ما أفضل وسيلة للتخلص من شحوم البطن؟

بداية، فإن مشكلة سمنة البطن ليست متعلقة فقط بالجانب التجميلي في المظهر الخارجي لجسم الإنسان، بل هناك علاقة بين زيادة حجم البطن، أي تراكم كميات كبيرة من الشحوم بين الأعضاء في تجويف البطن وتراكم الشحوم في طبقات الجدار الخارجي للبطن، وبين ارتفاع احتمالات خطورة الإصابة بعدد من الأمراض ذات التأثيرات المهمة على صحة الإنسان.
وهذه العلاقة تم التوصل إلى معرفتها وتأكيد ذلك، عبر دراسات طبية طويلة الأمد. ولذا فإن الاهتمام بالتخلص من زيادة حجم البطن هو اهتمام بصحة الإنسان في المستقبل ووقايته من الإصابة بأمراض مهمة.
وزيادة حجم البطن له علاقة بارتفاع خطورة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل والحميد، ونشوء حالة مقاومة الجسم لعمل هرمون الأنسولين وتبعات ذلك، وأمراض شرايين القلب، والسكتة الدماغية، وأنواع من الإصابات السرطانية، والإصابة بحالة نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم.
ولأن ثمة إثباتات علمية على ارتباط زيادة حجم البطن بالإصابة بهذه الأمراض المذكورة، فإن هناك تحديدا طبيا لما هو طبيعي وما هو غير طبيعي في حجم البطن. وبالنسبة للرجال فإن محيط الوسط (الخصر) الأكثر من 40 بوصة، أي 102 سم، يعني ارتفاع خطورة احتمالات الإصابة بالأمراض المتقدمة الذكر. ولقياس محيط الوسط يضع الإنسان شريط القياس حول البطن العارية من الملابس، أي على الجلد مباشرة دون تراخٍ أو شد، في المنطقة التي تعلو عظمة الحوض على جانبي وسط الإنسان.
والإشكالية عند تجاوز الرجل سن 35 سنة، أو قبل ذلك، هي حينما لا يمارس الرجل المجهود البدني والتمارين الرياضية، وبالتالي ينقص حجم عضلات الجسم لديه. وحجم العضلات مهم لأنها هي المكان الذي يتم فيه حرق السعرات الحرارية للدهون في الجسم. وكلما نقص حجم العضلات، ونقص استخدامها لحرق السعرات الحرارية، زادت كمية الشحوم المتراكمة في الجسم، وزادت صعوبات التخلص منها. ولدى بعض الرجال دور للوراثة في الأمر، ولكن الغالب، وحتى في وجود العامل الوراثي، السبب هو زيادة كمية الأكل وتدني ممارسة الرياضة البدنية ونقص حجم عضلات الجسم.
وبالنسبة لوسيلة التخلص من زيادة حجم البطن، علينا وضع أمر مهم في الذهن. وهو أن زيادة حجم البطن ناجمة عن زيادة كمية الشحوم المتراكمة في تجويف البطن وبين الأعضاء التي فيه. وهذه نقطة من المهم إدراكها، لأن البعض يعتقد أن زيادة حجم البطن ناجمة عن انتفاخ سببه تراخي جدار البطن وعدم شد عضلاته. ويتجه من يعتقد ذلك نحو إجراء تمارين شد عضلات جدار البطن بشكل حصري، اعتقادا منه أن هذا هو الحل دون الالتفات إلى سبب المشكلة.
بينما الحل هو في أمرين متلازمين: الأول خفض كمية الطعام، وخصوصا النشويات والسكريات، والثاني تنمية حجم عضلات الجسم ككل، وزيادة تكرار استخدام العضلات تلك في التمارين الرياضية لحرق الدهون. ثم بعد خفض وزن الجسم وظهور الترهل في جدار البطن نتيجة لزوال الشحوم عن تجويف البطن، هنا من المفيد جدا الحرص على إجراء تمارين شد وتقوية وزيادة حجم عضلات جدار البطن.