اجعلي عيد الأم هذا العام فرصة لتجديد علاقتك بحماتك

نعلم جيدا أن علاقة الحماة بزوجة ابنها تعد من أعقد وأصعب العلاقات التي يمكن التعامل معها، فالمرأة عندما تتزوج تتوقع أنها ستكون أجمل عروس ليلة زفافها، وسوف تعيش أسعد أيام حياتها مع فارس أحلامها دون وجود ما يعكر صفوهما.
 
ولكنها لا تدرك أن هناك امرأة أخرى في حياة زوجها تعتقد أنها هي الأولى والأخيرة في حياته، ولابد أن ينتمي لها وحدها فقط. ومن هنا تبدأ الخلافات والأيام الحبلى بالمشاكل المعقدة، ولكن ما رأيك في أن يكون عيد الأم هذا العام فرصة للتخلص منها جميعا؟ فلا شيء يعد مستحيلا، ولم لا وهي أم أيضا لا يخلو قلبها من الحب والتسامح، ومهما حدث فأنت لا تزالين بنظرها المرأة الراعية والمسئولة عن ابنها وأيضا أم أحفادها.
 
وفي رأيي عندما ننظر إلى تلك العلاقة من زاوية أوسع، نجد أن تلك العلاقة السيئة أو إذا أردنا القول المعقدة قد ترسخت في القلوب على مدى العصور.
وقد يكون هذا الترسيخ وهميا أو حاملا لأهداف تخدمه هو فقط، ومثال لذلك ما تقدمه وسائل الإعلام وما تؤثر به على النفوس، وكذلك أيضا النكات التي تخرج معها الضحكات ولكن يبقى مفهومها ثابتا مترسخا بالنفس.
 
وقبل البدء في الحوار أطلب منك أن تحذفي من قاموسك جملة (حماتي قنبلة ذرية) تماما، بل استبدليها بـ (بحب حماتي لأنها جابت حياتي) وأعدك أن النتيجة ستكون مثمرة للغاية.
والآن دعينا من الكلام، ولنبدأ معا في خطوات فعالة لاستعادة علاقتك الطيبة بحماتك التي هي في الحقيقة والدتك الثانية...
 
الحل الوحيد هو تقبل كلا الطرفين للآخر:
 تشكو إحدى النساء أنه وبالرغم من الروح الطيبة التي تتمتع بها حماتها، إلا أنها لاترغب في الجلوس مع أحفادها أبدا!
فهذا يقودنا إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن الكثير من الحموات التي تشعر بالرغبة في إظهار الحب والرعاية والود إلى أحفادها، وأي كان السبب، فهي لا تمتلك تلك الموهبة أو ذلك الأسلوب.
 
وأعتقد أن المرأة بإمكانها التمتع بعلاقة جيدة مع حماتها إذا تقبل كل منهما الآخر على شاكلته ولم يحاول تغييره، فنحن جميعا لدينا أمنيات وتوقعات، ولكنها ربما لم تقع ضمن دائرة اهتمام أو مشاركة الآخرين.
 
أيضا فإن الاختلافات الثقافية يمكن أن تجعل من تلك العلاقة أكثر تعقيدا، وحتى وإن كنتما تسكنان بنفس المدينة ونفس الشارع، وتذهبان إلى مسجد أو كنيسة واحدة، فإن الثقافة الكامنة بداخل منزل الشخص تختلف كثيرا. فليس هناك حد للاختلافات، ولكن أفضل الحيل هنا هي إيجاد المتشابهات، واحترام كل منكما للآخر.
 
كيف تصبحين زوجة ابن جيدة؟
- تذكري أن عملية فوزك وانتصارك هي خسارة بالنسبة لحماتك! فلابد من القليل من الشفقة والتعاطف.
 
- ضعي في اعتبارك أن حماتك كانت المرأة الرئيسية في حياة زوجك، وأنها الوحيدة التي تحظى بالقبول والاحترام والإعجاب من قبله منذ ولادته.
 
- كوني حنونة حتى وإن كانت حماتك تثير جنونك، فهذه هي الطريقة التي تقدرين بها زوجك ومن ثم والدته.
 
- ضعي في اعتبارك كم أن زوجك عظيم ورائع، وإذا قامت هي بتربيته، فليس هناك احتمال أن تكون سيئة.
 
- احرصي على صداقة حماتك منذ بداية دخولك تلك الأسرة.
 
- اجعلي حماتك تعلم أنك معجبة بها كشخص وكم هي إنسانة حقا جيدة.
 
والآن الكلمة موجهة إلى الحماة نفسها
- تذكري أن ابنك هو شخص بالغ ومتزوج الآن، وإذا أردت الحفاظ على علاقتك الطيبة معه، فاعملي على صداقة زوجته.
 
- لاحظي الحدود .. فهما وحدة واحدة وأنتِ الآن لستِ جزءا من تلك الوحدة.
 
- عليك احترام ابنك وزوجته حتى وإن لم يقوما بالأشياء على النحو الذي تريدينه.
 
- قدمي الآراء والحلول إذا طلب منك ذلك أولا.
 
- اعطي فرصة للزوجين الشابين في أن ينموا بأنفسهما وعلى طريقتهما الخاصة، حتى وإن كنت تعتقدين أنهما يفعلان الأخطاء.
 
- راقبي كيف يتعامل ابنك وزوجته مع أبنائهما وافعلي نفس الأمر تماما في حال غيابهما، فأنت لست بموضع موافقة أو اعتراض، لأن لوالديهما رؤية في طريقة التربية التي تناسبهما وحدهما.
 
ومن هنا وفي ختام حديثنا عليك عزيزتي زوجة الإبن اتخاذ ضربة البداية، وأن تتخذي عيد الأم فرصة لإزالة الخلافات مراعية في ذلك وجه الله تعالى ومن ثم ضميرك ولا تنسي زوجك أيضا.