هل السجائر الإلكترونية آمنة بالمقارنة مع السجائر العادية، وهل هي مفيدة للإقلاع عن التدخين؟

قارئنا العزيز .. نشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا .. فقد شرفنا حقاً بإستقبال سؤالك ..
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تعمل بالبطارية ويبدو شكلها كشكل السيجارة العادية، وتعمل على إنتاج دخان يحتوي على مادة النيكوتين كي يستنشقه الشخص الذي يدخن من خلالها. ومصدر إنتاج هذا الدخان هو سائل يحتوي على مزيج من مادة النيكوتين ومواد عطرية بمختلف النكهات وسائل الغليسرين، إضافة إلى العديد من المواد الأخرى المكونة للمزيج السائل الذي يوضع في مستودع صغير داخل تراكيب جهاز السيجارة الإلكترونية.
وبفعل الطاقة المستمدة من البطارية، يجري حرق السائل وإنتاج دخان يحتوي مادة النيكوتين بنكهات متنوعة، مثل النعناع والتفاح والفراولة، أي إننا نتحدث عن جهاز صغير يعمل تقريبا كعمل «نارجيلة إلكترونية» وسميناه «سيجارة إلكترونية»، باستبدال البطارية بالفحم، وباستبدال سائل يحتوي على نيكوتين مع غليسرين ونكهات، بورق التبغ المعجون في المعسل بالغليسرين والنكهات.
الفكرة من أساسها ليست حلا؛ بل بديل نظيف وأنيق، والضرر الذي ينتج عنها لا يقتصر على المدخن، بل يتعداه إلى من هم حوله ويستنشقون هواء الغرفة معه.
صانعو ومروجو السيجارة الإلكترونية يدّعون أنها «بديل آمن» لتدخين السيجارة العادية .. ولكن الهيئات الطبية العالمية المعنية بشؤون المواد المستخدمة من قبل الناس ذات العلاقة المباشرة بالصحة، مثل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، على وجه التحديد، تطرح تساؤلات مهمة حول مدى أمان استخدمها على الصحة بوصفها بديلا لتدخين السيجارة العادية.
وحينما راجع الباحثون الطبيون في «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» نوعين من أكثر أنواع السجائر الإلكترونية شيوعا، وجدوا تفاوتا واضحا في كمية النيكوتين بين ما يقال إن السيجارة الإلكترونية تعطيه للجسم، وما تقوله الشركات تلك، كما وجدوا مواد كيميائية أخرى في دخان السجائر الإلكترونية، وبعض المواد تلك معلوم طبيا أنها ضارة بالجسم وبعضها يصنف على أنها مواد مسببه للإصابات السرطانية. وهو ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تحذيرها حول احتمالات تسبب استخدام السجائر الإلكترونية في أضرار صحية وعدم الاعتراف بأمان استخدامها، أسوة بما عليه حال موقف الإدارة تلك من استخدام السجائر العادية.
وينصح كثير من المصادر الطبية المعنية بتوفير المعلومات الصحية لعموم الناس، مثل نشرات أطباء «مايو كلينك» و«كليفلاند كلينك» وغيرهم، بعدم استخدامها لعدم وجود أدلة تدعم الادعاء بأنها آمنة لصحة الناس. وعليه، لا توجد حتى اليوم أي أدلة علمية تدعم استبدال السجائر الإلكترونية بالسيجارة العادية للحفاظ على الصحة من أضرار السيجارة العادية، ولا على أنها وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين. والآن نتمنى أن نكون قد قدمنا شيئا ولو يسيرا ساهم في إفادتك، في انتظار ردك وتواصلك معنا .. وأخيرا شرفنا بك في عيادة الجمال!!