شركات الأزياء تسعي للوصول إلى الجمهور المسلم
يرتدين سراويل الجينز الضيقة ويلبسن الأثواب والحجاب الملفوف بعناية.. انهن جيل من الشابات المسلمات اللاتي يضعن بصمتهن على ثقافة الشارع الأوروبي ويظهر تأثيرهن على الاتجاه السائد للموضة.
انهن بنات المهاجرين المسلمين الى أوروبا من تركيا أو المغرب ويقلن انهن مهتمات بالاناقة بقدر اهتمامهن بالالتزام بالزي الإسلامي ويسعين لمزج الاناقة المعاصرة مع خلفيتهن الدينية والعرقية.
وقالت ماهيكا (24 عاما) التي تعيش في باريس "اتش اند ام وكل المتاجر الفرنسية أخذت خطوط أزيائنا". وهي ترى ان التأثير الاسلامي يظهر في الاتجاه الحالي لارتداء الاثواب على سراويل الجينز وارتداء أكثر من طبقة من الملبوسات النسائية.
وذكرت ان التسوق لشراء الملابس أصبح أكثر سهولة فالشابات المسلمات أصبح بمقدورهن شراء كل مستلزماتهن من الملابس من المتاجر الرئيسية اذا أردن ذلك.
واتفق معها في الرأي الكثير من نظيراتها لكن متحدثة باسم شركة هينيس اند موريتس قالت ان مجموعات أزياء الموسم الحالي لم تستلهم خطوط الازياء الاسلامية على وجه خاص.
وقالت بشرى سيد (20 عاما) وهي طالبة تدرس في روتردام "أجد سهولة كبيرة في العثور على الملابس. تجد في البلد كل الاصناف. الامر يتعلق بتوفيق الملابس وقد أصبح أكثر سهولة لانك ترى تأثير موضتنا على الخط العام للموضة". وأضافت "أنا مسلمة لكنني أيضا مهتمة بالموضة وأريد دمج كل هذه الاشياء".
وترتدي بشرى حجابا بنيا داكنا تلفه بعناية حول رأسها ورقبتها وقميصا لونه أزرق داكن وسترة بلا أكمام من قماش التويد الرمادي وتنورة تنسجم معها تصل الى الركبة فوق سروال من الجينز.
وتبتعد رؤية بشرى بشكل شاسع عن الثوب الاسود الفضفاض وأغطية الرأس الطويلة التي ترتديها النساء المسلمات الاكثر تقليدية التي تخفي تماما معالم الجسم.
وقالت بشرى "بالنسبة لي المهم ان أغطي جسدي ماعدا الكفين والقدمين والوجه. وفي هذا الاطار يمكنني ارتداء ما أشاء لكن ينبغي ألا يكون ضيقا او قصيرا."
وتابعت "أمي وصديقاتي وأقاربي متحمسون للغاية ولم اضطر للدخول في معركة على الاطلاق حول اسلوبي الخاص في الاناقة".
وبشرى من بين خمس نساء أصدرن معا مجلة (ام.اس.ال.ام) المخصصة لازياء المسلمات وتصدر باللغات الهولندية والفرنسية والانجليزية وتهدف الى مساعدة الفتيات المسلمات على ارتياد عالم الموضة والازياء بما يتفق مع أسلوبهن فعلى سبيل المثال تعرض طرقا جديدة لتغطية الشعر منها قبعات البيسبول او القلنسوات او الاوشحة القصيرة المطرزة.
وعنوان المجلة التي صدر منها عدد واحد فقط مستوحى من كلمة مسلمة باللغة الهولندية (ام.اس.ال.ام) ويلعب أيضا على الحرف الاول من مقاسات الملابس المتوسطة والصغيرة والكبيرة.
وقالت مصممة الازياء الهولندية ايزيس فاندراجر للمجلة "هناك عدد متزايد من الشابات يستكشفن الحدود بشأن ارتداء الحجاب والتمتع بالجاذبية...انهن يعوضن ارتداء الحجاب بمظهر شديد الجاذبية وأسلوب تجميل معبر وكعوب أعلى."
كما نظمت النساء الخمس معرضا للازياء في روتردام صاحب صدور المجلة عرضت فيه أزياء من ابتكار مصممين هولنديين مع الحفاظ على سمات الملبس الاسلامي.
عرض على دمية العرض ثوب أسود بشريط محكم على الرقبة بلا ظهر ولا أكمام يلبس تحته لباس ضيق من الدانتيل الاسود يغطي الظهر والذراعين والقدمين.
وقالت المصممة الهولندية مادا فان جانز وهي تبتسم "أرى فتيات مسلمات يرتدين ملابس ضيقة للغاية هذه الايام ففكرت لم لا أصنع لباسا تحتيا ضيقا".
كان في المعرض أيضا سراويل جينز من تصميم شركة صنع الملابس الايطالية القدس وهي مصممة خصيصا للمسلمات بقصة فضفاضة وكثير من الجيوب مما يجعل استخدامها أيسر أثناء الركوع والسجود في الصلاة وحفظ الساعات والخواتم وغيرها من الحلي أثناء الوضوء.
وقالت سوزانا كافالي مديرة الشركة صاحبة هذه العلامة التجارية عبر الهاتف من ايطاليا "لا يقتصر شراء سراويل الجينز على المسلمات وحدهن الان. انه منتج جيد في مجال الموضة في المقام الاول. وهذا يعني ان نطاق جمهورنا يتنامى."
وتعتقد النساء الخمس اللاتي وقفن خلف اصدار مجلة (ام.اس.ال.ام) والعرض المصاحب لها أن أزياء المسلمات في اوروبا قد يؤثر يوما على نساء الشرق الاوسط وان كان ذلك لن يحدث الان.
ويظهر عدد الشابات المسلمات في معرض أزياء اقيم في اطار مؤتمر سنوي للمسلمات الفرنسيات في باريس الاهتمام بخطوط الموضة من الشرق الاوسط حيث لايزال الاهتمام مرتفعا بالثوب التقليدي.
وقالت أسماء بوهالوت عن الهدف من عرض الازياء "انه لمساعدة النساء على ارتداء أزياء وفقا لقواعد الاسلام وأيضا لتلبية الطلب."
وأضافت انه في فرنسا ذلك البلد الذي يتمسك بقوة بهويته العلمانية والذي يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية لا يوجد كثير من مصممي الازياء المسلمين.
ويعمل مصممو وشركات الازياء في الخارج على الاستفادة من هذه الفرصة للوصول الى الجمهور الفرنسي المسلم.
كما تتيح التشكيلة المتنوعة من الملابس المعروضة ذات الالوان الزاهية مصدر الهام للنساء.
وقالت نسيمة (18 عاما) وهي من اصل تونسي "ما هو عصري يكون مبهجا وذو الوان نابضة بالحياة ومن أقمشة خفيفة وبوجه عام أطقم.. غالبا سراويل".
وتتفق معها في الرأي اوسلجوزي جكروم صاحبة أحد أجنحة البيع التي تبيع الاثواب التقليدية والحجاب. وقالت "التصميمات التي تحظى باقبال هذا العام مطرزة بالخرز واللون برتقالي... حقا أي شيء يخطف البصر".