أعاني من التوتر، مما يؤثر على شعري وعلى شهيتي للطعام، هل هذا صحيح، وبماذا تنصح؟
بداية: نعم .. هناك علاقة بين التوتر والإجهاد النفسي وفقدان الشعر. وطبيا يقال إن هناك ثلاثة أنواع من فقدان الشعر التي يمكن أن تترافق مع ارتفاع مستويات الإجهاد والإجهاد النفسي، وهو ما يعرف طبيا بأنه ترجمة لحالة مرض الثعلبة.
وهو مرض يصيب بصيلات الشعر ويوقف نموها، ولكنه لا يؤدي إلى موت بصيلات الشعر نفسها، أي إنها تظل ذات قابلية مستقبلية للنمو. ويظهر هذا المرض بشكل مفاجئ، خاصة بعد التعرض لوضع نفسي سيئ مثل فقد أحد الأقارب أو المرور بحالة طلاق المرأة أو غيرها من العوامل النفسية المفاجئة.
ويلاحظ طبيا أن كثيرا من المرضى المصابين بمرض الثعلبة هذا يعانون كثيرا من القلق النفسي والخوف والتوتر نتيجة لسقوط الشعر على هيئة بقعة دائرية، وهذا القلق الذي لا داعي له قد يكون عائقا أمام استجابة المريض للعلاج وقد يكون سببا لتفاقم حدة المشكلة، ذلك أنه ثبت علميا أن العامل النفسي هو من أهم العوامل المساعدة على ظهور المرض وانتشاره. وما على المريض تذكره هو أن يتقبل هذا المرض بنفسية عالية، خاصة أن نسبة الشفاء جيدة، خصوصا إذا كانت المساحة المصابة صغيرة أو متوسطة.
وهناك أيضا حالة تساقط الشعر الكربي، أي من الكرب والهم والمصيبة. وهو ما ينتج أيضا عن التوتر والإجهاد النفسي، مما يدفع بصيلات الشعر إلى عدم النمو والتوقف عن عملية تكوين الشعر، ولذا يسقط الشعر فجأة عند التمشيط البسيط أو الغسل. والفرق بين النوع الأول والثاني أن النوع الأول يصيب منطقة محددة، والثاني عام.
وهناك كذلك حالة نتف الشعر بطريقة تحكمها رغبة لدى المرء بشكل لا يقاوم لسحب الشعر من فروة الرأس والحاجبين أو في مناطق أخرى من الجسم. ويعتقد طبيا أن اللجوء إلى نتف الشعر بهذه الطريقة من قبل المرء الذي يواجه توترا نفسيا، وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية أو الأحاسيس غير المريحة، مثل الإجهاد والقلق، والتوتر، والتعب، والشعور بالوحدة أو الإحباط. وهذه الحالات كلها تحتاج إلى مراجعة للطبيب المختص بالجلدية أولا، والطبيب النفسي أيضا.
أما بالنسبة لشهية الأكل، فإنه عندما يكون أحدنا تحت ضغط التوتر والإجهاد النفسي، فإنه ابتداء قد يواجه صعوبة في انتقاء واختيار الطعام الصحي. كما أنه أثناء أوقات التوتر، يمكن حصول حالة من الأكل غير المنضبط في محاولة لتلبية الاحتياجات العاطفية التي تسمى أحيانا «أكل الإجهاد» أو «التناول العاطفي للطعام».
وهي الحالة التي يحصل فيها تناول أطعمة ذات سعرات الحرارية عالية، وحتى عندما لا يشعر المرء بالجوع أصلا. ولذا من المهم العمل على منع زيادة الوزن خلال فترات التوتر والإجهاد النفسي، والحد من مخاطر السمنة، والأهم هو الحصول على المساعدة الطبية للتعامل مع الإجهاد بشكل سليم ومنع تأثيراته على الجسم وصحته.