هل بالإمكان تناول الأدوية الروتينية قبل منظار القولون؟

منظار القولون هو فحص لتقييم البطانة الداخلية لقولون الأمعاء الغليظة. ولإجرائه، يستخدم طبيب أمراض الجهاز الهضمي المنظار الخاص بذلك، الذي هو أنبوب مرن بسماكة الأصبع تقريباً، وطوله نحو 4 أقدام (120 سم تقريباً).


ويزود هذا الأنبوب بكاميرا ومصدر للضوء عند طرفه. ويتم إدخال طرف منظار القولون في فتحة الشرج. وتحت توجيه الرؤية البصرية، يتقدم الطبيب بدفع أنبوب المنظار ببطء إلى المستقيم، ثم خلال طول أجزاء القولون، وصولاً إلى المصران الأعور، أي إلى بداية القولون. ولكي يكون هذا الفحص كاملاً ودقيقاً ومفيداً في تقييم حالة بطانة القولون، يجب تنظيف القولون تماماً من فضلات الطعام. وهناك العديد من مستحضرات تنظيف القولون في التحضير لمنظار القولون.

ويتم إعطاء المرضى تعليمات مفصلة حول كيفية إعداد هذا التطهير للقولون، ويجدر الاهتمام بهذه التعليمات وتنفيذها حرصاً على مصلحة المريض.

وبشكل عام، يكون هذا من خلال شرب كمية كبيرة من محلول خاص لتنظيف القولون، مع التزام لعدة أيام بنظام غذائي مكون من السوائل والأطعمة الملينة.

ويجب فهم واتباع هذه التعليمات تماماً من قبل المريض، لأن عدم فعل ذلك يحول دون تمكين الطبيب من إتمام هذا الفحص، نتيجة لأن وجود بقايا فضلات الطعام في القولون سيحجب رؤية كامل بطانة القولون بدقة، وبالتالي يضطر الطبيب إلى إلغاء الفحص، وإعادة جدولة إجرائه في وقت لاحق، وهو أمر سيعاني منه المريض.

وبشكل عام بالنسبة للأدوية، التي يتناولها المريض بشكل روتيني لمعالجة أي من الأمراض التي يُعاني منها، فإنه يجب أن يستمر المريض في تناول معظم الأدوية كالمعتاد، ولكن تناول بعض تلك الأدوية قد يتداخل مع الفحص، ولذا من الأفضل أن يتم إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي يُمكن أن يتناولها المريض، ومن ثمّ يفيد الطبيب حول النصيحة بشأن كل منها.

وعلى سبيل المثال، تعتبر أدوية مثل الأسبرين وأدوية زيادة سيولة الدم كعقار «الوارفرين» وأدوية تسكين آلام المفاصل والأنسولين وأدوية الحديد، من الأدوية التي تتطلب تعليمات خاصة لكيفية تناولها أثناء التحضير لمنظار القولون، وذلك لأسباب تتعلق بدقة النتائج التي يُمكن الحصول عليها من إجراء هذا الفحص، وأيضاً لأسباب تتعلق بسلامة إجراء الفحص وتقليل احتمالات حصول مضاعفات سلبية جراء إجرائه.

كما يريد الطبيب أيضاً أن يكون على دراية بأي نوع من الحساسية لدى المريض، وأي أمراض رئيسية أخرى. ويجب كذلك تذكير الطبيب إذا كان المريض ممنْ عليهم تناول المضادات الحيوية قبل إجراء العمليات الجراحية أو علاج الأسنان لمنع العدوى.

وقبل إدخال منظار القولون، يتم إعطاء السوائل عن طريق الوريد للمريض، ويتم إجراء مراقبة مستمرة لنبض القلب وضغط الدم وكذلك الأكسجين في الدم.

كما يتم إعطاء أدوية مهدئة عبر الوريد، بحيث يصبح المريض نعساناً ومرتاحاً، ولتخفيف شعوره بالألم. ويستلقي المريض عادة على جانبه الأيسر ويتم إجراء منظار القولون ببطء لفحص بطانة القولون بعناية، ثم يتم سحب المنظار ببطء. وتستغرق عملية تنظير القولون عادة من 15 إلى 60 دقيقة، خصوصاً إذا تم أخذ عينات من بطانة القولون، أو أي أنسجة أخرى تتم ملاحظتها.