بعد سنوات من الملل .. عودة موضة الأكسسوارات الكثيرة
بعد سنوات من موضة «القليل كثير»، التي جعلت من أي تفاصيل، مهما كانت أنيقة، مبالغة لا حاجة لها حتى أصابت البعض، خاصة شريحة الشابات، بالملل، أصبح شعار الموضة حاليا هو «الكثير قليل»، وما علينا إلا متابعة شوارع الموضة، وعروض الأزياء لنتأكد من صحة هذا القول. تشكيلات «شانيل»، «كريستيان لاكروا»، «إيف سان لوران»، و«سيلين»، وغيرهم لموسمي الربيع والصيف الحاليين، لا تترك مجالا للشك بأن البطولة لم تكن للأزياء بقدر ما كانت للإكسسوارات. وكلما كانت هذه الأخيرة كبيرة ولافتة، كان هذا هو المنى والطلب. ولا نعني هنا حقائب اليد فحسب، بل كل التفاصيل التي تزين المرأة من رأسها، على شكل دبابيس وأوشحة وغيرهما، إلى أخمص قدميها، مرورا بعنقها ومعصميها. وبالنظر إلى حجم الإقبال على هذه الاكسسوارات، التي كانت أي واحدة منا وحتى عهد قريب، تتهرب منها، إما لألوانها المتوهجة أو خاماتها «غير الكريمة» فإننا أصبحنا، على ما يبدو، نحب كل مصمم يحب وضع القيود في أيدينا وأعناقنا، ونحقق له أرباحا تشجعه على طرح المزيد في المواسم المقبلة. الصورة التي ترسخت في الأذهان، في عروض موسمي الربيع والصيف، هي تلك العقود الضخمة، التي يشبه بعضها كريات التنس، بألوان لافتة لا تقل عنها لفتا للانتباه وضخامة سوى الأساور والخواتم والأقراط. الأمر قد يكون عاديا بالنسبة لـ «كريستيان لاكروا»، الذي يحب المبالغة ولا يخاف من استعمال الألوان في اقصى توهجها، كما يعشق اكسسوارات الزينة، سواء كانت على شكل بروشات أو قلادات أو دبابيس شعر، لكنه غير عادي بالنسبة لدار «شانيل». ففي المواسم الأخيرة، بدأت هذه الأخيرة تستعمل هذه الاكسسوارات بكثرة. ومن الصعب هناك التكهن ما إذا كان هذا السخاء والتنوع سيروق للمؤسسة كوكو شانيل أم لا. فرغم انها كانت تميل إلى استعمال عقود اللؤلؤ الصناعي بكثرة، حتى ارتبط بإطلالتها، إلا انها لم تكن تميل إلى المبالغة في استعمال مواد أخرى. لكن على ما يبدو، فإن الزمن غير الزمن، خصوصا بعد شراء «شانيل» ورشات حرفية عريقة هي «ماسارو» للاحذية، «ليماري» المتخصصة في تصميم الزهور والريش، «ميشيل» لصناعة القبعات، «ديسرو» لصناعة الازرار، و«غوسن» لصناعة الذهب والفضة، فضلا عن دار «ليساج» للتطريز، وبالتالي كان من البديهي ان تستغل هذه المواهب وتنعكس خبراتها على ما تطرحه، تحت إشراف مصممها العبقري، كارل لاغرفيلد، الذي عرف كيف يوظف إرث كوكو وحبها للاكسسوارات، بأسلوب عصري يتماشى مع استراتيجيته الفنية والتجارية على حد سواء. والنتيجة في صالح المرأة العصرية الشابة تحديدا، وإن كانت السيدة الفرنسية الأولى، برناديت شيراك، التي لا تفوت عرضا من عروض «لاغرفيلد»، قد جاملته أخيرا بارتداء قفازات من دون أصابع على شاكلة تلك التي يلبسها دائما ويقدمها في عروضه. لكن من المؤكد ان هذه المجاملة بالنسبة لسيدة في عمر برناديت شيراك، معروفة بأسلوبها الكلاسيكي، ستقتصر على جلسة التصوير التي اشرف عليها هو شخصيا، كما اننا قد لا نستغرب ظهورها بعقد من اللؤلؤ أو بروش يحمل اسم «شانيل» في المناسبات، لكن هذا أقصى ما يمكن ان تقوم به، وستبقى الاكسسوارات الأخرى، من خواتم وأساور وقلادات، قصرا على الشابات.
* همسة: من الضروري عند استعمال هذه الاكسسوارات، ان تكون الأزياء بسيطة ومن دون تفاصيل كثيرة، وإلا تحول مظهرك إلى مهرجان يفتقد التنسيق.