زوجتي حامل للمرة الأولى، وهي في الشهر الرابع. هل ممارسة العملية الجنسية خلال الحمل تضر بالمرأة الحامل؟

بالعموم، ما دام الحمل يتطور بشكل طبيعي، عبر تأكيد الطبيب خلال متابعة المرأة الحامل في عيادات الحوامل، فإن بإمكان الزوجين ممارسة العملية الجنسية متى شاءوا. ولكن لاحظ معي أمرا مهما، وهو أن رغبة المرأة الحامل في التجاوب مع هذه العملية تتفاوت، وذلك لأسباب تتعلق بالتغيرات الهرمونية المرافقة لحالة الحمل وأعراض الغثيان والوحم وتغيرات الوزن وآلام الظهر وتغيرات المزاج والحالة النفسية ومشاعر المرأة عن التغيرات في شكل جسمها ومخاوفها عن احتمالات تأثير العملية الجنسية على سلامة الجنين، كلها عوامل قد تؤثر على الرغبة تلك لدى المرأة الحامل.
 
وعلى الرغم من المخاوف الشائعة عن احتمالات الإجهاض أو سقوط الحمل، فإن المصادر الطبية تشير إلى أن ممارسة العملية الجنسية بشكل طبيعي ربما لا علاقة لها باحتمالات الإجهاض أو سقوط الحمل. وغالبا ما تكون أسباب تلك الاحتمالات اضطرابات جينية تجعل من الصعب استمرار بقاء الحمل أو اضطرابات في نمو الجنين داخل الرحم بشكل طبيعي. بمعنى أن سقوط الحمل والإجهاض في المراحل الأولى من الحمل لا علاقة له غالبا بشيء فعلته أو لم تفعله الأم.
 
والجنين في رحم الأم موجود بحماية السائل الأميوني المحيط به، كما أن عضلات الرحم القوية تجعل الجنين في خزانة لا يمكن للعملية الجنسية والنشاط البدني خلالها التأثير على الجنين. ولذا تؤكد المصادر الطبية على أنه لا علاقة بين انقباضات الرحم خلال مرحلة النشوة في العملية الجنسية باحتمالات إسقاط الجنين أو الولادة المبكرة، وتلك الانقباضات للرحم مخالفة لنوعية انقباضات الرحم خلال خروج الجنين من الرحم.
 
كما أنه لا يوجد وضع للجسم ضار بالحمل ما دام مريحا للمرأة. وربما في المراحل الوسطى والمتأخرة من الحمل لا ترتاح الحامل خلال الاستلقاء على الظهر.
 
هذا كله في حالات الحمل الطبيعي وتأكيدات الطبيب أن نتائج المتابعة الحمل في العيادة تشير إلى أن الحمل والجنين وصحة الأم كلها طبيعية. ولكن هناك حالات يجب توخي الحذر من ممارسة العملية الجنسية، مثل نصيحة الطبيب المتابع للحمل بذلك، أو أن المرأة سبق لها تكرار الولادة المبكرة أو إسقاط الحمل، أو أن ثمة نزيفا من الرحم مجهول السبب، أو حصل خروج للسائل الأميوني المحيط بالجنين داخل الرحم، أو أن ثمة ضعفا في إحكام إغلاق عنق الرحم، أو أن المشيمة ملتصقة بالقرب من عنق الرحم، أو غيرها من الحالات التي ينصح الطبيب فيها بأخذ الزوجين الحيطة.