هل الأفضل ممارسة الرياضة اليومية، كالهرولة، أثناء النهار أو في المساء؟ وهل الهرولة على الطرق الوعرة صحية وأكثر فائدة؟
من المهم ملاحظة أمرين بالنسبة لممارسة الرياضة اليومية، وهما أن الهدف هو تحسين مستوى صحة الجسم. وهذا الهدف الوقائي والعلاجي يجب ألا يتسبب بأضرار صحية. ولذا فإن ممارسة الهرولة في الأجواء الحارة تتطلب اتخاذ عدة وسائل وقاية، مثل تقليل تعرض الجلد لأشعة الشمس، وتعويض فقد سوائل الجسم نتيجة لزيادة إفراز العرق. وكذا ثمة احتياطات أخرى حال ممارسة الرياضة في الأجواء الباردة.
ولذا أنت تقرر ما هو الأفضل لك بالنسبة لوقت ممارستك الرياضة البدنية اليومية خارج المنزل، وفق الأجواء المناخية التي تعايشها. أما إن كنت ستمارس الهرولة في غرفة أو صالة من خلال استخدام جهاز «الدواسة الكهربائية للهرولة»، فإنه، من الناحية الطبية عموما، لا توجد ملاحظات طبية تُذكر على الممارسة النهارية أو المسائية.
وهناك عدة دراسات طبية تم إجراؤها للمقارنة بين الأمرين، ولا توجد نتائج حاسمة لتفضيل أي منهما أو لذكر سلبيات على أحدهما. ومع هذا، فهناك أشخاص يتأثرون بشكل مختلف بممارسة الرياضة اليومية في المساء، وتحديدا على سهولة خلودهم للنوم واستغراقهم فيه بارتياح.
ولاحظت المراجعات العلمية أن النوم الليلي يتحسن لدى النساء اللواتي بلغن سن اليأس عند ممارستهن الرياضة المسائية، بينما لا يتأثر صغار السن من الذكور والإناث بذلك، أي أن نومهم لا يتأثر بالرياضة المسائية، لا سلبا ولا إيجابا. ولكن ربما يتأثر النوم سلبا لدى متوسطي العمر من الجنسين، والرجال فوق سن الستين، بممارستهم الرياضة المسائية، وهذا قد يكون نتيجة لتأثرهم بزيادة إفراز هرمون «أدريلانين». الذي قد يستمر ما بين 4 إلى 6 ساعات. وهو ما قد يتسبب بتأخير سهولة الدخول في النوم.
وعليه، إذا كانت فرصة الشخص أفضل لممارسة الرياضة في المساء وبعد الفراغ من العمل اليومي الوظيفي، ولا يتأثر نومه بسبب ذلك، فإنه لا ملاحظات طبية على ذلك. والمهم ألا يتأثر نومه وأن يتمكن من ممارسة تلك الرياضة بشكل يومي.
أما الإجابة على الشق الثاني من رسالتك، والمتعلقة بالهرولة على الطرق الوعرة، فإن الدراسات الطبية تناولت موضوع التأثيرات الصحية للمشي على الطرق أو الأماكن التي تغطيها الحجارة الصغيرة الحجم. وتتطلب الهرولة على تلك الأسطح مهارة للتحكم بتوازن الجسم بسرعة وكفاءة، منعا للسقوط وتبعاته، ناهيك عن الطرق الوعرة أو المغطاة بحجارة متوسطة الحجم. أما المشي عليها فممكن، ولا يرفع بشكل كبير من احتمالات السقوط. ولاحظت إحدى الدراسات العلمية أن المشي على الطرقات المغطاة بالحجارة الملساء الصغيرة، مثل التي على ضفاف الأنهار الصغيرة، يؤدي إلى خفض طفيف وإيجابي في ضغط الدم ويزيد من قدرات مهارة حفظ توازن الجسم أثناء المشي.