هل من المفيد استخدام أجهزة اهتزاز الجسم بدلاً من أداء التمارين الرياضية ؟ وهل لها جدوى في إزالة الشحوم ؟

تعتمد طريقة عمل هذه الأجهزة على اهتزاز لوح ، أو منصة ، أو حزام ، قد يتمدد المرء عليه أو يجلس فوقه أو يلفه حول أحد أجزاء الجسم. يصدر يؤدي إلى إثارة تفاعل العضلة مع هذه الاهتزازات ، أي انقباضها وانبساطها.


وبعيداً عن الحديث حول شعور البعض بالراحة والارتخاء بعد استخدام تلك الأجهزة لغايات ترفيهية ، أي بما أنه يُشبه ما يشعر المرء به بعد جلسة للمساج (التدليك) ، فإن فكرة عمل هذه الأجهزة مختلفة عما عما يتحدث عنه الأطباء حول الرياضة البدنية وفوائدها.

وتحديداً تشير المصادر الطبية إلى استخدام هذه الأجهزة لا يُوفر للإنسان رفع مستوى لياقته البدنية ولا يُحقق له خفض وزن الجسم. يوفر الحذر حتى من الاستخدام الترفيهي لها ، أو لأنواع خاصة منها ، كالتي توجه لأسفل الظهر أو للرقبة ، لأنها لا تُناسب كل الناس. ربما تتسبب الضرر ، كما في حالتك أو من هم لديهم ترسبات للكولسترول في شرايين الرقبة أو لديهم إصابات عضوية في الأعصاب ، أو أقراص ما بين فقرات الظهر أو غيرها من الحالات المرضية.

ومع هذا فإن هناك الكثير من الدعايات حول استخدام أجهزة تعمل على اهتزاز أجزاء من الجسم كوسيلة بديلة لأداء التمارين الرياضية. وذلك من يدّعي أنها أيضاً مفيدة في إزالة الشحوم عن مناطق معينة من الجسم متى ما تم تعريضها لتلك الاهتزازات. وعلينا تذكر أصل مهم حال النظر إلى هذه الأجهزة لعملياتها وإلى الرياضة البدنية ، وخاصة نوعية الحركة التي تستخدم عن طريق هذه الأجهزة أو ممارسة الرياضة البدنية.

والرياضة البدنية الصحية، هي أداء تمارين إيروبيك الهوائية، كالهرولة أو السباحة أو المشي السريع. وهذه الرياضة صحية لأنها تُنشط القلب والرئتين والأوعية الدموية، وترفع من قدراتها الوظيفية، وذلك عبر تحريك العضلات بوتيرة متتابعة. وأحدنا حينما يُهرول فإن عضلات الفخذ والساق تنقبض وتنبسط، ما يُجبر القلب على رفع نبضه وزيادة ضخه للدم، وما يُجبر الرئة على توسيع عملها لأخذ كميات أكبر من الأوكسجين من الهواء الذي نتنفسه، وما يُجبر الأوعية الدموية على رفع كفاءتها في إيصال كميات أكبر من الدم للعضلات.

وهذه الأمور كلها لا تحصل حال هزّ العضلات، بل قد تنقبض وتنبسط تلك العضلات لكن لا ينشط القلب أو الرئة أو الأوعية الدموية. ولذا لا يشعر المرء حال استخدام الأجهزة تلك بنفس التعب الذي يحصل مع الهرولة. هذا حول أجهزة اهتزاز الجسم التي تعمل بطريقة إحداث ذبذبات ميكانيكية.

والإشكالية أكبر حال استخدام أجهزة قد تكون أكثر ضرراً ، مثل تلك التي ترسل تياراً كهربائياً ، من شأنها اختراق الجلد وإثارة انقباض العضلات ، أو تحذيراتها من الأجهزة ، التي يُقال بأنها مفيدة لآلام المفاصل. وهنا من الضروري التنبه إلى فكرة إثارة العضلة بهذه الطريقة ، بالإضافة إلى أنها لا تحقق ما يمكن الحصول عليه عبر الرياضة البدنية ، فقد تتسبب في اضطرابات في نبض القلب عبر تأثيرها على سريان التيارات الكهربائية في القلب. كما قد تتسبب بأضرار على عمل الأعصاب ، عبر تأثيرها على سريان الموجات الكهربائية فيها.