حقائق عامة حول زراعة الكلى
12:00 ص - الأحد 25 مارس 2012
يصادف ثاني خميس من شهر مارس من كل عام «اليوم العالمي للكلى»، الذي صادف يوم أمس، وهو مبادرة مشتركة للجمعية الدولية لأمراض الكلى والاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى، وتشارك في الاحتفال به مجموعة كبيرة من الأطباء والأشخاص المتطوعين في أكثر من 100 بلد حول العالم، بهدف واحد هو الوقاية من مرض الكلى المزمن، ويتم ذلك برفع الوعي بأهمية الكلى وخفض وتيرة وتأثير مرض الكلى والمشكلات الصحية المرتبطة به.
يركز في اليوم العالمي للكلى 2012 هذه السنة على زراعة الكلى، وشعاره «عطاء واستفادة.. كلى من أجل الحياة» (Donate Kidneys for Life Receive).
مرض الكلى المزمن
مرض الكلى المزمن شائع ومؤذ وقابل للعلاج، وهو يشكل ظاهرة صحية اجتماعية كبيرة، وهناك أكثر من 500 مليون شخص حول العالم (10 في المائة من سكان الكرة الأرضية) لديهم درجة من التأذي الكلوي، وما زال 90 في المائة من الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن يجهلون ذلك، وأن تكلفة علاج القصور الكلوي النهائي أخذ بالارتفاع وهو ما يشكل عائقا اقتصاديا للمصروفات المعتمدة للصحة وخصوصا في البلدان النامية.
ونؤكد على ضرورة تحري الوظيفة الكلوية من أجل اكتشاف أو نفي وجود مرض كلوي مزمن عند الأشخاص المعرضين وهم: المصابون بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والبدناء، والمدخنون، ومن تعدى عمره 50 عاما، وأقارب المرضى أو مرضى الكلي. كما تؤكد إجراء الفحوصات الدورية للتأكد من سلامة الكليتين وكذلك ضغط الدم.
وفي حال اكتشاف أي مشكلة في الكلى يمكن العمل على:
- تأخير تدهور أو إيقاف الأذى الكلوي نحو القصور الكلوي.
- الوقاية من حدوث الأمراض القلبية الوعائية.
- الكشف المبكر وتطبيق العلاج للمحافظة على الحياة.
زراعة الكلى
الكلى هي العضو الرئيسي الفعال في الجهاز البولي الذي يتكون من الكليتين والحالبين والمثانة والقناة البولية. ويحتوي جسم الإنسان على كليتين تقعان على جانبي العمود الفقري خلف الغشاء البريتوني، وتشبه الكلى حبة الفاصولياء، ويبلغ متوسط طول الكلية 11 سنتيمترا، بينما يتراوح وزنها بين 120 و170 غراما.
وتعد الوظيفة الأساسية للكلية هي تنقية الدم من معظم الفضلات التي تنتج عن العمليات الحيوية، كما تحافظ الكلية على توازن الماء والأملاح في الجسم وثباتها، كذلك فإنها تحافظ على توازن ضغط الدم وسلامة العظام وإنتاج هرمون تصنيع الدم.
وتعرف زراعة الكلى، بأنها عملية نقل كلى سليمة من متبرع إلى مستقبل توقفت كليتاه عن العمل نهائيا لتقوم مقام الكلى الفاشلة.
أما المتبرع، فهو الشخص الذي يؤخذ عضو منه (مثل الكلى) وتنقل إلى شخص آخر خلال عملية جراحية. وهناك مصدران رئيسيان للكلى، هما المتبرع الحي القريب أو غير قريب أو المتبرع بعد الوفاة الدماغية.
متبرع حي
عملية تحقق نتائج عظيمة ونسبة نجاح عالية، فضلا عن إمكانية تحديد موعد الزراعة وبالتالي يتم تحضير المريض بشكل جيد لتلقي الكلية. ويصنف المتبرعون كالتالي:
1 - متبرع حي قريب قرابة دم: الأخ، الأخت، الولد، الوالدين، أبناء وبنات العمومة، أبناء وبنات الأخوال.
2 - متبرع حي قريب بأخوة الرضاعة، ويستلزم هذا إحضار وثيقة شرعية تثبت ذلك.
3 - متبرع حي قريب بعلاقة زواج (زوج - زوجة).
4 - متبرع حي تابع لبرنامج مبادلة الكلى، حيث يتم تبادل متبرعين حيين لمريضين مختلفين ثبت ملاءمة كليهما للتبرع لأقاربهما، وذلك نتيجة لاختلاف فصائل الدم أو الزمر النسيجية والتواؤم المناعي، وهذا يستدعي وجود موافقة خطية رسمية من قبل العائلتين.
5 - متبرع حي تابع لبرنامج المتبرعين الأحياء غير الأقارب، الذي اعتمد مؤخرا في المملكة تحت إشراف المركز السعودي لزراعة الأعضاء وهو خاضع لأنظمة وقوانين محددة وإجراءات مدروسة.
وقبل أن يتم قبول المتبرع الحي وإجراء الاستقصاءات اللازمة يجب التأكد من أنه يرغب بالتبرع بإحدى كليتيه عن طيب خاطر ومن دون أي إكراه أو ضغوط من أي نوع، وقد أظهرت معظم التقارير العالمية أن التبرع بالكلى لا يسبب أي أذى أو ضرر للمتبرع سواء على المدى القصير أو البعيد، بل يمكن أن يعطى المتبرع شعورا بالارتياح والرضا لإنقاذه حياة إنسان من براثن المرض.
متبرع متوف دماغيا
يعتمد هذا المصدر في الحصول على الكلى من الأشخاص الذين تثبت إصابتهم بالوفاة الدماغية، وبعد أن يتم أخذ موافقة ذويهم، ومن ثم تتم زراعة الكلى لأحد المرضى المسجلين على قائمة الانتظار اعتمادا على سلم الأولوية، وبسبب توافر الكلى من هذا المصدر فإن تسجيل أي مريض فشل كلوي نهائي على قائمة الانتظار يتم بعد استكمال الفحوصات الطبية.
جدير بالذكر أن حالة الوفاة الدماغية هي الحالة التي يكون فيها المتبرع متوفيا قانونيا وشرعيا، على الرغم من أن قلبه مستمر في النبض بمساعدة الأجهزة الطبية فقط، ويقرر تشخيص موت الدماغ عادة أطباء ذوو خبرة طويلة وواسعة لا علاقة لهم بالتبرع بالأعضاء أو بإجراء عمليات الزراعة مستعينين ومطبقين لمعايير دقيقة جدا ومثبتة طبيا.
ويعتبر الحصول على الكلى من المتوفى دماغيا من الثروات الإنسانية محليا وعالميا، ويعد أحد أهداف إنشاء مراكز الكلى في العالم ومنها المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وذلك لضمان التوزيع العادل لهذه الأعضاء بين المراكز المختلفة لزراعة الأعضاء في المملكة، وبالتالي توزيعها على المرضى المناسبين حسب سلم الأولوية الخاص بكل مركز.
وعادة ما تكون مدة الانتظار لعملية زراعة كلى من متبرع متوفى دماغيا طويلة نسبيا بسبب كثرة أعداد المرضى مقارنة بأعداد الكلى المتبرع بها، كما أن نسبة النجاح لهذا النوع من الزراعة أقل من نسبتها في عملية الزراعة من قريب حي.
عملية زراعة الكلى
وهي بحد ذاتها بسيطة نسبيا وغير معقدة، حيث توضع الكلى المزروعة في الجزء الأمامي أسفل البطن في الناحية اليمنى أو اليسرى. يتم وصل الشريان والوريد الكلوي مع أحد شرايين وأوردة الحوض ويغرس الحالب مباشرة في المثانة. وتستغرق هذه العملية نحو 3 ساعات في العادة.
وغالبا ما يتمكن متلقي الكلى من مغادرة الفراش خلال يوم أو يومين ويحتاج إلى البقاء في المستشفى نحو أسبوعين يوضع في أثنائها تحت المراقبة وتجرى له فحوصات متكررة للتأكد من عدم وجود حالة رفض للكلى المزروعة أو أي مشكلات جراحية أخرى.
يحتاج المريض بعد خروجه من المستشفى إلى متابعة دقيقة في البداية تكون بفترات متقاربة ثم تصبح في ما بعد أكثر تباعدا، علما بأنه سيظل بحاجة مستمرة لإجراء فحوص وظائف الكلى وتعديل الأدوية من حين إلى آخر حسب ما يحدده الطبيب.
رفض الكلى
إن من أخطر المضاعفات التي قد تحدث للمريض بعد العملية هي رفض جسمه للكلى المزروعة. وتساعد العقاقير المضادة للرفض (الأدوية المثبطة للمناعة) على منع حدوث هذا الرفض، وإن تقيد المريض بالفحوصات تبعا لتعليمات الطبيب، ضمن الاكتشاف المبكر لأي نوبات رفض وعلاجها بعقاقير إضافية في الوقت المناسب. ومن أهم علامات وأعراض رفض الكلى ما يلي:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- أعراض شبيهة بالإنفلونزا.
- انخفاض كمية البول أو تغير في لونه.
- ألم واحمرار في موقع الجرح.
- تورم في الجسم.
- ازدياد مفاجئ في الوزن.
تأثيرات زراعة الكلى
- زيادة الوزن بعد الزراعة: قد يحدث ازدياد مفرط في الوزن بعد زراعة الكلى، وذلك لأن المريض أصبح متاحا له تناول ما يرغب من الطعام مما كان ممنوعا منه قبل العملية، وكذلك لما لبعض الأدوية من تأثير إيجابي لفتح الشهية للطعام. لا بد للمريض زارع الكلى التقيد بالحمية وتنظيم الغذاء حسب ما ينصح به الطبيب وأخصائي التغذية.
- حدوث العدوى بعد زراعة الكلى: من المشكلات التي قد تحدث للشخص بعد زراعة الكلى وأخذه علاجا بالأدوية المثبطة للمناعة هو حدوث العدوى واستعداده للإصابة بالتهابات جرثومية غير عادية في بعض الأوقات؛ لذلك يجب إبلاغ الطبيب عن أي أعراض مرضية مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال حتى يتم علاجها بالأدوية المناسبة في الوقت المناسب.
تناول الأدوية
المريض زارع الكلى يحتاج إلى عدة عقاقير، وأهمها الأدوية المثبطة للمناعة (مثل السترويدات، والسيكلوسبورين، والبروقراف، والإميوران وغيرها من الأدوية الحديثة المثبطة للمناعة) التي يحتاج إليها مدى الحياة، بالإضافة إلى أدوية للحماية ضد الفيروسات والبكتيريا، وكذلك أدوية للتحكم في ضغط الدم أو السكر عند الحاجة إليها.
نصائح لزارع الكلى
- الالتزام بأخذ الدواء بالكميات وفي الأوقات التي يحددها الطبيب بكل دقه وانضباط.
- الانتظام في الحضور للعيادة لإجراء الفحوصات والمتابعة لدى الطبيب.
- مراقبة حدوث علامات الرفض والعدوى وأي مضاعفات طبية ومراجعة الطبيب فورا.
- ممارسة الرياضة البدنية حسب التحمل.
- مراجعة الغذاء تفاديا للسمنة.
- القيام بمزاولة العمل حسب قدرة الجسم.
وبالنسبة للمرأة، تنصح السيدة التي ترغب في الحمل أن تؤجل ذلك إلى ما بعد عامين من إجراء زراعة الكلى، وعليها سؤال الطبيب عن الخيارات المطروحة لمنع الحمل.