عمري 48 سنة، وأتناول أدوية لعلاج مرض السكري. ألاحظ أن نسبة السكر لدي غير منضبطة كما في السابق، هل بلوغ سن اليأس هو السبب؟
معروف طبيا أن عامل بلوغ سن اليأس له تأثيرات متوقعة على مدى انضباط نسبة السكر بالدم لدى من هم بالأصل مرضى السكري. والذي يلاحظ طبيا أن اضطرابات انضباط نسبة سكر الدم من المتوقع أن لا تحصل فقط بعد توقف حصول الدورة الشهرية، بل حتى في فترة اضطرابات انتظام الدورة الشهرية التي تسبق توقفها تماما.
ولاحظي معي أن الهرمونات الأنثوية، التي يفرزها جسم المرأة خلال سنوات ما قبل بلوغ سن اليأس، لها تأثيرات على نسبة سكر الدم. وبعد بلوغ سن اليأس، وانخفاض نسبة إفراز جسم المرأة لهذه الهرمونات، تضطرب نسبة سكر الدم. كما أن بعض النساء، أو ربما الكثير منهن، يزيد وزن الجسم لديهن خلال وبعد بلوغ سن اليأس، وهو ما يرفع من كمية هرمون الأنسولين اللازمة للجسم كي يتحكم في ضبط نسبة سكر الدم.
وترتفع أيضا بعد بلوغ سن اليأس احتمالات الإصابة بالالتهابات الميكروبية، نتيجة لعوامل هرمونية عدة، وبالتالي ترتفع احتمالات حصول اضطرابات في ضبط نسبة السكر بالدم. وهناك عامل آخر مؤثر على ضبط نسبة السكر بالدم، وهو اضطرابات النوم التي تصاحب ما قبل بلوغ سن اليأس وفي الفترة التالية.
ومن المهم ملاحظة أن حصول اضطرابات نسبة السكر بالدم، لدى الإناث والذكور وفي أي مراحل العمر، يعني ارتفاع احتمالات حصول مضاعفات السكري. ولا يقصد بمضاعفات السكري فقط ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر بالدم، بل أيضا أضرار السكري على الكلى والشرايين القلبية والدماغية وشبكية العين والأعصاب.
ومع ملاحظة هذا يمكن فعل الكثير لضمان انضباط نسبة السكر بالدم خلال هذه الفترة. وأهم خطوة هي إبلاغ الطبيب عن ملاحظة عدم انضباط نسبة السكر عند التحليل المنزلي له، واتباع إرشاداته في هذا الشأن، وخصوصا عند توجيهه بتغير أدوية المعالجة. كما أن عليك الحرص على تناول وجبات طعام صحية في مكوناتها ومصادرها وكمية طاقة السعرات الحرارية فيها، ومعالجة أي مظاهر للاضطرابات الصحية المرافقة لبلوغ سن اليأس إن كانت لديك عبر مراجعة طبيب النساء والتوليد.