عمري 37 سنة، وعملي مكتبي. ليس لدي أمراض مزمنة. وعلى الرغم من معرفتي بنصائح الأطباء حول أهمية الرياضة، فإنني شخص لا أمارس الرياضة ولا يسمح وقتي بها. وأطلب منكم معرفة مقدار وفترة ممارسة الرياضة البدنية

وفق إحصائيات رابطة طب القلب الأميركية، فإن 70 في المائة من عموم الناس في الولايات المتحدة لا يبذلون القدر الكافي من نشاط المجهود البدني بشكل يومي كما هو مطلوب صحيا. وأحد أسباب هذا هو تصور الكثيرين أن المطلوب هو «ممارسة الرياضة» بصورة شبيهة لتلك التي يمارسها الرياضيون المحترفون لألعاب كرة القدم أو الجري أو كرة السلة أو السباحة أو غيرهم.


والحقيقة خلاف هذا. والأطباء عموما، وأطباء القلب على وجه الخصوص، لا يتحدثون عن ممارسة تلك النوعية من الرياضة، بل هم يتحدثون بالأصل عن أن «النشاط البدني» أمر صحي مفيد للوقاية من الأمراض المزمنة والمؤثرة على صحة القلب والشرايين. وما ثبت لديهم فائدته هو خيار واحد من بين أمرين؛ الأول هو ممارسة الإنسان لمقدار «متوسط» من الجهد البدني، لمدة لا تقل عن نحو ثلث ساعة في اليوم، وتحديدا 22 دقيقة. وتقول رابطة القلب الأميركية صراحة: «لو مارس الإنسان قدرا متوسطا من المجهود البدني، مثل المشي السريع، ولهذه المدة يوميا، فإنه سيحقق لجسمه إحدى الوسائل التي تضمن تحسين مستوى صحته وتقلل من شدة خطورة عوامل الإصابة بالأمراض القلبية ومرض السكري والسكتة الدماغية».

وتحديد رابطة القلب الأميركية للحد الأدنى من المجهود البدني المتوسط الشدة، يعني أن ممارسة المشي السريع لمدة أقل من 150 دقيقة في الأسبوع، لا يكفي لإعطاء الجسم الفوائد الصحية المرجوة. وهذا الرقم تم تحديده بناء على جهود علمية في تقييم تأثير ممارسة ذلك القدر من المجهود البدني المتوسط الشدة.

والاختيار الثاني هو ممارسة نحو 75 دقيقة أسبوعيا من المجهود البدني القوي في النشاط، مثل الهرولة السريعة أو ممارسة الألعاب التنافسية ككرة القدم مع الأصدقاء الهواة في ممارستها.

وللاختصار، ولتسهيل التذكر، تنصح الرابطة بثلاثين دقيقة من المشي السريع، في خمسة من أيام الأسبوع السبعة. وبإمكان الشخص تقسيم هذه الـ30 دقيقة إلى حصص مختلفة، أي ربع ساعة مرتين في اليوم. أو 10 دقائق، ثلاث مرات في اليوم.

وهناك طرق عدة لأداء هذا المقدار اليومي من الجهد البدني المتوسط، مثل وقوف السيارة على مسافة من المكان المقصود. أي عند الذهاب للعمل، يوقف أحدنا سيارته على مسافة تكفي للمشي نحو ربع ساعة أو عشرة دقائق. أو عند التسوق، يوقف السيارة في أطراف موقف السوبر ماركت، ثم يمشي إليه، وهكذا، والواقع أن المطلوب صحيا ممكن تحقيقه، ولكن الصعوبة ربما هي في التصور لكيفية التنفيذ.