عمري 51 سنة، وعملي مكتبي، ولا أشكو من أي أمراض. وزني 95 كيلوغراما. ونسبة السكر لدي كانت 123، وأفادني الطبيب بأن لديَّ حالة من الاضطراب في نسبة السكر. كم يجب أن تكون النسبة لدي؟ وما الذي يمكنني أن أفعل

عند إجراء تحليل نسبة السكر بالدم بعد الصوم لمدة 8 ساعات، فإن الطبيعي أن تكون نسبة السكر في الدم أقل من 100 ملغم. وحينما تكون النسبة 126 أو أعلى، فإن الشخص يكون لديه مرض السكري. وإذا ما كانت النسبة بينهما، أي بين 100 و125 ملغم، فإن الحالة تسمى «ما قبل السكري»، أي ليست هي طبيعية وليست أيضا مرحلة مرض السكري.


وعليك ملاحظة أن النوع الثاني من مرض السكري، أي الذي يصيب غالبا البالغين، لا يحصل فجأة أو بين ليلة وضحاها، بل يحصل بالتدريج.. ومن الرحمة أن هذا التدريج يمكن ملاحظته في بداياته، من خلال تحليل نسبة سكر الدم، ويمكن أيضا، وهذا هو المهم، أن يوقف التدهور فيه وتعود الأمور إلى حالتها الطبيعية. وحالة «ما قبل السكري» شائعة بنسبة أكبر مما يتوقع كثير من الناس. وعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة تشير إحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى أن أكثر من 57 مليون إنسان بالغ لديه هذه الحالة ولم يكونوا يعرفون أنها لديهم قبل إجراء تحليل نسبة السكر في الدم لهم.

وللأشخاص الذين لديهم حالة «ما قبل السكري» يجب ألا تهمل هذه الحالة، بل يجدر أن تتوجه الجهود نحو حمايتهم من تدهور الوصول إلى مرحلة مرض السكري؛ لذا يكون الهدف هو مساعدة الشخص هذا للعودة إلى الحالة الطبيعية، أي أن تكون نتيجة تحليل نسبة السكر بعد الصيام لمدة 8 ساعات هي أقل من 100 ملغم. ونسبة السكر بعد الصوم ساعتين من بعد تناول وجبة الطعام، هي أقل من 180 ملغم.

الجيد في الأمر أن هناك عدة أمور يمكن التعامل معها بكل حكمة، للعمل على عودة نسبة السكر إلى المعدلات الطبيعية. ويمكن تنفيذ هذه الأمور ضمن منظومة سلوكيات نمط الحياة التي يعيشها كل واحد منا، وهي: الحفاظ على وزن طبيعي للجسم، وممارسة الرياضة البدنية اليومية بشكل متوسط الجهد، والحرص على انتقاء وتناول الأطعمة الصحية.

وقد أثبتت الدراسات العالمية الطبية بوضوح أن نتائج الاهتمام بهذه الأمور الثلاثة هي: خفض احتمالات تدهور حالة «ما قبل السكري» إلى مرحلة مرض السكري، بنسبة تفوق 70%.. هذا لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن 60 سنة. والاحتمالات أعلى من 70% بكثير لدى أولئك البالغين الأصغر سنا. أي من هم في مثل عمرك.

والعنصر الأهم على الإطلاق هو خفض مقدار وزن الجسم. وحتى خفض 5 أو 10% من وزن جسمك، أي نحو ما بين 4 و8 كيلوغرامات، سيكون له تأثير إيجابي كبير. والأفضل هو الوصول إلى المعدل الطبيعي للوزن، أي أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديك ما بين 20 إلى 25. وبإمكانك حساب ذلك بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر.

والعنصر الأخير المهم كذلك، هو أن حالة «ما قبل السكري» حتى لو بقيت على ما هي عليه، أي دون أن تتدهور إلى مرض السكري ودون أن تعود أدراجها إلى الحالة الطبيعية، تحمل في طياتها ارتفاع احتمالات خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب وبارتفاع ضغط الدم. وهو ما يؤكد ضرورة الاهتمام للعودة إلى الحالة الطبيعية لنسبة السكر بالدم.