أسوأ الأخطاء التي يقع بها النادل
خاص الجمال - إيناس مسعود
المطاعم عالم كبير يحوي الكثير والكثير من الأشياء؛ منها الغامض ومنها الواضح للعيان، فما كان خفيا فلنا العذر فيه، أما ما هو واضح فعلينا التعامل معه والتعبير عنه حتى نساهم في إصلاحه لنتجنب حدوثه مع غيرنا؛ وهذا واجبنا فالعميل دائما على حق، وتحقيقا لهذا المبدأ نقدم لكم أسوأ الأخطاء التي يقع بها النادل على الإطلاق بصفته أحد الأعمدة الأساسية في أي مطعم أو فندق، وهذا حرصا منا ليس فقط على مصلحة العميل وإنما على مصلحة المكان نفسه ومن يعملون فيه، فبدلا من التراخي وترك الحال على ما هو عليه مما يترتب عليه آثار سلبية قد تؤدي إلى تدهور حال المطعم وتشويه سمعته وقد يصل الحال إلى فصل ذلك النادل الذي يرتكب الأخطاء.
فنرى هذه الأيام ارتفاع ملحوظ في أساسيات الخدمة بمعظم المطاعم؛ حيث يعتمد فريق العمل بها بشكل شبه أساسي على البقشيش الذي يحصلون عليه من العملاء بسبب رواتبهم الهزيلة حتى في بعض المناسبات عندما يكون الطعام أقل من الجودة المطلوبة يحاول العميل تبرير ذلك أن جودة الطعام ليست خطأ النادل إنما من مهام العاملين بالمطبخ.
بالطبع هناك أوقات تصاب خلالها الخدمة بالقصور، وحتى إذا تم تدارك تلك الأخطاء ومحاولة تصحيحها، فلا داعي للمبالغة في طلب الخدمة والبقشيش، فليس هناك مطعم معصوم من الخطأ مهما كانت مكانته أو ترتيبه على مستوى العالم.
أسوأ الأخطاء التي يقع بها النادل هي:
الطواف حول العميل بإلحاح: تعتمد العلاقة بين النادل والعميل على أساس الاحترام المتبادل وتبدأ هذه العلاقة في اللحظة التي تدخل فيها من باب المطعم، وإذا لم تكن واضحاً في أسلوبك أو مظهرك يجب على النادل الحفاظ على مستوى معين من المعاملة الرسمية لتحديد أي نوع من الموائد التي سيقدم لها الخدمة سواء كانت موعداً، احتفالية أو عزيمة عمل.
إذا أوضحت بأنك خارج لقضاء وقت ممتع وأن التعامل معك بطريقة أقل رسمية شيء مقبول، إذن فالطواف بجانب العميل كما لو كنت في مباراة كرة قدم قد يكون مقبولاً لكنه عمل غير مثالي أو مرغوب فيه.
ومع ذلك نجد أن الانتشار مؤخرا للطريقة الغير رسمية في التعامل داخل المطاعم تعني أن النادل يفترض أن هذا السلوك مقبول ولكن يكون في صورة مبالغة أو إفراط في أغلب الأحيان، حتى صار منتشراً بشكل خطير، فترى النادل يسحب المقعد وينضم لك أثناء تدوين طلبك، فهذه التصرفات تعتبر ضماناً لتقليل البقشيش.
يقول للعميل (هذه هي طريقتنا في إعداد الطبق) عندما يشكو من شيء: نعلم أن المطاعم كما تختلف في أسلوبها ومظهرها، تختلف أيضا في طرق إعداد بعض الأطباق، لكن لا يجب الخلط بين التنوع في إعداد الطبق أو الوصفة وتنفيذه بشكل سيء، وهذه من أسوأ تصرفات النادل حين يبرر فشل إعداد وصفة معينة بأنها طريقة خاصة بالطاهي أو طريقة كلاسيكية.
يحدث ذلك كثير لدرجة مثيرة للشفقة تكفي لتغيير الطاهي، وهذا أفضل من أن تتكرر الشكوى.
إزالة الأطباق قبل أن يغادر العميل المائدة: يأكل الناس بسرعات مختلفة، فهناك من ينتهي من تناول طعامه بسرعة وغيره يتناول الطعام ببطء، فرغم كون البطء شيئاً يصيب البعض بالضيق إلا أن الصديق مثلا قد يفتح حواراً مع صديقه البطيء حتى ينتهي من تناول طعامه، وأسوأ ما يقوم به النادل في هذه اللحظة البدء في إزالة الأطباق الفارغة من على المائدة قبل أن ينتهي الشخص الآخر من طعامه، مما يشعر هذا الشخص بالإحراج وعدم الارتياح.
رغم تبرير النادل لهذا التصرف بأنه محاولة لتنظيف المائدة والإسراع في تجهيزها لعميل آخر، لكنه في نفس الوقت عمل غير لائق وكأنه إشارة لانتزاع النقود من محفظة نقود العميل وطرده من المكان، ولابد من التوقف عنه والانتظار حتى ينتهي العميل ومن معه من تناول الطعام ومغادرة الطاولة وبعدها يبدأ في عمله.
الاختفاء عند رغبة العميل في دفع الفاتورة: لماذا يحوم النادل بطريقة منفرة حول العميل في اللحظة التي يرغب خلالها الاستمتاع بتناول وجبته في هدوء ولا يترك له بعض الخصوصية، بينما يختفي عن الأنظار عندما يريد العميل أن يدفع فاتورة المطعم، مما يصيب العميل بالضيق ويضيع من وقته.
سكب المياه بصورة خاطئة: عندما يقوم النادل بسكب المياه في الكوب الخاص بالعميل يقوم بإمالة الإبريق على جانبه مما يؤدي إلى تناثر رذاذ الماء في مختلف الاتجاهات، وقد يتسبب في بلل بعض الأغراض الخاصة به مما يثير الضيق.
غير متعاون عند استفسار العميل عن الطعام: يرغب الشخص أحيانا في الذهاب إلى مطعم جديد قد يكون صينياً أو غيره ليجرب نوعاً جديداً من الطعام، وبالتالي يرغب في الاستفسار عن بعض الأنواع الموجودة في القائمة، لكن للأسف لايجد من يجيب عن تساؤلاته مما يضعه في حرج ويضطره إلى اختيار عشوائي لنوع من الطعام قد لايتناوله رغم أنه سيدفع فاتورته.
إحضار فاتورة الحساب قبل أن تنتهي من تناول الطعام: يدخل العميل المطعم ويطلب طعامه وقبل أن يبدأ في تناوله يهرول النادل إليه لتقديم فاتورة الدفع ويلح عليه بأسلوب وقح المقصود منه أن يسرع العميل حتى يغادر ويأتي غيره، وهذا شيء مؤذ جدا يثير حرج العميل وحنقه، فقد دخل المكان بحثا عن بعض الراحة وبهذه الطريقة لن يتمكن من الحصول على أقل القليل منها، وبهذا لن يكرر الذهاب إلى هذا المكان مرة أخرى لتعامل النوادل بطريقة غير مهذبة.
التردد كثيراً على العميل من أجل مزيد من البقشيش:الشاغل الأكبر لبعض النوادل الذهاب والإياب والتردد المتكرر على طاولة العميل بأكثر من حجة غير مبررة فمثلا يأتي ليقول له: - هل الطعام جيد؟. - أتريد شيئاً آخر؟. - هل هناك ما يزعجك؟ وغيرها من التساؤلات المكشوفة ذات الهدف الواحد وهو إحراج العميل وإجباره على دفع مزيد من البقشيش وخاصة إذا كان رجلاً ومعه امرأة؛ حيث يستخدم النادل هذا الموقف كنقطة ضعف للرجل حتى لا يظهر بمظهر البخيل أمام المرأة التي برفقته.
لمس الأدوات بيديه: يقوم النادل أحيانا بلمس أدوات الطعام مثل الأكواب، الملاعق والأطباق بيديه العاريتين وهذا شيء يثير اشمئزاز العميل؛ فقد تكون يد النادل غير نظيفة، وقد يكون العميل من النوع الذي لا يفضل ذلك وبهذا يصاب بالضيق وقد يترك المكان حتى قبل أن يتناول طعامه.
الشكوى وعدم الرضا بالبقشيش: يجب أن يعلم كل العاملين في المطاعم والفنادق أن البقشيش هذا ليس قانوناً مفروضاً على العميل أو جزءاً أساسياً من فاتورة الحساب، إنما هو شيء ذوقي يرجع كليا إلى العميل وتقييمه لمستوى الخدمة، فقد يدفع الكثير أو القليل أو حتى لا يدفع شيئاً، وهذا شيء يعود إليه وليس من حق النادل أن يتناقش في هذا الجانب نهائيا، فما بالك لو قام بالشكوى وإظهار عدم الرضا عن البقشيش فهذا تصرف في منتهى الوقاحة.
طرح الأسئلة والطعام في فم العميل: في اللحظة التي يتناول العميل خلالها الطعام يأتي النادل ليسأله عن رأيه في الخدمة والطعام؛ حيث يختار هذه اللحظة حتى لا يتمكن العميل من التحدث بصراحة ويقول أي كلمة ليتخلص من النادل الذي يقف فوق رأسه، فيقول له إن الطعام جيد حتى لو لم يكن كذلك.
الاهتمام الزائد عن الحد: أحيانا يصل اهتمام النادل بالعميل لدرجة خانقة حين ينهال عليه بالأسئلة المتعددة، بينما يرغب العميل في التحدث مع من حضر معهم بحرية.