عند أتباع حمية لإنقاص الوزن، أين تذهب الشحوم التي في الجسم؟ وهل حمية شوربة الملفوف ناجحة في إنقاص الوزن؟

بالنسبة لحمية شوربة الملفوف، فهناك فرق بين نجاح حمية معينة في تحقيق مجرد خفض وزن الجسم وبين النجاح في خفض وزن الجسم بطريقة لا تؤذي الجسم.


ولاحظي معي، أن عدم الأكل أو أكل كميات ضئيلة من صنف غذائي محدد، أي المرور بنوع من حالة المجاعة الاختيارية، سيؤدي بلا شك إلى إنقاص عدد كيلوغرامات وزن الجسم.

ولكن هل هذا هو المطلوب؟ أم المطلوب إنقاص عدد كيلوغرامات الجسم بطريقة لا تؤذي الجسم وتعوق قيام الأعضاء المختلفة فيه بأداء وظائفها بكفاءة؟

هناك طبيا ما يطلق عليه «موضات» حمية خفض وزن الجسم، وهذه لا علاقة لها بالنصائح الطبية التي، كما تهتم بإنقاص عدد كيلوغرامات وزن الجسم، تهتم أيضا بسلامة محتويات الجسم من الفيتامينات والمعادن والبروتينات وغيرها من العناصر اللازمة لحياة الجسم ونمو وعمل أعضائه، لأنك لا تريدين إزالة السمنة الضارة وجلب سوء التغذية الضار أيضا.

والجسم حينما ينقص وزنه، يمر بمرحلة تكسير وتفتيت للأنسجة الشحمية الموجودة في الأرداف والفخذين والأكتاف والبطن والثدي وغيرها. وعملية التفتيت هذه تتطلب تفاعلات كيميائية تحرق المركبات الكيميائية الدهنية ضمن عمليات إنتاج الطاقة. ولا سبيل لإزالة الدهون إلا عند احتياج الجسم لإنتاج الطاقة دون وجود بديل للدهون في إتمام هذه العملية. ولاحظي معي أن المواد الخام المستخدمة في إنتاج الطاقة هي السكريات والدهون والبروتينات.

والجسم يستخدم أولا السكريات عند توفر هذه المصادر الثلاثة، ولا يلجأ إلى استهلاك الدهون إلا عندما لا تتوفر السكريات بكميات كافية. والذي يسهل خفض الوزن عبر حرق الدهون هو عدم توفير السكريات للجسم، بالدرجة الأولى. ولذا، فإن تقليل كمية الأكل، خاصة السكريات، يسير جنبا إلى جنب مع ممارسة الرياضة لإنتاج الطاقة وحرق الدهون. والمواد الناتجة عن عمليات حرق الدهون هي الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون. وهما ما يتخلص الجسم منهما عبر البول أو العرق أو هواء زفير التنفس.

وهناك مقالات وحتى كتب عن حمية شوربة الملفوف. ويقول واضعو حمية شوربة الملفوف إن على المرء تناول كميات كبيرة يوميا من شوربة الملفوف، ولمدة أسبوع. ويقولون إن هذا كفيل بإنقاص نحو خمسة كيلوغرامات من الوزن في أسبوع. والحقيقة أن أي حمية غذائية ذات كمية منخفضة جدا من الطاقة، ستؤدي إلى النتيجة نفسها. أي يمكن اختراع حمية الخيار أو الكوسا أو غيرهما من الخضراوات مثلا، للحصول على نتائج مشابهة ومن دون التسبب بالغازات في البطن.

ولكن لا يمكن للجسم الاستمرار في هذه الحمية، وهذه الخضراوات لن تستطيع أن تقدم للجسم حاجته من الطيف الواسع للفيتامينات والمعادن اللازمة لعمله وعمل أعضائه. ولذا، فإنه حتى مروجو هذه الموضة من الحمية الغذائية، ينصحون بالتوقف عنها بعد أسبوع، والعودة لتناول كميات معتدلة ومتنوعة من الأطعمة لمدة أسبوعين.

وإضافة إلى هذا، وإضافة إلى مشكلة غازات البطن، فإن الملفوف يحتوي على كميات عالية نسبيا من عنصر الصوديوم، ولا ينصح صحيا بتناول الصوديوم بكميات عالية. كما أن برنامج حمية شوربة الملفوف لا يتضمن ممارسة الرياضة البدنية، لأنها ستكون مجهدة جدا على الشخص حال التزامه بالاقتصار على تناول الملفوف.

ولاحظي معي أيضا، أن غالبية الوزن الذي يفقده المرء بسرعة عند البدء في أي نوع من الحمية الصارمة، ليس بسبب زوال وحرق الشحوم، بل هو بسبب نقص كميات السوائل بالجسم ونقص كمية بروتينات العضلات.

وما هو مطلوب، تقليل كميات طاقة السعرات الحرارية للأطعمة اليومية في الوجبات الثلاث الرئيسية، والحرص على تناول وجبة الإفطار، وتنويع الأطعمة مع التركيز على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، والاعتدال في تناول اللحوم، وتقليل تناول الشحوم الحيوانية، وممارسة الرياضة البدنية يوميا. والهدف هو التدرج في إنقاص الوزن، بشكل مستمر؛ أي استمرار فقد كيلوغرام أو كيلوغرامين كل شهر مثلا، وطوال السنة. والمحصلة تدرج معتدل في إنقاص الوزن دون إنهاك الجسم والتسبب في الضرر له.