تقاليد تعطير العروس قبل الزفاف، في السودان وتركيا والجزائر!
01:52 م - الأربعاء 27 فبراير 2013
يكمُن سر تألق وجاذبية أي عروس يوم زفافها في جمال بشرتها أولاً. وحمام العروس هو وسيلة تقليدية لا يزال يُنصح بها من قبل خبراء العناية بالجمال والصحة نظراً إلى فوائدها المتكاملة، نفسياً وجسدياً.
هذا ليس كل شيء، فحمام العروس قبل زفافها يعمل (إلى جانب تنظيف البشرة وإزالة الخلايا الميتة) على تعطير الجسم بأزكى الروائح والعطور الطبيعية التي تلازم العروس مدة طويلة قد تدوم بعد ليلة الدخلة لأيام عديدة.
في هذا الإطار، جمعنا في تحقيقنا اليوم بعض تقاليد تعطير العروس قبل ليلة الدخلة بأسابيع أو أشهر من ثلاث دول مختلفة:
السودان
يمتد الإعداد للزواج في السودان شهوراً طويلة تلقى فيها العروس الرعاية والإهتمام من جميع المحيطين بها. يبدأ تحضيرها عبر حفر خندق يُسمى بـ”حفرة الدخان” في طرف المنزل أو في مكان لا تصله عيون الرجال. بعد ذلك، يتم إشعال أطراف الحفرة بأعواد من شجر الطلح والشاف التي يطوفُ بها الباعة في أرجاء المدن. تخلع الفتاة ملابسها وتجلس على فراش من السعف البلدي الموضوع في الحفرة وتغطي جسمها بقطعة كبيرة من الصوف تسمى “الشملة”. (تعرف هذه العملية بالـ”نُطع”).
وبعدَ زوال الدخان، تُدلك الفتاة جسمها بعجينة من طحين الذرة وقشر البرتقال والترمس المسحوق، على أن تستمر هذه العملية لفترة طويلة قد تمتد لشهر كامل. وقبلَ الزواج بيومَين تُجرى عملية تنظيف الجسم، فتَمسح العروس جسمها أولاً بالسكر المضاف إليه القليل من الماء، وثانياً بالحلاوة التي يتم إعدادها من السكر والليمون.
أمّا عند إنتهاء حفل الزفاف، فتخلع العروس الفستان وترتدي الزي البلدي وتمسح إحدى المقربات منها جسدها بالخمرة وتبخرها بالصندل وترشها بالعطر، وتعرف هذه العملية بالـ”كبريت”.
تركيا
ينقسم حمام العروس التركي إلى مرحلتين وهما:
1- عملية التبخير: يتعرض جسم العروس خلال الحمام التركي لبخار الماء الذي يهدف إلى فتح مسامات الجلد قبل تقشير الخلايا الميتة بواسطة ليفة خاصة تساعد في التخلص من الأوساخ والشوائب. وتُسمى هذه العملية بالـ”تكييس” لأنّها تُجرى بواسطة كيس خاص مصنوع من الألياف الطبيعية. وتتميز بتنشيط الدورة الدموية وفتح الشعيرات وإزالة السموم المتراكمة فوق سطح الجلد.
2- عملية التدليك: مع التطورات الحالية في مراكز التجميل التركية وبحسب اختصاصيي البشرة، تمّت إضافة خطوة مباشرة أخرى بعد التبخير والتقشير هي التدليك. ومن أشهر أنواع الزيوت العطرية المستخدمة لتدليك المرأة والعروس تحديداً: الياسمين، الورد، اللافندر، الريحان، البرجموت، المر، البابونج، النيرولى، النعناع، الكافور. ويرجع المفعول العلاجي لتلك الزيوت إلى قدرتها على النفاذ إلى داخل طبقات الجلد نظراً إلى حجم جزئياتها متناهية الصغر. ومن خلال عملية التدليك، يتم إمتصاص الزيوت جيداً كما يمكن للعروس إستنشاق الأخيرة عن طريق الأنف أو الفم.
الجزائر
أول مقصد جمالي للعروس في الجزائر هي الحمامات الشعبية، خصوصاً الحمام القائم في المدينة القديمة “بلاص دارم”، المعروف بحمام العقبة. وهو عبارة عن فضاء واسع تمارس فيه العروس كل طقوس العناية بالجسم والشعر.
ومنَ الطقوس التي تعتمدها العائلات العنابية للعروس، نذكر تحضير خلطة من الأعشاب البرية مثل زهرة البابونج وعشبة الزعتر والإكليل، بالإضافة إلى تجهيز قماش خشن يُدلك بهِ الجسم لإزالة الخلايا الميتة.
وما يميز هذه الطقوس أنّها تمر بأربع مراحل، تبدأ بحمام البخار ومن ثمّ بإستخدام الليفة، لتنتقل بعدها إلى التنظيف بماء عشبة الخزامى وشواشي الورد، ثم تأتي مرحلة وضع الأقنعة الطبيعية لمنح صفاء ونقاء ورائحة عطرة للعروس. وتستخدم الأخيرة مسحوق “الشبة” المكون من العنبر والمسك والشب عبر تدليكه بماء الورد لشد المسامات والحفاظ على رائحة الجسم ونعومته.