لدي حكة مزمنة في منطقة فتحة الشرج. واستخدمت عدة مراهم دون جدوى. ما هو المرهم الذي تنصح به؟

لا يوجد علاج سريع وسهل لمثل هذه الحالة المزمنة، لأن كثيرا ممن يعانون من هذه المشكلة يصعب عليهم عدم حك منطقة الشرج عند ظهور الشعور بتهيج الحكة فيه. والمصاب يدور في حلقة متكررة من الشعور بالرغبة في الحك، ثم يقوم بحك تلك المنطقة، مما يؤدي إلى تهتك وسلخ طبقة الجلد الخارجي، فيزداد تهييج الحكة، وتتكرر المشكلة، ثم يتساءل: لماذا لا تزول المشكلة.


ومما يزيد المشكلة تعقيدا، أن المصاب حتى لو تحاشى حك تلك المنطقة خلال النهار، فإنه أثناء النوم يقوم بذلك لا شعوريا. كما أن تلك المنطقة عادة رطبة بسبب العرق والإفرازات الطبيعية، كما أنها عرضة للاحتكاك بفعل حركة المشي، مما يثير الرغبة في الحكة.

وأولى وأهم خطوات المعالجة هو عدم الاستجابة لهذا الشعور وإعطاء فرصة للأنسجة الرقيقة والحساسة جدا في تلك المنطقة كي تلتئم وتهدأ وتتعافى. والمحافظة على تلك المنطقة جافة ونظيفة، وتجفيفهـــــــــا برفق بعد الإخراج والغسل بالماء، وارتداء ملابس داخلية قطنية.

أما مستحضرات المراهم أو الكريمات المحتوية على مضادات حيوية للبكتيريا أو الفطريات، فإنها عادة لا تفيد في علاج هذه المشكلة، بل ربما تزيدها تعقيدا لأسباب عدة لا مجال للاستطراد فيها. وفي نطاق ضيق، ولفترة محددة جدا، قد يصف الطبيب أحد أنواع الكريم المحتوية على مشتقات الكورتيزون، فقط لتهدئة تهيج الأنسجة.

وإذا ما فحص الطبيب تلك المنطقة، وتبين له عدم وجود بواسير أو ناسور أو شرخ شرجي أو غيرها من الأسباب العضوية، فإن عليك ملاحظة أن الحكة الشرجية قد تنشأ نتيجة لتعرض تلك المنطقة لمواد كيميائية أو عطرية تتسبب بالحساسية أو تهييج طبقة الجلد. وخاصة بعض المواد الموجودة في الأطعمة، كتناول بعض أنواع التوابل، أو تناول الفلفل الحار دون إزالة البذور، وسواء كانت البذور مطحونة أو غير مطحونة فإنها تهيج الحكة الشرجية. وكذلك فإنها تتهيج عند عدم الحرص على تنظيف تلك المنطقة بشكل جيد بعد الإخراج.