علماء يطورون شعيرات دموية تمرر خلايا دموية

تطوير شعيرات دموية صناعية متناهية الدقة في وسط صمغي هلامي من مادة الكولاجين
تطوير شعيرات دموية صناعية متناهية الدقة في وسط صمغي هلامي من مادة الكولاجين

نجح علماء من أمريكا في تطوير شعيرات دموية صناعية متناهية الدقة في وسط صمغي هلامي من مادة الكولاجين. وقال العلماء تحت إشراف ينج شينج من جامعة واشنطن إن صفات هذه الشعيرات قريبة الشبه جدا بالشعيرات الحقيقية وإنها قادرة على تمرير تيار من الدم خلالها بدون مشاكل.
ونشر الباحثون نتيجة دراستهم  في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم ونشر معها صور مقطعية لهذه الشعيرات الصناعية. ولا يعتزم الباحثون في البداية زرع هذه الشعيرات الصناعية في جسم الإنسان بل استخدامها في فهم أفضل لأمراض الأوعية الدموية وفهم نموها بشكل أفضل.
والشعيرات الدموية هي المكان الذي يتم فيه تبادل الغازات داخل الجسم حيث تأخذ كرات الدم الحمراء ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة وتزودها بالأكسجين،وهناك نسيج بالغ الدقة للأوعية الدموية.
ولتقليد هذا النسيج استخدم العلماء كتلة هلامية في تشكيل نظام من المسارات الدقيقة المستقيمة والملتوية بنفس نسب الشعيرات الدموية الموجودة في الجسم. ومن الممكن إدخال المحاليل الغذائية التي تحتوي على صفائح دموية والمحاليل التي تحتوي على هذه الصفائح من بداية هذه "المواسير" الدقيقة أو إخراجها من نهايتها.
ويبلغ سمك هذه "المواسير" نحو واحد من عشرة مليمتر. وتم ضخ هذا النظام بمحلول غذائي بما فيه من خلايا من الجهة الداخلية للأوعية الدموية انطلاقا مما يعرف بـ"رباط الصرة" فاستقرت الخلايا على الجانب الداخلي للـ "مواسير" وكست هذه المواسير الدقيقة بشكل مكثف شيئا فشيئا.
وتبين بعد أسبوع إلى أسبوعين أن شعيرات دموية حقيقية قد تكونت داخل هذه المواسير. ومن المهم لوظيفة هذه الشعيرات على سبيل المثال أن ترتبط الخلايا بعضها ببعض بشكل وثيق وذلك حتى لا تنتقل من الدم إلى الأنسجة سوى المواد المراد لها ذلك فقط.
كما تبين تحت المجهر أن بعض الخلايا بدأت في النمو إلى داخل وسطها الهلامي الصمغي وبذلك نشرت شعيرات جديدة في الوسط الذي لم تكن فيه شعيرات وهو ما يحدث بشكل مباشر في الوسط الطبيعي للجسم.
غير أنه كان على هذه الشعيرات الصناعية أن تجتاز اختبارا هاما ألا وهو: هل تسمح هذه الشعيرات الصناعية بمرور دم خلالها دون أن يتخثر؟ 
"نعم"، هكذا كانت إجابة العلماء الذين أكدوا أن انتقال الدم عبر هذه الشعيرات كان بانسيابية حتى عبر الأماكن التي بها زوايا. 
غير أن العلماء تمكنوا أيضا من وقف هذا التدفق داخل الوسط المستزرع من خلال إضافة مواد مشجعة على الالتهابات حيث التصقت الخلايا الدموية بالجدار الداخلي للشعيرات الدموية وتخثرت وهو الشيء نفسه الذي يحدث في الجسم عندما تلتهب الأوعية الدموية.
ويأمل العلماء تحت إشراف شينج أن تؤدي التحسينات المنتظرة على هذه الشعيرات إلى استخدامها في تجريب عقاقير جديدة محتملة وأن يصبح من الممكن يوما ما استخدام مثل هذه الخلايا في تبطين أوعية دموية صناعية لمساعدة المرضى الذين تزرع لهم أعضاء حيث يرون أنهم إذا نجحوا في استخدام خلايا تابعة للجسم في تبطين هذه الأعضاء المنقولة من خارج الجسم فإنه من الممكن أن يتراجع رد فعل الجسم اللافظ للعضو الغريب.