لدي مشكلة في تذكر الأشياء والأحداث، وكنت ناجحا في عملي ولا أعاني من هذه المشكلة في السابق .. ما هو السبب، هل هو بدايات الزهايمر؟

إن كل إنسان معرض للنسيان، وكلنا ينسى من آن لآخر أين وضع مفاتيح السيارة أو أوراقا مهمة أو متى آخر مرة تحدث مع أحد أصدقائه أو غير ذلك. ناهيك عن اعتمادنا على الهواتف الجوالة وعدم قدرتنا التدريجية على تذكر أرقام الهواتف.


ومع التقدم في العمر، تزداد مشكلة النسيان. ولكن هناك فرق شاسع بين النسيان بسبب التقدم في العمر وبين نوع النسيان المرتبط بمرض ألزهايمر. إذ أن اضطرابات الذاكرة الطبيعية التي تصاحب التقدم في العمر لا تمنع الإنسان من العيش براحة وإنتاجية في حياته اليومية. والذي يحصل هو أن المرء سيحتاج إلى وقت أطول كي يتذكر الأشياء أو أسماءها أو ما يجب عليه فعله في موضوع ما. والمرء هنا مدرك أنه ينسى ويعترف بذلك بل ربما يتندر ويضحك حول هذا الأمر.

أما في حالات اضطرابات الذاكرة غير المرتبطة بالتقدم الطبيعي في العمر، فإن المصاب يدرك ويشعر أن شيئا ما غير طبيعي مزعج له ولكنه لا يستطيع تحديد ما هو ولا يستطيع تحديد ما الذي يزعجه في الأمر. وبدلا من الحديث مع غيره عن مشكلة الذاكرة لديه، تجده يعمد إلى التصرف وكما أن ليست ثمة مشكلة.

واضطرابات الذاكرة في ألزهايمر هي جزء من مشكلة مرض ألزهايمر، وليست هي كل مظاهر مشكلة هذا المرض. وتسوء اضطرابات الذاكرة مع طول الإصابة بألزهايمر. وهناك علامات وأعراض أخرى لألزهايمر. منها أن المصاب يكرر السؤال عن نفس الأمر برغم تلقيه الإجابة عليه. وعدم تذكر بعض الكلمات الشائعة التي يستخدمها المرء في حديثه عادة. والخلط في تسمية الأشياء، حيث يسمي الطاولة مثلا بالسرير. وعدم القدرة على إكمال القيام ببعض المهام المعتادة، مثل استقبال الضيوف والترحيب بهم والجلوس معهم لحين مغادرتهم. ووضع الأشياء في غير محلها، مثل وضع المحفظة مثلا في الثلاجة. والضياع في الأماكن المألوفة والمعتاد تواجده فيها.

وبين التغيرات الطبيعية في الذاكرة بسبب التقدم في العمر، وبين مرض ألزهايمر، هناك حالات من اضطرابات الذاكرة. منها ما هو قابل للعودة إلى الطبيعي، ومنها ما لا يمكن عودته. ومن أشهر الأسباب لاضطرابات الذاكرة القابلة للإصلاح والعودة إلى الطبيعي، حالات الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية أو التفاعلات فيما بينها. مثل أنواع من أدوية تسكين الألم أو علاج أمراض القلب أو المهدئات أو الأدوية النفسية وغيرها. كما تتسبب الاضطرابات النفسية، كالقلق والتوتر والاكتئاب واضطرابات النوم، بالنسيان لدى البعض. وهذه الحالات متى ما تمت معالجتها، فإن مشكلة النسيان غالبا تزول بالكلية. وتناول الكحول وغيره من المواد الضارة، هو سبب آخر للاضطرابات القابلة للتحسن في الذاكرة. وكذا نقص بعض أنواع الفيتامينات في الجسم.

ومن المهم مراجعة طبيب الباطنية المتخصص في طب الأعصاب، عند الشكوى من أي اضطرابات في الذاكرة. وحينها يمكنه تمييز الأسباب ووضع الحلول الممكنة.