«الدوار» .. الدليل الكامل لأسبابه وكيفية علاجه
01:16 م - الأربعاء 20 نوفمبر 2013
يستعمل الإنسان توازنه في كل وقت وحين: عند التحرك أو المشي أو الوقوف أو الجلوس أو حتى الاسترخاء، ومع ذلك فإننا دائما لا نشعر بذلك. وتمكننا آلية حفظ التوازن من التحكم بحركة العينين والجسم، وتزود المخ بإشارات يقوم بترجمتها لمعرفة اتجاه حركة الجسم، فلا يمكن أن ندرك مدى ما يحققه لنا حفظ التوازن واعتمادنا عليه، إلا إذا اختل أو توقف، وهي حالة تسمى «الدوار».
حالة الدوار
هناك ثلاثة مصادر لتحقيق التوازن وهي: الرؤية، حيث نرى العالم المحيط وندرك مدى علاقتنا بالأشياء، أجهزة الإحساس الموجودة بالمفاصل والعضلات والقدمين، وأعضاء حفظ التوازن بالأذن الداخلية. وكلا منا يشعر بالدوار في أوقات معينة، ويعتبر شعورا عاديا يشعر به المرء عندما يتلقى المخ إشارات مشوشة من الأذن الداخلية أو العينين.
أسباب الدوار
للدوار أسباب كثيرة، منها:
- استمتاع الأطفال بالدوران حتى الغثيان.
- تحريك الرأس فجأة، فربما نشعر بالدوار.
- تناول المرء كمية كبيرة من الكحوليات.
- القيام بعدة جولات دائرية بأرض واسعة قد نشعر معه بالدوار. وهناك الكثير من وسائل المواصلات التي قد تسبب الدوار.
- نحس بأننا نمشي أو نشعر بالدوار لحركة القطار المجاور ونحن جالسون في إحدى عرباته.
- اختلال آلية حفظ التوازن، مثال: عندما يكون البحر هائجا ونحن على ظهر المركب.
وعادة لا يكترث الناس بالأسباب التي قد تتكرر يوميا وتؤدي للدوار حتى في حالات عدم الرضا بها، حيث إن تأثيرها غالبا ما يكون مؤقتا وتزول أعراضها بزوال اختلال التوازن.
مشكلة الدوار
قد يصبح الدوار، في بعض الأحيان، مرضا، فيحتاج لاستشارة الطبيب وتلقي العلاج اللازم، كما في الحالات التالية:
- الشعور بالدوار دون سبب واضح.
- الإصابة بالدوار باستمرار ولعدة أسابيع.
- عندما يشكل الدوار عائقا لـلحياة اليومية.
- إذا أصيب الإنسان بالقلق من الدوار بشكل عام.
قد تتسبب بعض الحالات المرضية الحادة في الغثيان، ويفضل معرفة سبب ذلك بالفحص والعلاج. والدوخة المصحوبة بحالة من الشعور بأن المرء يمشي وهو واقف أو أن العالم يتحرك من حوله عندها تسمى بـ «الدوار».
حالات شائعة
وهناك حالات شائعة تؤثر على حفظ التوازن وهي:
- النظارات ثنائية البؤرة.
يلاحظ الكثير من المتقدمين في السن أن النظارات ذات العدسات ثنائية البؤرة تجعلهم يحسون بحالة من عدم الاستقرار، لذلك ننصح بعدم ارتداء هذا النوع من النظارات، فقد يسبب تغيير النظارة حالة من الارتباك لمن يعاني من اختلال التوازن.
- ضخ الدم
إن انخفاض ضخ الدم بالأذن الداخلية سبب نادر من أسباب الدوار الذي يتعرض له المتقدمون في السن. ويسبب عدم ضخ الدم إلى المخ حالة من الدوار، بينما توجد أعراض أخرى كفقدان الوعي، فقدان الحس والضعف وحدوث اضطرابات غير عادية بالرؤية. لذلك ننصح بمراجعة الطبيب عند التعرض لأي من هذه الأعراض.
- التهاب الأذن الوسطى.
قد يتعرض الأطفال الذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى للدوار.
- مرض مينير «Meniere»
إن التغيرات التي تحدث في ضغط السائل الموجود بالأذن الـداخلية تؤدي إلى مرض «Meniere»، الذي يسبب نوبات مفاجئة من الدوار تختلف في حدتها ومدتها، فقد تستغرق نصف الساعة، وقد تمتد لساعات كثيرة، وعادة ما تكون مصحوبة بالغثيان والقيء، وكذلك فقدان السمع أو الإصابة بطنين الأذن. ومع مرور الوقت قد يتطور المرض بين الناس.
- مرض الشقيقة
يعتبر مرض الشقيقة (الصداع النصفي) سببا شائعا من أسباب الدوار وخاصة لدى الأطفال، كما يشيع أيضا لدى الكبار. وعادة ما يكون الدوار حادا ومصحوبا بالقيء.
- الدوار المرتبط بالرقبة
قد تؤدي إصابات الرقبة أو التمرينات إلى نوع من الدوار، وخاصة إذا كان هناك اضطرابات بالأذن الداخلية. وعادة لا يكون هذا النوع من الدوار حادا ولكن قد يستمر لمدة معينة.
- العمليات الجراحية
قد يؤثر إجراء عملية جـراحـية ما بالأذن على درجة التوازن إما بصفة مؤقتة أو دائمة.
الدوار الوضعي
هو الدوار المرتبط بوضع معين ويعتبر هذا النوع من الدوار شائعا، ويندرج تحته نوع يسمى بالدوار الوضعي، ينتج عن وجود اضطراب بالأذن الداخلية، ويؤدي إلى نوبات قصيرة من الدوار ولكنها حادة.
وتختلف أسباب هذا المرض، فقد تبدو الأعراض عند تغيير وضع الرأس، فعلى سبيل المثال عندما يوجه المريض رأسه للخلف أو ينظر إلى السماء أو عند النوم على السرير. وعادة ما تزول الأعراض بعد بضعة أشهر.
وهناك بعض الحركات الخاصة للرأس يفضل أن يقوم طبيب أمراض السمع والاتزان بإجرائها أولا، ومن ثم يمكن للمرضى تعلم القيام بها بأنفسهم أو بمساعدة أحد الأصدقاء أو أي من أفراد الأسرة. مع العلم بأن هذه التمرينات تساعد على الشفاء واسترداد آلية حفظ التوازن. وبالطبع فإن حركات بسيطة يمكن أن يقوم بها الطبيب قد تحل مشاكل الكثير من المرضي.
العدوى الفيروسية
أن أي عدوى بسيطة بالأذن الداخلية يمكن أن تتسبب في اختلال التوازن. فقد تؤدي إلى تلف أعضاء حفظ التوازن، مما يسبب نوعا من الدوار المستمر لحين قدرة المخ على استيعاب المعلومات التي تساعد على حفظ التوازن.
وعادة ما يساعد على ذلك كل من علاج العصب الدهليزي بالرأس وتمرينات حفظ التوازن. وقد نصاب في بعض الأوقات بطنين الأذن أو فقدان السمع أو كليهما معا بأحد الأذنين. والطنين هو عبارة عن الضوضاء التي يسمعها الناس في الأذنين أو الرأس كأصوات الرنين والصفير والهسيس وغيرها من الأصوات.
حالات نادرة
وهناك حالات نادرة تؤثر على حفظ التوازن، وهي:
- ورم العصب السمعي.
من النادر أن يتسبب ورم العصب السمعي في حالة من الدوار أو عدم الاستقرار، فهو عبارة عن ورم خفيف يصيب كلا من عصب السمع وحفظ التوازن.
- المضادات الحيوية.
أحيانا ما تؤدي المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج بعض الأمراض المستعصية إلى تلف أعضاء حفظ التوازن تماما. وقد يحتاج المريض إلى نوع معين من العلاج الطبيعي يسمى بالعلاج الطبيعي لأعضاء حفظ التوازن للتخلص من الأعراض الناتجة عن اختلال التوازن وحركة العينين عند الانتقال من مكان لآخر.
وإذا كان فقدان التوازن ناتجا عن تناول المضادات الحيوية، فننصح بتجنب المواقف التي يمكن التعرض فيها للإجهاد.
فلا ننصح بممارسة السباحة أو الغوص تحت الماء بانفراد أو الوقوف على حافة رصيف القطار أو على حافة تل.
- إصابة الأذن الوسطى بمرض حاد.
إذا أصيبت الأذن الوسطى بمرض حاد، فقد ينـتج عن ذلك خلل في التوازن. ونادرا ما يحدث ذلك، وحين الإصابة بالدوار أو خروج سائل من الأذن، ننصح فورا بمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
- بعض العقاقير.
يعتبر الدوار تأثيرا جانبيا عرضيا لبعض العقاقير بالوصفات الطبية، كعقاقير انخفاض وارتفاع الضغط أو تلك التي تؤثر على النظام العصبي المركزي، ومنها المسكنات والمنشطات والعقاقير المضادة للتشنجات والمهدئات. فالمضادات الحيوية القوية والمعروفة بـ«aminoglycosides» التي يجري حقنها قد تتسبب في تلف أعضاء حفظ التوازن بالإنسان.
- أسباب عصبية.
أحيانا ما يحدث اختلال في التوازن لوجود مـشــكلة بالمخ. وهذا الشيء نادر وعادة ما يؤثر على من جرى فحصهم وتبين أنهم يعانون من مرض بالأعصاب أو المخ. فلم تجر العادة نهائيا على أن تكون مشكلة اختلال التوازن هي العرض الوحيد للمرض العصبي.
علاج اختلال التوازن
- التحسن بطبيعة الحال.
إنه لمن حسن الحظ أن للمخ قدرات عالية على ضبط مشكلات اختلال التوازن، فبعد عدة أيام أو أسابيع، يشعر معظم الناس بالتحسن. ويفضل ألا يقوم المريض بممارسة عادات سيئة، كأن لا يجعل رقبته ساكنة في وضع واحد لمدة طويلة، فإذا أراد النظر لشيء ما فلا يدير جسده كله للنظر إليه، عليه فقط بتحريك رأسه. وإذا استمرت الأعراض لمدة ستة أسابيع دون تحسن، فعليه الذهاب إلى الطبيب.
- الأدوية.
أشارت د. أريج منصوري إلى أنه يمكن أن تستجيب مشكلات اختلال التوازن لأدوية بسيطة، منها ما يسمى «vestibular sedative». وعلى المريض الالتزام بالعلاج الموصوف للدوار لبضعة أيام فقط، فإن الاستمرار في العلاج قد يبطئ عملية الشفاء الطبيعية.
- دور الطبيب.
يقوم طبيب أمراض السمع ومشكلات اختلال التوازن عادة بعمل فحوص متخصصة لقياس التوازن وتحديد كيفية استخدام المعلومات الصادرة عن العينين والأذنين والمفاصل في تحقيق آلية حفظ التوازن.
وإذا كان هناك التهاب بالمفاصل أو مشكلة بالنظر يقوم الطبيب ببيان خيارات العلاج المتاحة حتى يجري علاجها أولا.
كما يمكن أن يصف الطبيب علاج betaserc أو stugeron لبعض حالات الدوار التي يستفيد منها المريض ويشعر بتحسن.
- تدريبات إعادة التوازن.
يقوم طبيب أمراض السمع بتعليم المرضى التدريبات المناسبة لمساعدتهم على حل مشكلة اختلال التوازن، مبينا الحركات التي يحتاجونها ثم يقوم بها المرضى بعد ذلك بأنفسهم.
ولا بد من المحافظة على التدريبات حتى ولو أحس المريض بأنها لا تحقق اختلافا في البداية.
وهناك تدريب بدني عام وآخر سلوكي لمساعدة المريض على التحكم في الأعراض، وخاصة في المواقف التي تثير القلق.
- الجراحة.
خيار نادر ولا يتناسب مع معظم الناس، وعادة ما يقوم الطبيب بمناقشة ذلك مع المريض في حال فشل أنواع العلاج المتاحة.
خطوات وقائية
- أولا، لا تحرك رأسك بسرعة.
- حافظ على كل ما يمكن أن يساعدك على التخلص من الدوار.
- اجلس واسترخ.
- ابق في وضع السكون لفترة ثم تحرك ببطء وحذر.
- ركز عينيك على شيء معين أمامك.
- أبلغ شخصا قريبا منك بالمشكلة.
- بادر بالحركة بمجرد شعورك بالتحسن.
- تذكر أنه كلما زاد نشاط المريض زادت القابلية للشفاء.