دراسات حديثة حول مرض التصلب العصبي المتعدد
04:03 م - السبت 2 فبراير 2013
اختتمت في مدينة ليون بفرنسا أعمال المؤتمر الثامن والعشرين للجمعية الأوروبية للأمراض العصبية الذي عقد بين 10 و12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بمشاركة نخبة من الاستشاريين والباحثين العالميين المتخصصين في أمراض المخ والأعصاب من فرنسا، وإسبانيا، وأستراليا، وإيطاليا، لمناقشة المستجدات في مواضيع أمراض المخ والأعصاب ومنها مرض «التصلب العصبي المتناثر».
التصلب العصبي المتعدد
مرض التصلب العصبي المتعدد (المتناثر)، مرض مزمن قادر على التسبب في إحداث مجموعة متنوعة من الأعراض، من بينها ضعف العضلات، والتشنجات، والإحساس بالوخز، وصعوبة الحركة، والاكتئاب، ومشكلات في الرؤية، وصعوبة في الكلام، والتعب الشديد والألم.
وفي الحالات الأكثر تطرفا يمكن أن يتسبب في الإعاقة. ويحدث كل ذلك بسبب اضطراب في جهاز المناعة، مما يؤثر سلبا على الدماغ والحبل الشوكي.
وإضافة إلى أعراض المرض العامة كالتعب والإرهاق والإحساس بتنميل في الوجه وجذع الجسم والدوخة، فقد تظهر على المريض أعراض أخرى حسب موقع الإصابة، ومنها: الاكتئاب النفسي، وإصابة العصب البصري، واضطراب توازن الجسم، وصعوبة التحكم في التبول.
ويدمر هذا المرض ببطء غشاء المايلين الذي يحيط بالأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية، ويخلف بقعا في الخلايا العصبية بجميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى عرقلة الرسائل المرسلة من المخ إلى أجزاء الجسم. وقد افترض بعض الأطباء والعلماء أن سبب هذا المرض هو الجسم الذي يهاجم نفسه، حيث يهاجم نظامه المناعي نظامه العصبي.
أنواع المرض وانتشاره
للتصلب العصبي المتعدد أنواع، منها: الحميد، وهو عبارة عن هجمات خفيفة وقليلة العدد، ومنها الانتكاسي والثانوي والمتطور الذي يشمل إصابات حسية وحركية وتكون الهجمات فيها متلاحقة مما يتطلب مساعدة الآخرين للمريض.
ويحدث مرض التصلب العصبي المتعدد في مناطق متعددة من العالم وبنسب مختلفة؛ فمثلا في الجزء الجنوبي من أوروبا مثل إيطاليا واليونان يكون معدل الإصابة نحو 50 شخصا من كل 100000، بينما تكون الإصابة أعلى في مناطق أوروبا الشمالية كما في أجزاء من أسكوتلندا فالمعدل 200 شخص من كل 10000، وفي باقي أوروبا بما يقارب 100 شخص من 10000 يعانون من المرض نفسه. وهو عادة ما يحدث في المناطق الباردة أكثر من المناطق الحارة مناخيا.
ويعتقد أن هذا المرض يصيب نحو 30 من كل 10000 في منطقة الخليج العربي ومنها المملكة العربية السعودية.
التشخيص والعلاج
التشخيص السريري، قد يأخذ وقتا طويلا نظرا لتذبذب الأعراض ووجود فترات نشاط وفترات كمون، وعلى الطبيب فحص قاع العين، حيث تظهر أماكن باهتة وملتهبة مشيرة إلى وجود التهاب في العصب البصري. ويستخدم جهاز الرنين المغناطيسي، للتشخيص حيث تظهر فيه أماكن نزع المايلين الموجود بالمخ أو النخاع الشوكي وهي على شكل بقع. كما يستخدم أيضا فحص السائل النخاعي لتأكيد التشخيص حيث يظهر فيه ارتفاع نسبة البروتين وكذلك الأجسام المضادة.
وهناك أبحاث قائمة بملايين الدولارات لإيجاد علاج شاف يقضي على هذا المرض. ويوجد في الولايات المتحدة عدد من المراكز المتخصصة في علاج مرض التصلب المتعدد تتبع في العلاج المبادئ التوجيهية المعترف بها رسميا، إضافة إلى بعض الخيارات الجديدة لعلاج التصلب.
ويهدف العلاج أولا إلى تقليل حدة الالتهاب بالجهاز العصبي، ثم معالجة الأعراض المصاحبة للمرض، وأخير العمل على تغيير مسار المرض وعلى تقليل نوباته.
وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن التكلفة المباشرة وغير المباشرة لعلاج مرض التصلب المتعدد تصل إلى ما يقرب من 38700 يورو أو 51000 دولار أميركي أو 250 ألف ريال سعودي للمريض الواحد.
نتائج الدراسة العالمية «بينيفيت» حول العلاج المبكر للتصلب المتعدد
تعتبر دراسة «بينيفيت» BENEFIT أحدث وأكبر دراسة عالمية أجريت على مرضى التصلب المتعدد، وقد تمت خلال السنوات الثلاث الماضية وأطلق عليها اسم «بينيفيت» BENEFIT وهي تؤيد وجهة النظر التي تنادي بأن العلاج المبكر عند ظهور أول أعراض الإصابة بالمرض يكون له أثر إيجابي على درجة الإعاقة في المرضى على المدى البعيد.
نتائج تحليلية
لقد أظهرت دراسة «بينيفيت» أن العلاج المبكر باستخدام «بيتافيرون» BetaFeron بعد أول إصابة إكلينيكية بالمرض يقلل من خطورة تطور الحالة إكلينيكيا إلى إصابة أكيدة بالتصلب المتعدد للجهاز العصبي بنسبة 41% مقارنة بالعلاج المتأخر.
وعلاوة على ذلك، أظهرت نتائج علاج المرضى بمستحضر «بيتافيرون» فور ظهور أول أعراض المرض بفترة قصيرة نسبة 40% أقل في خطورة تطور الحالة إلى إعاقة أكيدة بحسب مقياس حالة العجز الممتد(EDSS) مقارنة بالمرضى الذين تم علاجهم متأخرا.
ولم يُظهر أي علاج آخر من علاجات مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي مثل هذا التأثير في مجموعة المرضى الذين تم علاجهم مبكرا.
ويمكن تلخيص نتائج الدراسة المسماة BENEFIT بعد 3 سنوات من علاج المرضى بعقار «بيتافيرون» فور تعرضهم لأول هجمة من المرض، كالآتي:
- 41% انخفاضا في نسبة خطورة تطور الحالة إلى إصابة إكلينيكية واضحة لمرض التصلب المتعدد.
- 40% انخفاضا في نسبة خطورة تطور المرض إلى عجز مؤكد.
وأوضحت نتائج معظم الدراسات التي قدمت في المؤتمر الثامن والعشرين للجمعية الأوروبية للأمراض العصبية، أن عقار «بيتافيرون» علاج ذو كفاءة وجيد الاحتمال لحالات المرض المتعدد الانتكاسة وآمن على المدى الطويل، وذلك بعد خبرة مع التجارب الإكلينيكية لأكثر من 16 عاما.
وتعتمد الموافقة على استخدام «بيتافيرون» على الدراسة المحورية التي أظهرت التالي:
- خفض بنسبة 49% في حالات الانتكاسة المتوسطة والشديدة.
- خفض بنسبة أكثر من 83% في الإصابات النشطة.
- خفض بنسبة أكثر من 24% في الإصابات التي تظهر في صور الرنين المغناطيسي.