كما يشكل روابط جديدة مع الناس الذين يعتنون بنا ويحفزونا على الاعتناء بهم أيضا.