أجري لي منظار للمعدة، وتبين أن لدي التهاب في المريء، وأنا متألمة .. هل من الممكن أن تكون الأدوية سبب ذلك؟

 قارئتنا العزيزة .. نشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا .. فقد شرفنا حقاً بإستقبال سؤالك ..


تمنياتي لك بالسلامة من أي ألم. ومن الممكن أن تكون الأدوية سببا وراء ذلك، على الرغم من عدم ذكرك للأدوية التي تتناولينها والتي ربما هي السبب.

ولاحظي معي أن بطانة المريء لا تقوى عادة على تحمل التأثيرات الحارقة لأحماض المعدة ما يؤدي إلى الشعور بالألم، ولذا هناك عضلة عاصرة تقبض على فوهة المعدة وتمنع تسريب محتوياتها إلى المريء. وهذه العضلة العاصرة تقع في الجزء السفلي من المريء. وأثناء عملية البلع، ترتخي هذه العضلة كي تسمح بمرور الطعام والسوائل من أسفل المريء إلى المعدة.

وثمة مجموعات من الأدوية والأطعمة التي لا تساعد هذه العضلة على القيام بعملها، أي لا تنقبض بما يكفي لمنع تسريب أحماض المعدة إلى المريء، وبالتالي ترفع من احتمالات حصول تسريب الطعام والأحماض والعصارات الهاضمة من المعدة إلى المريء، ما يؤثر على سلامة بطانة المريء وعلى راحة الإنسان وشعوره بألم الحرقة في أعلى البطن والحموضة في الحلق والإحساس بترجيع الطعام إلى الحلق.

وهذه الأدوية تشمل حبوب النيتريت الموسعة لشرايين القلب، وحبوب منع الحمل الهرمونية، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وضبط إيقاع نبض القلب، من نوع حاصرات بوابات الكالسيوم، مثل «أملودبين» و«ديلتايزيم»، ومجموعات أخرى من الأدوية.

والأطعمة التي تتسبب بهذه المشكلة تشمل الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة والشوكولاته. وكذلك الأطعمة الحلوة الطعم، والأطعمة الدسمة المشبعة بالزيوت والدهون.

ومما يجدر ذكره لعموم الحديث، أن التدخين وتناول الكحول، عاملان يؤديان إلى ارتخاء العضلة العاصرة في أسفل المريء. كما أن الاستلقاء على الظهر، بحد ذاته، وبعيد تناول الطعام، عامل فيزيائي مهم لتسريب محتويات المعدة إلى المريء. وعليه، فإن تجنب هذه العوامل، وخصوصا عند ضرورة تناول أدوية تتسبب بذاتها في ارتخاء العضلة العاصرة لأسفل المريء، هو أبسط ما يمكن فعله لحماية المريء ولتخفيف الشعور بأعراض التسريب ذلك.

والآن نتمنى أن نكون قد قدمنا شيئا ولو يسيرا ساهم في إفادتك، في انتظار ردك وتواصلك معنا .. وأخيرا شرفنا بك في عيادة الجمال!!