دش ومروحة على ارصفة بغداد للوقاية من شمسها الحارقة

تتدفق مجموعات من الفتيات والشبان يوميا بعد الافطار الى مستديرة الحرية في منطقة الكرادة حيث تقع محلات لبيع المثلجات وتجلس تحت مراوح كبيرة لتتمتع برذاذ المياه المنعش.
فيلهث يعقوب "53 عاما" الذي يعمل حمالا في سوق السنك وقد بدا منهكا معلقا "هذا الدش فكرة جيدة"وهو يمسح برأسه بمحرمة صغيرة قبل ان يستسلم لطقس حاريتجاوز الخمسين درجة مئوية ويندس تحت دش عمومي على رصيف وسط بغداد مصارعا عشرة اشخاص آخرين على الوقوف لاطول فترة ممكنة تحت المياه.
ويضيف يعقوب" انها فكرة جيدة خصوصا خلال شهر رمضان". وجرى تطبيق هذه الفكرة بمبادرة من عمار وصديقه محمد وهما صاحبا محال تجارية في سوق السنك حيث عمدا امام محلاتهما الى تثبيت منظومة بسيطة من الانابيب البلاستيكية لرش المياه فوق رأس من يريد مجانا.
ويقول عمار يونس "28 عاما" صاحب محال لبيع زيوت المحركات ان " الكثير من المارة يتوقفون لترطيب وجوههم وايديهم خصوصا عندما ترتفع درجات الحرارة في منتصف النهار".
وليست الدشات العمومية وحدها ما يساعد المارة على الخروج وإن قليلا من دائرة الحر، بل تنتشر في بعض شوارع بغداد وخصوصا امام المقاهي مراوح كبيرة تنفخ الهواء ورذاذ المياه.
وتتدفق مجموعات من الفتيات والشبان يوميا بعد الافطارالى مستديرة الحرية في منطقة الكرادة حيث تقع محلات لبيع المثلجات وتجلس تحت مراوح كبيرة لتتمتع برذاذ المياه المنعش.
واغلقت معظم المحال التجارية في بغداد ابوابها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وخلت شوارع المدينة التي يسكنها حوالى ستة ملايين شخص بشكل شبه كامل من الاطفال والنساء.
وفي فرن يبيع خبز "الصمون" العراقي الشهير يجلس عباس رشك "33 عاما" مع ثلاثة اشخاص آخرين على الارض ويتابعون برنامجا دينيا على شاشة تلفزيون صغير وقد بدت على قمصانهم اثار التعرق الشديد.
ويقول عباس ان "كسب العيش يجبرني على العمل في هذه الحرارة المرتفعة".
ويؤكد رشك وهو اب لطفلين ويعمل في هذه المهنة منذ 14 عاما "لا استطيع الصوم من شدة العطش بسبب حرارة الفرن التي هي طبعا اعلى بكثير من حرارة الجو في الخارج".
ودفع ارتفاع درجات الحرارة الحكومة العراقية الى تعطيل الدوام الرسمي في البلاد الاحد.
وكان العراق قد اعلن للمرة الاولى في اغسطس العام الماضي عن يوم عطلة رسمية بعدما لامست درجات الحرارة ال57 درجة مئوية.
وتتجاوز درجات الحرارة حاليا الخمسين درجة مئوية في عموم مناطق العراق وخصوصا المناطق الوسطى والجنوبية وحتى منذ ما قبل بداية فصل الصيف الحالى وقد بلغت درجة الحرارة الاحد 52 درجة مئوية.
ورغم الاعلان عن العطلة الرسمية وحدهم رجال الشرطة والجيش يعملون بلا كلل وينشرون حواجزهم الثابتة والمتنقلة في كل شوارع بغداد.
ويقول عباس العريف في الجيش وهو يقف عند نقطة تفتيش في ساحة التحريروسط بغداد "التدريب الذي تلقيناه يساعدنا على تحمل حرارة الجو المرتفعة".
ويعمل عباس كما هو حال اغلب رفاقه 19 ساعة تقريبا في اليوم الواحد يقضون معظمها تحت الشمس ومع ذلك فهو صائم عن الطعام والماء مثل اغلب الجنود من حوله.
ويمنح عباس وهو من اهالي البصرة جنوب العراق، اجازة لسبعة ايام بعد كل اسبوعين يقضيها في تنفيذ واجباته.
من جهته، يقول طلال محمداحد عناصر شرطة المرورانه يعمل لثماني ساعات يوميا في شوارع بغداد في تدقيق وثائق السيارت على جهاز الكتروني برفقة دورية، مضيفا "واجبنا يحتم علينا مواصلة العمل لفرض القانون والنظام".
ويتابع محمد وهو يمسح العرق عن جبينه "لا استطيع الصوم طبعا بسبب حرارة الصيف الملتهبة".
وعلى الرغم من الطقس الحار، يجلس قيس هادي "33 عاما" داخل محله في شارع الجمهورية ويبيع المدافئ التي تعمل على المازوت.
ويعترض على قلة المبيع قائلا "لم ابع الا مدفأة واحدة اليوم".