هل من الممكن تناول «الأسبرين» خلال الحمل، مع العلم بأنني لدي ارتفاع في ضغط الدم؟

رسالتك لم يتضح لي منها مقدار عمرك ولا عدد مرات الحمل السابقة، وحالة ضغط الدم لديك قبل الحمل أو في حالات الحمل السابقة، ولا لماذا تريدين تناول «الأسبرين» خلال فترة الحمل. وبالعموم، على الحامل أن تتابع مع طبيب الحمل طوال فترة الحمل، خاصة حينما يكون ثمة ارتفاع في ضغط الدم أو لديها ما يستوجب تناول «الأسبرين».


«الأسبرين» من الأدوية التي لا يُنصح بأن تتناولها المرأة خلال فترة الحمل، ومثله أيضا الأدوية الأخرى المسكنة للألم والمضادة للالتهابات مثل «بروفين» أو «فولتارين». ولاحظي معي أن «الأسبرين» والأدوية الشبيهة به تعوق عملية تخثر الدم، وتتسبب في زيادة احتمالات عدم توقف نزيف الدم، نظرا لتأثيرات «الأسبرين» على الصفائح الدموية وطريقة إسهامها في عملية تخثر الدم حال النزيف في الجروح وغيرها.

ولذا، تشدد المصادر الطبية على عدم تناول الأسبرين في الفترة التي تلي بلوغ عمر 32 أسبوعا من عمر الحمل نظرا لاحتمالات تأثيره على سلامة تخثر الدم لدى الأم الحامل ولدى الجنين أيضا. كما أن «الأسبرين»، و«البروفين» كذلك، قد يتسبب في الإقفال المبكر لبعض تراكيب قلب الجنين، والتي يجب ألا تقفل قبل الولادة نفسها وتنفس الطفل للهواء برئته، وإقفال هذه الأوعية الدموية في محيط قلب الجنين قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية له، كما يُمكن أن يتسبب في إطالة أمد عملية الولادة نفسها.

ولكن مع هذا كله، ولأسباب طبية مهمة يُقدرها الطبيب في معالجة بعض الحالات المرضية لدى الحامل نفسها، يُمكن تناول «الأسبرين» بجرعات منخفضة الكمية، وهذا وفق الضوابط السابقة الذكر في دواعيها، وترافقها متابعة لحالة الجنين ومراقبة لحالته الصحية. ولذا من الضروري معرفة ما الذي يدفعك لتناول «الأسبرين»، إن كان لعلاج حالات الصداع فهناك بدائل مفيدة يصفها الطبيب المتابع للحمل مثل «بانادول» أو «تاينينول»، وإن كان لدواع طبية قدرها الطبيب ورأى ضرورة تناولك لـ«الأسبرين» كجرعات منخفضة الكمية فإن هذا أيضا صحيح.

أما بالنسبة لضغط الدم فإنه من الطبيعي حدوث انخفاض في ضغط الدم خلال المرحلة الثانية من الحمل. وخلال الربع الثالث تحصل زيادة تدريجية في ضغط الدم وهذا أمر شائع. ولكن في بعض الأحيان تحصل تغييرات في ضغط الدم بشكل كبير، أو يستمر ارتفاع ضغط الدم لدرجة أنه يصبح مصدرا للقلق لدى الطبيب المتابع للحمل.

وهناك أنواع مختلفة من ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل. أولها ارتفاع ضغط الدم المزمن، أي الذي لدى المرأة من قبل حملها، وهو ما لا علاقة له بالحمل لجهة التسبب في الظهور. ومن الممكن أن المرأة قد حصل لديها حالة ارتفاع ضغط الدم من قبل الحمل أو ظهرت خلال ما قبل عمر 20 أسبوعا من فترة الحمل. كما يعتبر ارتفاع ضغط الدم الذي يستمر أكثر من 12 أسبوعا ما بعد الولادة هو ارتفاع ضغط الدم المزمن. وهذه الأشكال كلها لارتفاع ضغط الدم تصنف بأنها ارتفاع ضغط دم مزمن.

وهناك حالة ثانية تسمى ارتفاع ضغط الدم الحملي، أي تطور ظهور ارتفاع في ضغط الدم بعد 20 أسبوعا من عمر الحمل، وغالبا ارتفاع ضغط الدم الحملي يزول بعد الولادة.

وهناك حالة ثالثة تسمى حالة تسمم الحمل، وفيها يحصل ارتفاع في ضغط الدم المزمن أو ارتفاع ضغط الدم الحملي بما يؤدي إلى تسمم الحمل وتهديد سلامة الجنين والأم. وهذه حالة خطيرة تتميز بارتفاع ضغط الدم وخروج البروتين في البول بعد 20 أسبوعا من الحمل.

وتبعا للظروف الصحية لديك ونوع ارتفاع ضغط الدم، تكون نوعية الرعاية الصحية الخاص بك من قبل الطبيب، والمهم هو الرصد الدقيق لمقدار ارتفاع ضغط الدم، واتباع نصائحه والتي منها ربما الولادة المبكرة حفاظا على سلامة الأم والجنين.