هل من المفيد الانتظام في إجراء تنظيف القولون كوسيلة لتنقية الجسم من السموم عبر استخدام مستحضرات تنظيف القولون؟

هناك من الأشخاص غير العاملين في الأوساط الطبية من يتبنى فرضية مفادها أن الجسم تتجمع فيه السموم، التي تؤدي إلى ظهور الأمراض فيه، ويجب اللجوء إلى وسائل لتنقية الجسم منها. وإحدى تلك الوسائل تنظيف القولون بشكل دوري.


هذه الفرضية على الرغم من جمالها الظاهري، فإنها لم تثبت علميا. وتحديدا لم تثبت فائدتها الطبية في الوقاية من سرطان أي جزء في الجهاز الهضمي، ولم تثبت فائدتها في تنشيط جهاز مناعة الجسم. ولا توجد حتى هذه اللحظة أي دراسة علمية أثبتت أي جدوى لهذه العملية المرهقة والمخلة بالكثير من الأنظمة الحيوية في بيئة القولون، خاصة فقد الجسم للسوائل، وفقد التوازن الطبيعي في القولون لبيئة البكتيريا الصديقة ولبيئة شوارد (أيونات) معادن البوتاسيوم وغيره من المواد في القولون. ولذا لا تتبنى الأوساط الطبية المعنية بصحة الجهاز الهضمي وبصحة الجسم من تراكم السموم، النصيحة بإجراء غسيل أو تنظيف القولون.

وعلى العكس، تعتقد أن تكرار هذا الفعل قد يكون ضارا على سلامة عمل القولون، واحتمال التسبب في فقر الدم ونقص بعض العناصر الغذائية في الجسم، لدى الأشخاص الأصحاء. وبعواقب ربما أسوأ على مرضى القلب أو الكبد أو غيرهم من المصابين ببعض الأمراض المزمنة.

والأمر أشبه بتناول الأدوية المهيجة للإخراج، ذلك أن الإفراط في تناول الأدوية المهيجة للإخراج له أضرار صحية على عمل القولون في المدى البعيد. لكن يجب التنبه إلى أن أضرار الأدوية المهيجة للإخراج لا يقصد بها كذلك الأدوية المُلينة المُسهلة للإخراج التي تحتوي على ألياف نباتية طبيعية.

ولذا، لا ينصح طبيا بهذه الطريقة التي يروج لها البعض في أوساط «الطب التقليدي» أو «الطب المكمل والاختياري» والذي يسمى خطأ بعبارة الطب البديل.