للمعلمين فقط .. دليلك للتعامل مع الطلبة المزعجين

معلم أنت، يالك من مسكين، خاصة لو كان طلابك من الشخصيات المستفزة العنيدة، التي لم تتعلم معنى احترام الكبير أو تقدير قيمة العلم وكل هدفهم من الذهاب إلى المدرسة هو العناد وممارسة كل الوسائل لإزعاج غيرهم خاصة المعلم، فهم متأخرون دائما عن المواعيد المحددة، لا يؤدون مهامهم المدرسية، لا يعيرون المذاكرة والتعلم أي اهتمام، مما يجعل عملية تعليم هذا النوع من الطلبة أو التلاميذ حسب المرحلة العمرية مهمة صعبة جدا تسبب للمعلم الكثير والكثير من المشكلات والمعاناة.

ومع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، نهدى إليك بعض الحلول الهامة والوسائل الفعالة التي رشحها لك الخبراء في هذا المجال لتخبرك عن كيفية حل هذه المشكلة والتعامل الصحيح مع الطلبة المنحرفين.

لا مفر من أن العقاب من أهم الوسائل التي يجب استخدامها لترويض الطالب المزعج ومن هذه الطرق توجيه أمر لهم بتنظيف الفصل الدراسي، فإذا صدر عن الطالب أي سلوك غير مرغوب أثناء الدرس كأن يتحدث حديث جانبي أو ينام أو أي مشكلات أخرى على المعلم أن يأمره بتنظيف الفصل في عشر دقائق في وقت الاستراحة بين كل حصة ويشمل ذلك ما يلي:

- ترتيب المقاعد.

- تنظيف المقاعد.

- مسح السبورة.

- غسل الحوائط.

- تنظيف النوافذ من الأتربة.

- تنظيف الأبواب.

- ترتيب حجرة الدراسة بالكامل.

هناك العديد من الأفكار التي يمكن أن تستخدمها لتعاقب الطالب العنيد والمتعلقة بحجرة الدراسة، ويمكن أن يكون ذلك في صورة لعبة تفرض على من يحصلون على أقل الدرجات.

والآن ماذا على المعلم أن يفعل إذا كان الفصل به عدد كبير من الطلبة المزعجين، ولا يمكنه معاقبتهم جميعا ؟ حسنا.. في هذه الحالة يمكنه وضع قاعدة أساسية تنص على إنه إذا كان هناك أكثر من 3 طلاب مزعجين سوف يقوم الفصل كله بتنظيف الفصل كعقاب جماعي.

والسر في هذه الطريقة أنك كمعلم تبعد الانتباه عنك وأنك تركز على طالبين أو ثلاثة إنما على فئة كاملة من الفصل للعمل، قد تشعر بالقلق من أن أسلوب العقاب هذا سوف يمنحك شهرة على مستوى المدرسة بأنك معلم قاس، لكن اعلم عزيزي المعلم أن كونك شديد القسوة مع الطلبة يمكن أن يسبب مشكلة خاصة إذا كانت المادة الدراسية التي تدرسها لهم مملة، وإذا كنت دائم العقاب للطلبة ولا تمدحهم بأي شكل أو تضفي بعض الفكاهة على الحصة فالطلبة يرغبون في بعض الضحك وفك الملل بين الحين والآخر أثناء الدرس، وإذا منحتهم هذا قد تتحسن العلاقة بينك وبينهم وقد يقضون معك وقتاً ممتعاً أثناء الاستراحة.

يجب أن تبين لهم بعض اللطف والحب جنبا إلى جنب مع الحزم والجدية لتوضح لهم أنك قائد الموقف، فقط افعل ذلك وسوف تكسب احترامهم وحبهم لك.

احرص على إعطاء ولي أمر الطالب فكرة عن سلوكياته ومستواه العلمي والأخلاقي داخل الفصل، وإبلاغة بأي مشكلة يفعلها فهذا يخلق صلة قوية بينك وبين الوالدين مما يفيد في هذه الأمور ولن تندم على ذلك أبدا.

على المعلم محاولة التقرب من الطالب على قدر الإمكان وهذا من خلال التحدث معه، محاولة حل مشكلاته الدراسية وتوجيه النصح الودي له على جنب حتى يقلل مستوى سلوكياته السلبية.

استخدم نفس الخطوات لشغل الطالب في مهمة معينة تشغله حتى نستبدل السلوك السيء بآخر إيجابي.

لن تكسب المعركة إذا حاولت استدعاء الطالب المزعج أمام أقرانه لتعاقبه، إنما الأفضل الانتظار حتى يمكنك التحدث معه على انفراد.

أعلم أن الأمر صعب، لأن الطالب المزعج قد تصل تصرفاته إلى الوقاحة، لكن بما أنك المعلم وبمثابة أب أو أخ أكبر لهذا المراهق حاول تفهم ما يجري والبحث وراء سبب تصرفاته السلبية، أمامك حلول، كأن تعرض مشكلته على الأخصائي ليتحدث معه لأنه قد يكون بحاجة إلى علاج لإعادة تأهيله.

فكر في أي شيء مشترك بينك وبين الطالب لتكوين علاقة تفاهم بينكم، على سبيل المثال، هل يمارس الطالب رياضة معينة لتكون نافذة تدخل إليه منها ؟ أو هل هناك تفضيل مشترك لشيء ما بينك وبينه ؟ المهم الوصول إلى أي عامل مشترك ليكون عاملا مساعداً في نفس الوقت.

حاول مناقشة مشكلات الطلاب المزعجين مع زملائك في العمل، واسألهم إذا كان أحدهم قد تعامل معه أو مع نموذج مشابه له، وعن التصرف الذي أخذوه، وإذا كان حاول ترتيب مقابلة بين الطالب وزميلك.

عندما يكون السلوك السيء مرضاً متفشياً بين طلاب الفصل الواحد، يحتاج المعلم في هذه الحالة إلى وضع العمل المدرسي على جنب لفترة مؤقتة والتركيز أكثر على تحسين العلاقة وسلوكيات الطلاب، وفيما بعد يمكن العودة إلى المسار الطبيعي للدراسة.

يمكن استخدام هذه الطريقة ليعلم الطلاب بعضهم البعض فهم يتقبلون نصح بعضهم ويمكنهم الوصول إلى أعماق عقول بعضهم ولن يشعر أحدهم بالإحراج من قرينه.

بهذه الطريقة أنت قد وجهت الجزء الجيد لدى الطالب المزعج توجيهاً إيجابياص مفيداً وخلقت روحاً من التعاون والحماسة وتحمل المسؤولية فيما بينهم.

مهما كان سلوك الطالب، لاتتوقف عزيزي المعلم عن المحاولة للوصول إلى هذا الطالب، فقد تكون سلبيته هذه دفاع عن شيء أكثر عمقا، فاستمر في المعركة الإيجابية معه.