مطعم لبناني في باريس يقدم وجبات تساعد في مكافحة المخدرات؟
سؤال غريب، لكن جوابه موجود في مشروع مجموعة من الشباب اللبنانيين في باريس أطلقوا مطعماً قرب ساحة البورصة اسمه «ليزا». وميزة المطعم ان كل طبق يباع، يخصص من ثمنه مبلغ يورو واحد ليدفع الى مؤسسة «سكون» اللبنانية التي تكافح المخدرات وتعالج المدمنين. انها طريقة لبنانية جديدة في خدمة قضية اجتماعية تعتمدها ليزا صغيّر وكريم حيدر وزياد عسيلي في مطعمهم الجديد، فيقدّمون أطباقاً لبنانية تقليدية وقديمة بطريقة حديثة ابتكرها كريم حيدر الذي ترك مهنة المحاماة ليتفرّغ لهوايته - المطبخ اللبناني - في «ليزا».
ويذكر ان كريم نجل السفير عصام حيدر بدأ مسيرته هذه في مطعم صغير في الحي اللاتيني في باريس ثم انتقل الى لندن (مطعم فخر الدين) ثم عاد الى باريس ليشارك في انشاء مطعم «ليزا».
و «ليزا» مطعم لبناني بامتياز، من الديكور الى الاثاث الذي ابتكره هوبير فتّال، بالتعاون مع ندى دبس وكارن شكرجيان وأنابيل قصار وكميل طرزي.
تقول ليزا صغيّر ان المطعم انطلق من فكرة ان يكون لبنانياً بكل عناصره وأن يعمل فيه لبنانيون. أما كريم حيدر فيوضح «ان مطبخه الجديد مؤلف من ثلاثة مطابخ لبنانية: الأول هو الطعام البيتي العادي الذي يحضر على طاولة جميع اللبنانيين مثل اليخاني (داوود باشا ورز، أو سبانخ ورز)، ثم المطبخ التقليدي الذي نجده في المطاعم اللبنانية مثل المجدرة والأطباق بالزيت والمشاوي، أما المطبخ الثالث فهو الاطباق التقليدية التي لم تعد رائجة أكان في البيوت أو المطاعم مثل كبة اليقطين، مع متبّل اليقطين أو متبل الشمندر مع الكبة المشوية، وهذا الأخير طبق خاص من البقاع الشمالي».
يوضح كريم وهو في طور تأليف كتاب عن الطبخ مع أندري معلوف (زوجة الكاتب أمين معلوف) : في الحقيقة لم أخترع شيئاً وإنما عدت الى الوصفات القديمة، أضفي عليها لمسة الحداثة وأطوّرها بعض الشيء، مثل «الفريكه» أقدمها مع السمك علماً أنها لم تقدم معه من قبل. أحاول أيضاً ان أستغل بعض الاصناف بشكل جديد وأتجاوز وجهة استعمالها التقليدية. على سبيل المثال دبس الخروب الذي يستهلك فقط مع الطحينة، فقد وسّعت استخدامه ليشمل أطباقاً أخرى: الإجاص بالدبس والبوظة بالدبس، وابتكرت أيضاً البوظة بالحلاوة. وخلاصة الامر انني أدخلت تعديلين مهمين، أولاً في شكل الطبق وكيفية تقديمه، وأن نطبخ على الطريقة الأوروبية أطباقنا الشرقية.