أصبت بكره شديد تجاه وظيفتك .. كيف يكون الخلاص؟!

وفقا لأحدث التقارير الصادرة عن جمعية إدارة الموارد البشرية، أفاد 29% من الواقعين في المجموعة العمرية من 31 إلى 61 أنهم راضون جدا عن وظيفتهم، أما الباقون فهم راضون إلى حد ما، أو غير راضين على الإطلاق.
فهناك أشياء عدة تسهم في عدم الرضا عن العمل، قد يكون هناك تعارض وصدام واقع بين مصالحك الخاصة والواجبات التي يحتمها عليك العمل، أو قد يكون هناك نقص في التدريب للوظيفة، وربما انعدام الأمن أثناء العمل، أو التمتع بعلاقة سيئة مع الزملاء والمشرفين، أو أنه يتم تعويضك بشكل غير عادل.
أيضا يعد عدم الاستقرار المالي للمؤسسة أو عدم وجود فرص لاستغلال وصقل مهاراتك، وكذلك عدم قدرتك على التقدم في وظيفتك، وفقر المرونة الوظيفية وتوازن حياة العمل، أو ضعف ثقافة الشركة من أحد الأسباب المؤدية إلى بغض وكره العمل برمته.
فالناس عادة ما يتحملون العمل في الوظائف الغير مرغوبة فقط لأنهم لا يدركون ما يمكن القيام به عدا ذلك، فهم لم يتخذوا الفرصة لتحديد ما يجعلهم سعداء أو أين تكمن مهارتهم الخاصة، كما أنهم لم يحددوا قيمهم علنا ولم يفكروا كيف يستخدمون قدراتهم في إحداث تغيير ومواءمة عملهم مع تلك القيم والأغراض.
ولكن إذا كنت تكره عملك بحق، فإليك ما يمكن فعله:
ابدأ بعمل تقييم ذاتي سريع:
عليك أنت تسأل نفسك: لماذا أكره وظيفتي؟ هل هذا شعور جديد أم أنا دائما ما أكرهها؟ هل الأشخاص الذين أعمل معهم هم السبب، أم المهام التي أكلف بها، أم الثقافة العامة للشركة؟
 حاول عمل قائمة بإيجابيات وسلبيات عملك، وما تبغيه من عملك القادم، أيضا حاول تحديد ما إذا كانت هناك بعض الطرق المناسبة للبقاء في عملك، أم أنه قد حان الوقت للرحيل. وإذا كان ممكنا فلا تترك وظيفتك الحالية حتى تضمن وجود أخرى جديدة.
هل عوامل عدم السعادة ترتبط بك أم بالعمل؟
بمجرد أن تنتهي من التقييم الذاتي عليك تحديد ما إذا كانت عوامل عدم الرضا تختص بك أو بعملك، وعلى سبيل المثال إذا كنت مصابا بتوتر شديد وتريد تغيير تلك الوظيفة للتخفيف من حدة هذا التوتر، فاعلم أنه قد يتبعك وستجده في عملك القادم.
أما إذا عرفت في وقت مبكر أن سبب التوتر يعود إلى أشياء خارج العمل، فقد يمكنك تجنب ذلك، وإذا كنت غير سعيد في العمل لأنك لا تشعر بالسعادة في حياتك، فالتغيير سيكون هنا من خارج المكتب.
التحدث إلى مديرك:
إذا كنت غير راضٍ عن الجدول الزمني الخاص بك، أو راتبك أو الأعمال المكلف بتأديتها، فعليك إخبار المدير على الفور، فقد تكون هناك وسائل لتحسين الوضع العام، وقد يكون الأمر أسهل بكثير مما تتوقع.
لا تتسرع في الاستقالة:
إذا كانت وظيفتك تمنحك تعويضا غير لائق أو أنه لا يمكن تحملها على الإطلاق، فيمكنك هنا التفكير في الاستقالة، ولكن اعلم أن العشب ليس دائما أكثر اخضرارا على الجانب الآخر، وأن المراعي الجديدة ليست دائما كما تعتقد أن تكون عليه.
وقبل الإسراع إلى وظيفة أخرى وتغيير مجالك، عليك القيام بالأبحاث والترتيبات اللازمة حتى تكون مؤهلا ولديك قدر كاف من المعرفة. أما إذا كانت حالتك في عملك غير آمنة ولا يمكن تحملها، فعليك تركها على الفور.
غيّر موقفك:
ربما مررت بأحد التجارب السيئة في عملك والتي تركت مذاقا مرا في فمك، وإذا كان الأمر كذلك حاول التخلص من هذا الشعور على الفور.
كن حذرا بشأن ظهور تلك المشاعر السلبية أثناء وجودك في العمل، وحتى إذا كنت غير سعيد ومقرر الرحيل قريبا، فاجعله يعود إلى قرارك أنت وليس العمل. حاول اكتساب موقف ووجهة نظر إيجابية مع التركيز على جوانب العمل التي تمتعك، وإذا لم تستطع على الإطلاق، فيمكنك الرحيل الآن.
كن ماهرا:
حتى وإن كنت مقررا الرحيل، فحافظ على القيام بعملك بشكل جيد وماهر، ومع إعلان قرار ترك العمل، سيكون لديك رصيد وتوصيات جيدة تفيدك في عملك القادم. وإذا تحسن وضعك وقررت البقاء فلن تكون شاعرا بحرج تجاه سلوكك العملي، واعلم أنها ليست بالفكرة الجيدة أن تكسر وتحرق العلاقات، مهما كانت درجة عدم رضاك عن عملك أو مديرك.
 حدد أهداف مهنتك:
حدد أين ترغب أن تكون بعد خمس سنوات، هل وظيفتك الحالية ستساعدك في تحقيق ذلك؟ وإذا لم تكن، فماذا وكيف يمكن الوصول إلى هذا؟
فإذا كنت تعرف ما تريد إنجازه وأين ترغب أن تكون، فإن ذلك قد يضع الأمور في منظورها الصحيح بالنسبة لك.
 ابحث عن الفرص والمنح التي تعجبك داخل المؤسسة:
ابحث عن الفرص القائمة لكي تشارك في لجنة أو مشروع أو مبادرة في الشركة، تطوع لمساعدة شخص ما تحبه، شخص يمكن أن يعلمك أشياء أو يوجهك. حاول الانضمام إلى المشاريع أو المبادرات التي تجعلك سعيدا خلال تجربتك العامة في مكان العمل، واستمتع بما تقوم به.
لا تسقط مشاعرك على الآخرين:
فلا تعامل العملاء أو زملائك بشكل سيء، فقط لأنك غير راض عن العمل، وامتنع تماما عن النميمة أو الشكوى إليهم. فقد يكون الأمر مقبولا إذا تحدثت معهم عن سخطك لدرجة معينة، ولكن حذار من تخطي الحدود.
غيّر الوظيفة وليس الشركة:
فإذا كنت سعيدا مع مديرك، وغير راض فقط عن دورك أو المشرف عليك، فحاول تغيير الوظيفة بداخل المؤسسة أو الشركة، وربما مواءمة عملك الحالي كي يتناسب مع احتياجاتك وأهدافك. فإن صياغة الوظيفة هو فن إعادة صياغة تفاصيل عملك الخاص، بحيث تكون أكثر قدرة على استخدام قوتك والمساهمة بشكل أكبر في مكان العمل.