مشكلة الوزن الزائد .. من الألف إلى الياء
يجمع أهل الطب والاختصاص على اعتبار السمنة أو الوزن الزائد من أكبر المشاكل التى تواجهها مجتمعاتنا الحديثة. اما السبب لذلك فيعود باختصار إلى نمط حياتنا العصرية القائم على التقليل من الحركة والتهافت على الأطعمة الدسمة والغنية بالوحدات الحرارية التى تؤدى إلى أمراض مزمنة وخطيرة كالسكرى والكوليستيرول وأمراض القلب والشرايين.
والمجتمع العربى كسائر المجتمعات يعانى من هذه المشكلة وإن كان الناس بدأوا يدركون أهمية اعتماد نمط حياة صحى سليم ينصح به الأطباء واخصائيو التغذية.
الريجيم ليس كما هو شائع اليوم: " الامتناع عن الأكل"، بل هو معرف طبياً بأنه غذاء صحى منظم يتضمن مختلف أنواع المأكولات ولكن بكميات مدروسة وطرق تحضير مختلفة، هذا ما أكدته لنا اخصائية التغذية غادة أبو جودة التى تناولت مشكلة الوزن الزائد والطرق المتبعة لازالتها والوقاية منها.
طبيعى 20 - 25
زيادة الوزن 25 - 30
زيادة معتدلة 30 - 35
شديدة 35 - 40 ومافوق
كيف يمكن تحديد زيادة الوزن؟
هناك طرق عديدة لتحديد زيادة الوزن أهمها مؤشر كتلة السمنة (Body Mass Index) الذى يساوى معدل علاقة الوزن بطول القامة (الوزن/الطول): نحتسب مؤشر كتلة السمنة على الشكل التالى الوزن/ كلجم (الطول x 2) 1 متر، والنتيجة تحدد الموضوع
ويختلف النظام الغذائى المتبع من فرد الى آخر، وفقاً لمقاييس العمر، الوزن، الطول، الحركة وخصوصاً الحالة الصحية التى تحددها فحوصات دم شاملة تسبق المباشرة بأى ريجيم. كما يشدد اخصائيو التغذية على دراسة الأسباب الأساسية لزيادة الوزن وذلك من أجل علاجات فعالة وتجنباً لأية مضاعفات سلبية.
ليس بالريجيم وحده..
يتسلم كل فرد لائحة بأنواع المأكولات المسموح تناولها خلال فترة الريجيم وتكون مقسمة على خمس وجبات، ثلاث أساسية تتخللها وجبتان خفيفتان، وجميعها وجبات خالية من الدسم والملح وتختلف من يوم إلى آخر. وهذا يتطلب تحضير الأطباق من دون مواد دهنية، لذا من الأفضل طبخ المأكولات فى الفرن أو على البخار أو فى شواية أو فى مقلاة غير لاصقة. قد يجد البعض صعوبة فى تحضير هذه الوجبات بالشكل الصحيح، لذلك تعمل مراكز متخصصة على تأمين خدمات اضافية للزبائن، حيث يتم تحضير جميع الوجبات بالطرق الصحية السليمة ويتم إيصالها الى المنازل فى الأوقات المحددة لها، هذه الطريقة تسهل عملية الريجيم وتضمن نوعاً ما نتائج ايجابية. متابعة المريض ضرورية جداً لمعرفة مدى تجاوب جسمه مع النظام الغذائى المتبع وفى حال بقى الوضع على حاله، يعد له نظام جديد.
أسباب البدانة، الوراثة أولاً:
البدانة أو زيادة الوزن داء شائع يصيب الكبار والصغار. أما أسبابه فهى كثيرة يمكن اختصارها فى ثلاثة عوامل كبيرة:عوامل وراثية، عوامل غذائية وأخرى سيكولوجية.
1-العوامل الوراثية: الاولاد المنحدرون من والدين بدينين معرضون إلى أن يكونوا بدينين أكثر من الاولاد المنحدرين من أهل يتمتعون بأوزان عادية. من ناحية أخرى، أن أهمية الانسجة الدهنية وتوزيعها يتم عبر عوامل وراثية. فمختلف طرق امتصاص الجسم للاطعمة ومختلف أساليب السلوك المؤدى إلى البدانة، كلها عوامل تعود جزئياً إلى أصل وراثى. أما البحث عن هذه العوامل الوراثية المسؤولة عن البدانة فما زال فى بداية الطريق. ويبدو أن هناك ما لايقل عن عشرين جينة وراثية مختلفة تسبب الاصابة بالبدانة!
2-العوامل الغذائية: يكتسب المرء البدانة عندما يأكل أكثر مما يمكن لطاقته أن تستهلك ويلتهم الكثير من المواد الدسمة بكمية تفوق قدرته على تصريفها أو استهلاكها.. يعود هذا الافراط فى الأكل إلى كمية الأغذية المتوفرة وإلى نوعيتها، كما يعود أيضا إلى العادات العائلية والثقافية التى تدفع إلى الأكل فوق الشبع. ومن الأسباب التى شجعت على البدانة تطور طرق العيش فى البلدان الصناعية، منها استهلاك المواد السكرية ولاسيما الدسمة، وكثرة وسائل الراحة الحديثة (المصاعد، وسائل النقل، الشوفاج..) التى خفضت التمارين الرياضية.
3-العوامل السيكولوجية: انحطاط القوى والقلق والأكتئاب.. كلها عوامل تؤدى فى أغلب الأحيان وفق مبدأ التعويض النفسى، إلى الاكثار من الأكل أو الى خفض مستوى النشاط الجسدى. اضف إلى هذا أن البدانة بحد ذاتها وبسبب نتائجها السيكولوجية والتصرفات الحصرية الطائشة التى قد تتسبب بها، تسعى غالباً إلى الحفاظ على ذاتها أو إلى تفاقمها وازديادها.
الهرم الغذائى اليومى
1-النشويات: فى الوجبات اليومية الأساسية الثلاث، تناولوا المادة الغذائية ذات السكريات البطيئة أو الخفيفة مثل الخبز، الحبوب، المعجنات، الأرز.. فهذه المواد تحتوى على سكريات بطيئة يصعب على الجسم تحويلها إلى مواد دهنية. ولكن أنتبهوا: إذا ما استهلكت هذه المواد مع كثير من المواد الدسمة كالزبدة والمقالى.. فإنها تعيق عملية التخلص من الوزن الزائد.
2-الخضار والفاكهة على أنواعها: لأنها توفر للجسم الفيتامينات والاملاح وتخمد القابلية من دون أن تزود الجسم بمواد دسمة، ولكن احذروا من سوء استعمال الثمار لأنها إذا ما استهلكت أكثر من اربع مرات فى اليوم، قد يتحول سكرها المعروف بالفروكتوز إلى مواد دهنية إلا إذا خفف المرء طعامه او كان يتمتع بنشاط بدنى ممتاز.
البقول والماء فقيرة بالحراريات ولكنها تقضى على الجوع ولا تشكل خطراً على الرشاقة.. كما يسمح شرب الماء المنتظم لترطيب الجسم.
3-البروتينات الحيوانية: تناولوا البيض والسمك واللحم مرة على الأقل فى اليوم لأن هذه المواد توفر البروتينات الحيوانية بالإضافة إلى الحديد.
4-الأجبان والألبان القليلة الدسم: من الأفضل تناول اللبن والجبن الأبيض بدل الجبن الدسم الذى يجب الأكتفاء بقطعة صغيرة منه يومياً.
5-المواد الدسمة: حاولوا التخفيف من تناول المواد الدسمة مثل الزيت والمارغارين والزبدة والأطباق الغنية بالصلصة والمقالى.. لأنها تسمن كثيراً.
6-الماء والمشروبات: اشربوا الماء بانتظام وفى الوقت نفسه، ابتعدوا عن المشروبات الحلوة.
7-طريقة الأكل: يمكنكم تناول جميع الأطباق الصغيرة والتحليات بكميات قليلة لئلا يصاب المرء بانهيار فيستعيد الكيلوات التى فقدها على مدى اسابيع عدة.
لا تنسى الرياضة
ان الرياضة البدنية مفيدة جداً لتخفيف الوزن وعدم استعادة الوزن الذى تم التخلص منه. لذلك نلاحظ ان الرياضيين لا يعانون مشاكل فى الوزن كما هى الحال عند الذين لا يمارسونها. وإذا كنت بوزن زائد أكثر من المطلوب بكثير فقد يكون القيام بنشاطات بدنية مرهقاً كثيراً لك وحتى خطراً، لذلك عليك اولاً أن تخففى وزنك بواسطة ريجيم مدروس، ثم تتابعى نشاطك البدنى.