فئران معدلة وراثيا للكشف عن الألغام الأرضية

قام العلماء بتعديل الفئران وراثيا بهدف اكتشاف الألغام الأرضية، وهم يأملون أن تصبح تلك الفئران فيما بعد آداة مفيدة للكشف عن مخلفات الحروب القديمة.
وفي حديثها تذكر Charlotte D'Hulst من جامعة هالتر بنيويورك والقائمة بتلك الدراسة أن هناك أكثر من 70 دولة تتضرر من تلك الألغام، وأنه بعد سنوات عدة من انتهاء الحروب مازالت هناك بعض المجتمعات التي لا تستطيع ممارسة أنشطتها الطبيعية بسبب الألغام المدفونة في أرضها.
ومع استخدام اثنين فقط من تلك الفئران _تحت إشراف بشري_ يمكن مسح مساحة 300 متر مربع أقل من ساعتين، وعلى النقيض يتطلب الأمر شخصين للقيام بذلك على مدى يومين.
ولكن هناك جانب واحد سلبي للعمل بذلك النظام، وهو أن الفئران تحتاج إلى تسعة أشهر من التدريب للكشف عن الألغام الأرضية.
فقد اكتشف العلماء مؤخرا وجود مستقبل في الجهاز الشمي للفئران (مجموعة من الخلايا العصبية في الأنف تكشف عن الروائح) تقوم بتحديد مادة كيميائية تسمى بـ DNT "مادة أقل تفجرا" ولكنها مشابهة في الرائحة لـ TNT.
قام العلماء بعدها بتعديل الفئران وراثيا من خلال إعطائها نسباً أكثر من مستقبلات مادة الـ DNT  في الأنف، مقارنة بأنف الفأر الطبيعي.
ونظرا لحساسيته الشديدة تجاه الـ TNT، فإن الفأر سيحدث له نوع من الاستياء عند شم المتفجرات، وذلك بسبب انطلاق الكثير من الخلايا الموجودة في أنفه دفعة واحدة، ونتيجة ذلك الاستياء يمكن اكتشاف بعض الأجهزة المزروعة.
من ناحية أخرى يبحث العلماء فكرة زرع شرائح تحت جلد تلك الحيوانات تقدم تقارير لاسلكية إلى جهاز كمبيوتر عند تغير سلوك الفئران نتيجة استنشاق الـ TNT.
وبمجرد تحديد أماكن المتفجرات يمكن لخبير الألغام الذهاب وإبطال مفعولها، مع العلم أن الفئران أيضا ستكون آمنة لأنها صغيرة جدا على تحريك المتفجرات.
يجدر بالذكر أن الفئران لن تكون الوسيلة الوحيدة للتنقيب عن الألغام، فهناك عدة طرق أخرى مثل الكشف اليدوي كأن يذهب بعض الأشخاص، أو بواسطة المعدات وأخيرا عن طريق الحيوانات والتي تتمثل دائما في الكلاب.
أيضا من المقرر استخدام الفئران المعدلة وراثيا في استكشاف الروائح الأخرى، كتشخيص مرض السل مثلا من خلال استنشاق مركبات تنفس الأفراد المرضى.