تشكيلة كلودين إيفاري لربيع وصيف 2012-2013 .. تحية فنية للمرأة

خلال أسبوع باريس للموضة، وفي كل موسم، يستغل بعض المصممين المبتدئين والموهوبين الفرصة للعرض على هامش الأسبوع مستغلين وجود وسائل الإعلام العالمية في عاصمة الأناقة والنور. بعضهم لا يكرر التجربة أو لا يسعفه الحظ لذلك، لسبب أو لآخر، والبعض الآخر يغيب عن الذاكرة مثلما تغيب موضة آنية لا يتقبلها السوق بسرعة. 
في المقابل، هناك من يثابرون ويكررون المحاولة عدة مرات، حتى يرسخوا أسماءهم وأعمالهم في الذاكرة.
من هذه الفئة نذكر المصممة الشابة كلودين إيفاري، الإيرانية الأصل، التي تثير كثيرا من الاهتمام والإعجاب بموهبتها منذ بضع سنوات.
كلودين معجبة بالفن الذي درسته وهي صغيرة، وبالتالي فهي تعود للغرف منه كلما أتيحت لها الفرصة، ولم تخرج آخر تشكيلة قدمتها لربيع وصيف 2013 عن هذا التقليد، إذ كانت تحية صريحة لأعمال الفنانة أولغا دي أمارال، التي قالت إنها معجبة بها.
وأضافت أن الفنية التي تتسم بها أعمال هذه الفنانة جعلتها تقع أسيرة جمالها وسحرها، وهو ما حاولت أن تترجمه في هذه التشكيلة.
ترجمتها هذه تركزت على مفهوم النسج tissage الذي تعاملت معه من منظور التقاليد الحرفية والموضة على حد سواء، فضلا عن الألوان لتأتي النتيجة مزيجا بين طرق النسج التقليدية المختلفة وتصاميم عصرية تعكس توجهات الموضة الحالية.
وتشرح المصممة أنها استعارت من الفنانة دي أمارال أسلوبها في مراكمة المواد وجدائلها المكسوة بأوراق الذهب والفضة، متلاعبة في الوقت ذاته بالأحجام والأشكال، من خلال الجمع بين أقمشة راقية وأخرى عملية.
فإلى جانب الحرير والدانتيل، مثلا، كان هناك أيضا الكتان المنسوج، في قطع منسابة وخفيفة تخاطب الصيف، مثل البنطلونات المصنوعة من موسلين الحرير، التي تتزاوج مع المعاطف المزينة بالرقائق اللامعة. 
كانت هناك أيضا قطع مفصلة بأحجام مركبة وتفاصيل دقيقة لامرأة عصرية تريد التميز، مثل المعاطف الفخمة المطرزة بالكامل بشكل يدوي.
للمساء والسهرة بدت وكأنها لا تريد أن تبتعد عن ألوان الشمس والطبيعة، حيث اقترحت فساتين تتراقص على درجات لونية من الوردي المسحوق والأبيض الناصع، إلى أزرق الفنان كلاين، وأصفر عباد الشمس، مرورا بالعاجي والأسود مع لمسات ذهبية وفضية خفيفة، بعضها يحاكي الخياطة الرفيعة، وبعضها الآخر يعكس شاعرية في التعامل مع الألوان والأقمشة.