راهبة مصرية تعمل بين الفقراء وأفغانية رافضة للبرقع مرجحتان للفوز بـ «السلام»
10:51 ص - الثلاثاء 9 أكتوبر 2012
بدأ أمس (الاثنين) موسم جوائز نوبل للعام 2012، وهذا العام لا يختلف عما سبقه إذ إن الجائزتين المرموقتين المخصصتين للسلام والآداب تجذبان الانتباه الأكبر. وهذه السنة وبسبب الأزمة الاقتصادية، خفضت مؤسسة نوبل قيمة الجائزة بنسبة 20 في المائة لتحددها بثمانية ملايين كورون (930940 يورو) مقابل عشرة ملايين منذ 2001. وكل جائزة من جوائز نوبل الست لعام 2012 سيبلغ 8 ملايين كرونر (1.2 مليون دولار)، وهو مبلغ يقل بمقدار مليوني كرونر عن العام الماضي.
وقالت مؤسسة نوبل إنها بحاجة إلى خفض قيمة الجوائز من أجل ضمان قدرتها على الاستمرار في منح الجوائز في المستقبل. يشار إلى أن المجلس المكلف بإدارة أصول ألفريد نوبل رجل الصناعة السويدي الذي رصد الجوائز التي منحت لأول مرة عام 1901، قام بتعديل قيمة الجائزة في مناسبات سابقة.
ويتم منح الجوائز في مجالات الأدب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والسلام. وستكون جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب أول جائزة يعلن عنها في استوكهولم اليوم يعقبها الإعلان عن الفائزين بجوائز الفيزياء (الثلاثاء) والكيمياء (الأربعاء) والاقتصاد يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وتبدأ الأمور الجدية مع إعلان الفائز أو الفائزين بجائزة الطب في اليوم الأول.
وتركز التكهنات على جائزة السلام التي قد تكون من نصيب المصرية ماغي جبران مكافأة على عملها لمساعدة الأحياء الفقيرة في القاهرة أو الناشطة الأفغانية المناهضة لارتداء البرقع سيما سمار أو الأميركي جين شارب. وقد أصبحت مواقع الرهانات على الإنترنت محطة إجبارية لجميع المراهنين، والغريب أن توقعات المراهنين كانت أحيانا صائبة ما يغذي الشكوك باحتمال حصول تسريبات داخل لجان منح الجوائز.
وهذه السنة تعتبر الراهبة ماغي جبران الملقبة بالأم تيريزا للأحياء الفقيرة في القاهرة مرجحة للحصول على جائزة نوبل للسلام بحسب موقع «يونيبت». ويتنافس نحو 231 مرشحا على هذه الجائزة التي تبدو هذا العام مفتوحة على احتمالات كثيرة من دون أفضلية بارزة. وسيعلن الفائز أو الفائزة يوم الجمعة المقبل في 12 أكتوبر (تشرين الأول).
وينشر كريستيان بيرغ هاربفيكن مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو الذي يتابع عن كثب أعمال لجنة نوبل، كل عام لائحة بالمرشحين للفوز.
وقال ثوربيورن ياغلاند رئيس لجنة نوبل النرويجية المكونة من خمسة أعضاء إنه «واثق من أن الجائزة هذا العام ستكون مثيرة للاهتمام».
وفي العام الماضي، منحت جائزة نوبل للسلام لإلين جونسون سيرليف وليما جبوي وتوكل كرمان؛ لنضالهن السلمي من أجل سلامة المرأة وحقوق المرأة في المشاركة الكاملة في أعمال بناء السلام.
وقال ياغلاند لمحطة «تي في 2» التلفزيونية النرويجية خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى نيويورك، «بناء على من تم ترشيحه، أعتقد أنها ستكون جائزة جيدة».
وتضم اللائحة جين شارب الخبير الأميركي في ثورة اللاعنف. واستخدمت الحركات المدنية الساعية لإحداث تغيير سياسي بدءا من دول البلطيق التي حصلت على الاستقلال من الاتحاد السوفياتي إلى ميدان التحرير في القاهرة، كتابات جين شارب.
كما تضم اللائحة ومنظمة ميموريال الروسية غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان ومؤسستها سفتلانا غانوشكينا، والمجموعة الإعلامية الروسية المستقلة «صدى موسكو» ورئيسها الكسي فينيديكتوف.
كذلك تعد الناشطة الأفغانية في مجال حقوق الإنسان الوزيرة السابقة والمعارضة لارتداء البرقع سيما سمار مرجحة للفوز بالجائزة أيضا، على غرار المدافع الكوبي عن حقوق الإنسان أوسكار إيلياس بيسيت.
يشار إلى أن برلمانيين وأكاديميين وفائزين سابقين بجائزة نوبل للسلام، وكذلك أعضاء حاليين وسابقين بلجنة نوبل النرويجية من بين أولئك الذين لهم الحق في ترشيح أفراد أو هيئات للحصول على الجائزة. وقالت زعيمة حزب المحافظين النرويجي المعارض إنها رشحت ميموريال غانوشكينا.
لكن كريستيان بيرغ هاربفايكين، وهي مراقبة مستقلة ترأس معهد أبحاث السلام في أوسلو، ترى أن مرشحها المفضل لجائزة نوبل للسلام هذا العام هو ناشط السلام الأميركي جين شارب، مشيرة إلى إسهاماته في تطوير المقاومة السلمية.
وإجمالا، تم ترشيح 15 امرأة لجائزة نوبل للسلام منذ عام 1901. ويشكل الفائزون مزيجا متنوعا من الشخصيات صاحبة الإنجازات بدءا من الراهبة الكاثوليكية الأم تيريزا (1979) وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما (2009) والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (1994).
ويحظى اسم الفائز بجائزة نوبل في الأدب أيضا بقدر مكثف من التكهنات. وتتوجه أنظار المراهنين إلى آسيا حيث يتقاسم الصيني مو يان والياباني هاروكي موراكامي المراتب الأولى على موقع «يونيبت» على الإنترنت. واختارت الأكاديمية السويدية العام الماضي الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، لتنهي فترة جفاف طويلة بالنسبة للشعراء. وكان آخر شاعر حصل على الجائزة، الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا عام 1996.
وفي استوكهولم يعتبر عدد من الخبراء أن الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة قد تختار سيدة أو رجلا من أميركا الشمالية.
ومن بين الأسماء المتداولة اسم الروائية الكندية وكاتبة القصص القصيرة وهو نوع لم يحصل مطلقا على جائزة نوبل والأميركي دون دوليلو والصومالي نور الدين فرح وكلاهما روائيان.
وقالت إليزابيث غريت التي تدير دار النشر التي تملكه لوكالة وكالة الصحافة الفرنسية «يمكن الاعتقاد أنه سيكون كاتبا من أميركا الشمالية ربما رجلا مثل دون دوليلو أو فيليب روث».
وتبعا للتقليد وخلافا للجوائز الأخرى، فإن موعد إعلان جائزة نوبل للآداب لا يكشف إلا قبل بضعة أيام. وهو يقع عادة يوم خميس. وقد يصادف الإعلان في 11 أكتوبر.
وتدور التكهنات حاليا أن جائزة 2012 قد تذهب إلى كاتب من الولايات المتحدة. وكان توني موريسون آخر فائز أميركي بالجائزة عام 1993. والكتاب الأميركيون توماس بينشون وفيليب روث وجويس كارول أوتس وكورماك مكارثي هم من بين الأسماء التي جذبت الرهانات هذا العام.
وقال بيتر انجلوند السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية إن 46 من أصل 210 مرشحين يعتبرون أسماء جديدة مرشحة هذا العام، مشيرا إلى أن كثيرا من الحائزين على جائزة نوبل في الأدب قد مارسوا حقهم في الترشيح. ويقوم أعضاء الأكاديمية وأساتذة اللغة والآداب ومنظمات وجمعيات الكتاب من مختلف أنحاء العالم بطرح أسماء المرشحين للجائزة بالإضافة إلى جهات أخري.
وبالنسبة لجائزة الطب تشير وسائل الإعلام السويدية إلى الياباني شينيا ياماناكا والبريطاني جون غوردون كفائزين محتملين لأبحاثهما حول إعادة البرمجة النووية، وهي تقنية تسمح بتحويل خلايا راشدة إلى خلايا جذعية قادرة على خلق كل أنواع أنسجة الجسم البشري.
وجائزة نوبل للفيزياء التي ستعلن يوم غد الثلاثاء أخذت هذه السنة منحى مفاجئا مع اكتشاف جزئية أساسية جديدة في يوليو (تموز) الماضي التي قد تكون ما يعرف بـ«بوزون هيغز». وهذا النجاح الخارق يعتبر جديرا بجائزة نوبل.
وستكشف أسماء الفائزين بجائزة الكيمياء يوم بعد غد الأربعاء. وقد يفوز بها السويدي سفانتي بابو نجل الفائز بجائزة الطب لعام 1982، لأعماله حول الحمض الريبي النووي لإنسان النياندرتال. أما جائزة الاقتصاد التي كانت غالبا من نصيب الأميركيين، هي آخر الجوائز التي ستعلن الاثنين في 15 أكتوبر.