قرأت تحذيرات طبية من استخدام الكحل، هل هذا صحيح؟

الواقع أن استخدام كلمة «الكحل» اليوم هو كلمة عامة ومبهمة ولا تحديد فيها، ومن الضروري تحديد ما المقصود منها عند محاولة فهم التحذيرات الصحية التي تتحدث عنها.


والحقيقة أن ثمة إصدارات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية حول أضرار استخدام الكحل، ولكن ما هو موجود في الأسواق العالمية والمحلية من الكحل يختلف في مكوناته ومصدر إنتاجه.

كما تختلف المعايير الصحية الخاصة بالنقاء بين منتج وآخر. وتستخدم النساء في كل أنحاء العالم منتجات شتى لإكساب أطراف الجفون وأصول الرموش، والرموش نفسها، لونا أغمق، وغالبا اللون الأسود.

الكحل موجود في العالم منذ العصور القديمة، والإشكالية ليست في استخدامه، بل في مكوناته من المعادن الطبيعية والمواد الأخرى المضافة إليه في تركيبه، ففي القارة الآسيوية مثلا تختلف كل منطقة في الإضافات الطبيعية والحيوانية والنباتية التي تضاف إلى الكحل.

والكحل الضار هو الذي لا يكون نقيا وخاليا من الميكروبات التي قد تلوثه حينما لا يتم إنتاجه بطريقة صحيحة أو لا يتم حفظه بطريقة سليمة. والكحل الضار هو الذي يحتوي على كميات عالية من معادن ضارة، وتحديدا مثل عنصر الرصاص.

أما الكحل الأصلي المكون من مسحوق حجر «الإثمد» الطبيعي والنقي، الذي يحتوي على عنصر معدن أنتيموني أو المركبات الكيميائية له، فليس هناك علميا ما يثبت أنه استخدامه على أطراف الجفون هو أمر ضار بصحة العين أو الجسم، ولا توجد تحذيرات طبية منه حينما يكون الكحل المستخدم بهذه الصفة ومن هذه النوعية، بل على العكس، هناك دراسات طبية تتحدث بشكل إيجابي عن فوائد تلك النوعية من الكحل على صحة العين وسلامتها وحمايتها من الميكروبات، أي كحل عنصر أنتيموني لحجر الإثمد.

ولاحظ معي أن هناك بالأسواق أنواعا من الكحل الآسيوي الرخيص الثمن والمكون من بقايا هباب لهيب حرق أشياء مختلفة، كالزيوت أو الأخشاب أو البذور أو البقول، أو المكون من الرصاص أو مسحوق «بودرة» التلك أو الزنك أو غيرها من الأشياء. وهذه الأنواع الهندية هي التي تحدثت عنها إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تحذيراتها من الكحل، وتعليلها كان حول الآثار الضارة لعنصر الرصاص وغيره.