ألمانيا توافق على تجربة الهيكل الروبوتي لتمكين المشلولين من المشي
12:00 ص - الأحد 25 مارس 2012
بعد أن استخدم الهيكل الروبوتي في سبع عيادات أوروبية لمساعدة المشلولين على الحركة، بعد انتشاره في الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا واليابان، وافقت ألمانيا على تجربة هذه البدلة - الهيكل العظمي قبل البت في تعميم استعمالها، الهيكل من تصميم وإنتاج شركة «إيكسو بيونيك» الأميركية.
ومعروف أن ألمانيا تحبذ تجربة العقاقير والمنتجات الطبية والتدقيق كثيرا فيها قبل أن تسمح باستخدامها في المستشفيات، هذا ما حصل، مثلا، مع المادة السكرية المكتسبة من نبتة «ستيفيا»، التي أجيزت في الولايات المتحدة قبل سنوات من إجازتها في الاتحاد الأوروبي عموما، وإجازتها «بحذر» في ألمانيا.
ويفترض أن يساعد الهيكل الروبوتي المشلولين تماما على الوقوف، أو حتى المشي بعد التدرب جيدا على استعماله من قبل المريض. وأصبحت أماندا بوكستل، الكندية التي تعرضت إلى حادثة خطيرة أثناء التزلج على الجليد أفقدها القدرة على الحركة، رائدة منتجات الشركة الأميركية المذكورة إلى أوروبا بغية الترويج للهيكل الإلكتروني.
وتعرض بوكستل حاليا الهيكل، من شركة «إيكسو بيونيك»، يوميا على المستشفيات والعيادات الألمانية، بهدف تشجيع المقعدين على العودة إلى الحياة شبه الطبيعية مع البشر، بعد أن قضت هي نفسها فترة طويلة على مقاعد المقعدين وعانت من صعوبات الاندماج في الحياة.
واستعرضت المرأة المشلولة أمام مستشفى جامعة آخن الألمانية، على الحدود مع هولندا، كيف تتمكن اليوم من لبس الهيكل بمفردها خلال ثلاث دقائق. تحمل المحرك والأجهزة الأخرى، التي تعينها على تشغيل الهيكل، على ظهرها، بمساعدة حقيبة من صنع «إيكسو بيونيك» أيضا.
فالحقيبة خاصة أيضا وتعينها على تحمل ثقل كبير دون أن تشعر به. علما بأن زنة الهيكل الإلكتروني، المصنع من الألياف الزجاجية والتيتان والألمنيوم، لا يقل 23 كغم. وتستطع المرأة «الرياضية» سابقا تحرك كل هذا الوزن بمساعدة الهيكل الروبوتي.
وسبق للشركة الأميركية أن زودت الجيش الأميركي بحقائب مماثلة، أطلقت عليها اسم «هلك»، تعين الجندي على حمل 100 كغم إضافية دون أن يشعر بها. والحقيبة مزودة بهيكل معدني خاص يوزع الوزن ويلقى مركز ثقله على الأرض، وليس على ظهر الجندي.
تمشي بوكستل اليوم بمساعدة عكازين و15 مجسا حركيا تسيطر على حركتها، ويبقى عليها أن تتخذ الخطوات الثقيلة، وأن تتعلم كيف توازن نفسها على الأرض كي لا تسقط بفعل ثقل الهيكل المربوط إلى جسدها.
وذكرت بوكستل للصحافة الألمانية أن 120 مشلولا استخدم هذه التقنية وحققوا سوية أكثر من 160 ألف خطوة. وكان الرقم القياسي المحقق حتى الآن هو 500 خطوة، لكن الرقم قد يتم كسره في أي لحظة من خلال التمرين والإصرار. ولم يكن كل المشلولين، الذين جربوا الجهاز، من الشباب الرياضيين، ويبلغ عمر أكبرهم سنا نحو 83 سنة.
أندي هيز، من شركة «إيكسو بيونيك»، الذي يرافق المرأة، تحدث عن ضرورة إيقاظ الأمل في قلوب المشلولين، لأن البعض منهم شكك في نوايا الشركة، بل إن بعض المشلولين الألمان اتهموا الشركة بأنها تنظر إلى المشلولين نظرة دونية. البعض الآخر قالوا إنهم «اندمجوا» منذ فترة طويلة مع كراسيهم المتحركة، وفقدوا الأمل في الحركة مجددا.
على أي حال، من يود الحركة بمساعدة الهيكل الإلكتروني من «إيكسو بيونيك» أن يعرف أن البدلة الروبوتية تكلف 120 ألف يورو. وقال هيز إن السعر قد ينخفض إلى 40 ألف يورو في حالة إنتاجه بشكل واسع للسوق، وأضاف أنهم وجدوا زبونين شخصيين في ألمانيا سلفا، ويحاولون بيع التقنية إلى الكثير من مستشفيات إعادة التأهيل في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا وغيرها، كما تهيئ الشركة دراسة شاملة حول نجاح الهيكل الروبوتي مع الكثير من المرضى في المستشفيات الألمانية.
هناك أكثر من 60 ألف إنسان مشلول يستخدم المقاعد السيارة، في ألمانيا، لكن الجهاز بحاجة إلى قدرات عضلية وإصرار لا يمتلكه كل مشلول، حسب رأي روديغر روب، من «قسم الأبحاث التجريبية على حالات الشلل» في جامعة هايدلبيرغ.
وقدر روب عدد المستفيدين من الجهاز في ألمانيا بنحو 10 في المائة من المشلولين، ومع ذلك يبقى هذا الرقم كبيرا حسب رأيه. وعبر عن اعتقاده بأن الطلب على الجهاز بأعداد كبيرة نسبيا سيقلل سعره إلى 50 - 60 ألف يورو، لكن جامعة هايدلبيرغ ستستخدمه لتدريب المشلولين على الحركة وليس بهدف تأهيلهم تماما للحركة.
وسينتظر قسم إعادة تأهيل المشلولين أن يتطور الجهاز، بحيث يسمح للمشلول بصعود الدرجات والسلالم، قبل أن يقرر استخدامه كجهاز لتأهيل المريض للحركة بمفرده.